جبل سمارة.. صور تستحق التأمل

في الصباح الباكر قبل شروق الشمس تحركنا في رحلتنا نقصد زيارة بعض قرى جبل سمارة الشامخ ... النسيم العليل كان لنا منه حظا وافراً.. تغاريد البلابل، خرير المياة، أصوات الطيور، حفيف الأشجار، صفو السماء، نقاء الجو، وإشراقة الأرض.. إنها بدايات طيبة لرحلة ممتعة.. عبرنا طريقنا بأمان، وفي كل مكان رأينا ما يجلو الأبصار ويحير الألباب من جمال الطبيعة وتنوعها.. سفوح الجبال، المنحدرات الجبلية، مجاري السيول، المدرجات الزراعية، القرى المتناثرة في بطون الأودية وعلى سفوح الجبال تحفها الخضرة من كل جانب.. عيون الماء والغيول الصافية، الشلالات الهادرة، البرك والحواجز المائية العديدة، قنوات الري المنتظمة تراها على طوال الطريق فتطمئين النفس إلى توفر أهم مصادر الحياة في هذه البلاد.. وصلنا إلى إرتفاعات شاهقة في جبل سمارة الشامخ لنحصل على إطلالة واسعة على العديد من الأماكن والبقاع من حولنا..
تحركنا ومع الحركة تتباطئ خطواتنا بل غالبا ما تتوقف على الطريق؛ لما شاهدناه من مناظر خلابة ولما لمسناه من هواء نقي، ونسمات الرياح من كل جانب، ولأننا في منطقة مرتفعة جدا حيث تستطيع أن تجول ببصرك في أماكن شاسعة من مديريات المخادر والقفر وحبيش وإب وبعدان.. وقفات للتأمل في الطبيعة الزاهية، وقد ألقى الصيف عليها حلته الخضراء.. وقفات للتأمل في القرى المعلقة على سفوح الجبال كأنها الدر المنثور.. وقفات للتأمل في الخط الإسفلتي الممتد على طول جبل سمارة كثعبان أسود يريد أقتناص فريسته.. وقفات للتأمل في الشمس وقد حطت بنورها على تلك البقاع لتتضح الرؤية حتى أقصى مكان.. أشياء كثيرة تستحق التأمل قد تكون ذاكرتي خانتني في ذكرها.
وأنت قد وصلت إلى هذا الإرتفاع تستوقفك الذاكرة لتسيح في الفضاء الرحب لتتفكر في خلق السموات والأرض، وحيالها تقول رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ..