إب.. لحظات التأمل.. [ مع صور الفاتنة ]

إب فاتنتي.. معشوقتي ما حييت.. لها معي حكايات وذكريات.. أصدقاء وأحبة.. مشينا في ربوعها.. تنعمنا بخيراتها.. لا... أبدا لن أنساها!!..
في الصباح الجميل ومع ألطف نسيم.. تشرق الشمس بشعاعها الذهبي الذي تنساب خيوطه كجدائل شعر دقيقة.. اتذكر حين كنا نقف على ساحة المدرسة نؤدي طابور الصباح والطبيعة الخضراء تحفنا من كل جانب.. والاشجار تهتز بنشوة.. وحينها يزداد نشاطنا مع كل تمرين رياضي نقوم به.. ولا انسي الهتاف الواحد لجميع من في ساحات المدرسة ونحن نردده منذ الصف الأول وحتى تخرجنا منها.. تحيا الجمهورية اليمنية.. فلتحيا إب.. وتحية لها ولأهلها الطيبون.. أصحاب القلوب البيضاء..
عند ولوج الليل لغروب الشمس وأختفاء قرصها الذهبي وراء الجبال والهضاب الخضراء منظرٌ آخر.. غاية في الروعة والجمال.. كنا نلعب في أوقات اللعب حتى تغرب الشمس وما إن تغرب إلا وقد اخذتنا خطانا إلى بيوتنا ومأونا.. كنا ننهض مع الصباح الباكر ونغادر البيت إلى المدرسة ونعود إليه مع الغروب إلا من ساعات الطعام القليلة..
نعم إب السندس الأخضر.. سلاسل جبلية شاهقة محفوفة بالخضرة.. مدرجات زراعية خضراء متناسقة وصامدة منذ مئات السنين لتدل على عبقرية الإنسان اليمني في إستثمار أرضه بالزراعة.. وديان زراعية تمتد لألاف الهكتارات تزرع وتنتج وتجود بثمارها مع نهاية موسم صيفي حافل بالعمل والتفاني لدى الفلاحين.. الناس هناك يحبون الأرض ويعشقونها.. ولا يحبون أن يهملوها يوما ما.. لأن الحكمة ضالتهم المنشودة من جدّ وجد ومن زرع حصد.. العيون المائية تجود بخيرها في تلك الأرض طوال العام ولكنها أكثر عطاءا في الصيف موسم البذر والنماء.. شلالات المياة لا تكل عن هديرها طوال اليوم في الليل والنهار.. ولأصوات تلك الشلالات المتدفقة تأثير خاص على النفس حين تسمع صوت الحياة يدب في أوصال الأرض!! أنه الماء.. يقول تعالى: ( وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ ) [ الأنبياء: 30 ]... والناظر في طبيعة إب يجد أن أهلها على مر العصور قد أحترفوا مهنة الزراعة، كما أتقنوا هندسة الري.. فهناك العديد من مجاري وقنوات الري المنظمة لحماية الوديان والمدرجات الزراعية من السيول الجارفة حتى لا تنجرف التربة وتدمر المزروعات أثناء الأمطار الغزيرة. كما بنيت العديد من السدود والأحواض المائية لتخزين المياة وإعادة تصريفها بإنتظام.
مدينة إب الحديثة بنيت على وادي زراعي خصب.. حيث تلتهم المباني الحديثة الأراضي الزراعية واحدة تلو الأخرى يوما بعد آخر.. وإمتدت المباني السكنية غربا وجنوبا بشكل أكبر.. أما من الشرق فيحتضن هذه المدينة الرائعة جبل بعدان الشامخ ومن الشمال تشرف على وادي السحول.. فما تبقى من الأرضي الزراعية في إب لا شك انه معرض لإستغلاله في البناء مما يجعل المدينة الخضراء تصبح كتل أسمنتية وشوارع أسفلتية.. فهل من حماية لبيئة المدينة الفاتنة؟؟
أكتفي بهذا القدر وأترككم مع بعض الصور لهذه المحافظة الجميلة..

………………………………………………….

………………………………………………….

………………………………………………….

………………………………………………….

………………………………………………….

………………………………………………….

………………………………………………….

………………………………………………….