عندما يفلس النظام يبحث له ما يطمئنه من الأعمال الزائفة التي يدعيها فيحول بالإعلام الزائف الحق باطلاً والباطل حقاً والخوف أمناً والجوع شبعاً والفقر غنى والتخلف تقدماً والظلام نوراً والجهل علماً والمرض صحة والبطالة أعمالاً والأزمات الاقتصادية منجزات عظيمة والمشاريع الفاشلة منجزات عملاقة والهزيمة نصراً والفشل نجاحاً ....الخ.
فيلجأ النظام عن طريق المتنفذين والمستفيدين والانتهازيين إلى عمل أعمالاً تجعله يعيش في حالة رضا أن كل شيء على ما يرام فتخرج المسيرات المضللة تهتف بالروح والدم والاستبداد والظلم والطغيان، وتقام المهرجانات الكبيرة والضخمة بالترغيب والترهيب تهتف وتردد بحياة النظام (وحياة الزعيم الرمز) ويقوم الخطباء والشعراء ويمجدون القائد الرمز صاحب المنجزات العظيمة وباني اليمن الحديث وصاحب التقدم والإزدهار والأمان فيجعله هذا يعيش بعيداً عن الواقع والحقيقة التي يعيشها الشعب فيخطب في هذه المهرجانات المزيفة والزائفة ليقول كل شيء على ما يرام والبلد بخير والوحدة بخير ولا داع للقلق ثم تقوم أجهزة الإعلام كلها بالتضليل والتزييف للواقع والتبشير بالثروات والخيرات القادمة وكلها ستصب في تحسين واقع ومعيشة الشعب ويظل الشعب يعيش أماني وأحلام إعلام السلطة المضلل والمزيف للحقائق فيبرز المنجزات التي لا تسمن ولا تغني من جوع وهكذا يظل الإعلام الرسمي بعيداً عن معاناة الشعب وآلامه وما وصل إليه من فقر وبطالة ومجاعة ..
مظهر من مظاهر تزييف الوعي تلك المسيرة والمهرجان الذي أقيم في مدينة تعز والتي تم فيها إخراج الطلاب من قاعات الامتحانات في المدارس والجامعة وإخراج الموظفين من مكاتبهم والعمال من مصانعهم ليحتشدوا من أجل إرضاء السلطة المحلية والظهور أمام النظام أنهم مع العظام..
ألا يعد تزييفاً للوعي والحقيقة والواقع؟ كيف يهتف هذا الشعب للنظام وهو لايجد قطرة الماء ولا نور الكهرباء؟
ومظهر من مظاهر التزييف تلك المؤتمرات المحلية التي عقدت في المحافظات وصرفت فيها مئات الملايين وهي معدة سلفاً من الألف إلى الياء لتخرج تهتف باسم النظام والديمقراطية والحكم المحلي الخالي من الصلاحيات.
ومن مظاهر الزيف تلك اللجان التي تشكل باسم الدفاع عن الوحدة "الجنجويد" وهي في الحقيقة للدفاع عن السلطة الانفصالية الممارسة لأعمال الانفصال سياساتها الخاطئة وممارساتها السيئة.
ومن مظاهر تزييف الوعي ما يقوم به النظام من ضرب للنضال السلمي المطالب بالحقوق والحريات فيقتل ويجرح الأبرياء ثم يدّعي أن أصحاب النضال السلمي قتل بعضهم بعضاً وجرح بعضهم بعضاً ومصدق بذلك نفسه وإعلامه، ومن مظاهر التزييف نشر التأييد الداخلي والخارجي الإقليمي والدولي للوحدة اليمنية والوحدة بحاجة إلى تأييد شعبي حقيقي من خلال القيام بكل ما يؤدي إلى الأمن الغذائي والأمن العام..
ومن مظاهر تزييف الوعي إغلاق الصحف الأهلية والمستقلة وإسكات الأصوات والأقلام التي تنادي بالحرية وبتصحيح الأوضاع وحل الأزمات وتتكلم عن الواقع من غير تزييف للوعي فالنظام أصبح لايريد إلا المدح والنفاق أما الصدق والحقيقة فأصبح يشعر أن كل صيحة عليه .. فإذا كان هذا النظام لا يخاف من الحق والحقيقة فلماذا يغلق هذه الصحف وسكْت الأصوات والأقلام ويقمع النضال السلمي؟
ألم يصبح واقع النظام (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون) .. إلى متى سيظل هذا النظام يعتمد على تزييف الوعي؟
مجرد استفسار
في الوقت الذي كان مهرجان السلطة في ميدان الشهداء يقوم بتزييف الوعي ويتكلم عن المنجزات كان هناك اعتصام رقم 23 أمام المحافظة من أجل المطالبة بقتلة الشهيد الدكتور درهم القدس والذي مضى على استشهاده ستة أشهر ولم تقم السلطة إلى الآن بواجبها بالقبض على القتلة والجناة، فسلطة تعجز عن القبض على الجناة القتلة .. كيف تستطيع أن تحل أزمات الوطن المختلفة؟
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
موضوع: لماذا تزييف الوعي؟ 
الإثنين يونيو 29, 2009 7:24 pm
