فضائية الإصلاح ..التحدي القادم ..

فضائية الإصلاح ..التحدي القادم .. للأستاذ حميد أحمد

فضائية الإصلاح ..التحدي القادم .. Islah-kanah-islah

uploads/islah-kanah-islah.gif

تمت الإضافة بتاريخ : 29/04/2009

بقلم :حميد أحمد مطهر حميد
"نائب رئيس دائرة الإعلام م/حجة"

مما لا يختلف عليه اثنان أن القنوات الفضائية اليوم أصبحت أداة الاتصال الكونية الأولى ، فبعد مضي نصف قرن تقريبا على انطلاقة أول قمر صناعي في الفضاء عام 1957 م تكون القنوات الفضائية بما حازته من اهتمام متزايد على مستوى العالم قد تبوأت مركز الصدارة من وسائل الإعلام المعاصرة .

فأمريكا اليوم تسود العالم بهيمنة سلطة الإعلام لديها ، وينجح من يتخذ الإعلام سلاحه في كل مجال من مجالات حياته ، حتى أن القول المشهور لأحد رجال الأعمال الكبار عندما سئل عن ( كيف يتصرف إذا كان معه 1000 دولار فقط ليبدأ مشروعا تجاريا جديدا فكان جوابه 900 دولار للدعاية والإعلام والباقي قيمة بضاعة ) كما أنه لا مجال للنقاش حول أهمية الإعلام للقضايا الساخنة .

ومن ثم فالقنوات الفضائية بما وصلت إليه هي وسيلة الاتصال الأكثر انتشارا ، والأوسع مدى ، والأكثر جذبا وإغراءا لجمعها بين الصوت والصورة ، والضوء ، واللون والحركة ، واستخدامها مما يحقق الظهور لدين الله وهذه أبرز إيجابياتها . ذلك أن سطوة الإعلام المائع ، وطوفان المعلومات غير السوية ، وأثره على بصائر البشر وبصيرتهم ، قد أججا نار الحيرة والقلق في النفوس ووجها نحو التطلع إلى طريق الهداية والنور كل ذلك مما يعمق الإحساس بأهمية أن تكون للإصلاح قناة فضائية تسهم في الدعوة إلى الله ، حيث إن الناس كل الناس في أمس الحاجة إلى جهد إعلامي يجعل التدين ثقافة للناس ، والقنوات الفضائية وسيلة العصر المناسبة بحكم تطورها ، وشدة جذبها للناس ، على مختلف طبقاتهم ، واستخدامها في بث معان تحارب الرذيلة ، وتذكي جذوة الإيمان في النفوس وتؤكد الترابط الاجتماعي ، وتسهم في بناء المجتمع الفاضل ، والأمة الملتزمة ، وتكشف وتجلي بوضوح الفاسدين ،هذا وكله يجعل تلك القناة من الضرورات .

وما دام أنه مطلوب من الإصلاحيين إحسان البلاغ ، فلن يكون ذلك ممكنا ما لم نحسن كيفية البلاغ العصرية المرتبطة في حقيقة الأمر بطبيعة تطور وسيلة الاتصال التي تحمل معاني الإيمان والحق والصدق ، والعفاف والطهر والنقاء في كفاية واقتدار ، وهي في عالم اليوم متربع على عرشها القنوات الفضائية التي تبث برامجها عبر الأقمار الصناعية .

فإشارة التلفزيون المبثوثة عبر الأقمار الصناعية تستقبل في منازل المشاهدين دون حاجة إلى وسيط ، بسبب ما حققته تقنيات الاتصال من تقدم بلغت به وسيلة الاتصال قمة التطور إذ أمكن أن يقال بحق إن هذا الإنجاز هو ميزة العصر الاتصالية التي أتاحت إمكان الوصول إلى أي مشاهد على مستوى العالم من خلالها ، وخاصة أن عددها الآن يفوق الخيال ، وأن الإرسال عبرها يجري بلغات عديدة ، وعلى مدى أربع وعشرين ساعة ، وإلى جميع القارات دون استثناء حيث يتم البث إلى المستقبل في أي مكان من العالم في أجزاء من الثانية سواء كان ذلك عبر الأقمار الصناعية الدولية أو الإقليمية أو المحلية .

ومطالبة الإخوة أعضاء الإصلاح على مدى انعقاد مؤتمراته العامة الثالث والرابع بضرورة أن تكون هناك قناة فضائية ناطقة باسمه تنم عن استشعار كبير لدى الأعضاء وإدراك عميق لأهمية الإعلام ووسائله الاتصالية الحديثة حتى تكون وسيلة ناجحة في إيصال الرسالة الإعلامية بسرعة كبيرة ، هذه الفكرة الصائبة لبنة ممتازة في معركة التغيير المنشودة في اليمن .

لقد طالب الكثير من الإصلاحيين وبحماس شديد ، بإقامة قناة فضائية تعمل لصالح مشروع إعلامي متميز يسهم في نشر الحقيقة والفضيلة والخير ، لتعمل باستمرار على مدى 24 ساعة يوميا تبحث بعمق في كافة مناحي الحياة العملية ( اقتصاديا ، اجتماعيا ، فكريا ، حرية ، شؤون المرأة والأسرة ، الحقوق والحريات والقانون والعدالة ....الخ )

فقد تمت الدراسة بعناية للأبجديات الأولى لإنشاء هذه القناة من حيث ، أنواع الأجهزة والمعدات اللازمة ، أسعارها ومصنعيها ، والاستوديوهات ، والأقمار الاصطناعية العاملة فوق الأرجاء الشرق أوسطية ، وتم تحضير اللوائح وطواقم العمل والتواصل مع الشخصيات المعروفة برصيد ممتاز من المصداقية المهنية ، وكانت العقبة الرئيسية أمام إخواننا معدي اللبنة الأولى للقناة متمثلة في التمويل المالي ، ولم يروا سببا مقنعا لتأخر قيام هذا المشروع الهام، وتوقف المشروع الذي بذل فيه جهدا غير قليل فتم طرح القضية على الإخوة أعضاء المؤتمر العام الرابع لدعم هذه القناة والتبرع لإنشائها وإخراجها إلى النور حتى تكون بمثابة مصباح ينير للتائهين والحيارى .

لا زلت أعتبر أن القناة الفضائية هي التحدي الكبير أمام أعضاء وقيادة وكوادر وأنصار الإصلاح في هذا البلد وهي في الوقت ذاته السلاح الوحيد والفعال في معركة الزخم الإعلامي والمعلوماتي الحاصل فنحن لا نزال نعتمد في مقارعتنا للباطل والفساد صاحب الإمكانيات الكبيرة من الأموال والوسائل وجيش المذب زبحن والمنتفعين والمنافقين فحصرنا معارضتنا بالأقوال والبيانات والصحف الأسبوعية والشهرية هدفها في بعض الأحيان لا يتطابق في الرؤية مع هموم الشعب المني واحتياجاته .

إننا إذ نرفع رغبة أعضاء الإصلاح إلى كافة المخلصين والذين يتألمون للأوضاع المزرية بالساحة اليمنية في شتى جوانب الحياة أن يضموا أيديهم معنا ويشدوا أزرنا لينبثق صوت الحرية عبر فضائية تشرح للأهل في سجنهم الكبير آثام وخزايا الفاسدين ، وتحركهم وتوجههم ، وليس إلى ذلك من سبيل بدون رسول أمين يدخل كل بيت يحمل همهم ويوصل رسالة الإصلاح إليهم .

ننتظر المخلصين ، والمتفهمين ، والداعمين الحقيقيين ، والمؤيدين لمشروع أثبت عبر التاريخ أنه السهم الفعال في معارك الحياة الإعلامية الناجحة .

ونتمنى من كافة الأخوة أعضاء وأنصار الإصلاح ومحبي الخير في الوطن الحبيب التفاعل الجاد مع هذا التحدي الكبير خاصة بجمع التبرعات لهذا المشروع الإعلامي الناجح الذي طالما انتظرناه وافتقدنا إليه في منظومة الإعلام الحديث .

لأن عدم الاستفادة المثلى من وسيلة العصر (القنوات الفضائية) قد يترتب عليه انتشار الفساد لعدم مواجهة شرور البث المباشر محدود الفوائد - إن لم يكن عديم الفائدة - والحد منه ، وما يترتب على ذلك من آثار سيئة ليس أقلها بث اليأس في نفوس الناس ، والشعور بفقدان الذات ، ومحو الهوية ، والسلبية في التعامل مع القضايا الإسلامية ، فضلا عن عدم الانتماء العقدي ، وعدم الالتزام ، والانحلال ، والتفكك الأسري والتسيب وغير ذلك من الآثار السيئة الظاهرة غير الخافية والمعلومة غير المجهولة . فمتى ما أحسنا استثمار طاقة القنوات الفضائية حققنا هيمنة الإسلام على الإعلام ، ومكنا لحقائقه وحقائق الواقع في أنفس الناس عن طريق استغلال طاقة وسيلة الإعلام العصرية في حفظ نصوصه ، وإشاعة معانيه الحقة بين الناس ، والكشف عن التطبيقات السديدة للإصلاح من خلال التركيز على معطيات العصور الزاهية للمسلمين في القديم والحديث وبذلك يصبح الإسلام مرتكز حياة الناس اليومية ومادة حديثهم ، ومحاوراتهم ومستند تصرفاتهم ، وبذلك نكون قد ضربنا للناس المثل في الصلاح والاستقامة ، ومكناهم من التعرف على حقيقة هذا الدين ، ودعوناهم بصدق قولا وعملا للدخول فيه ، وأقمنا الحجة على من لم يشأ الله هدايته . ذلك أن "الإعلام يمكن أن يسهم بقدر وافر في مجال الدعوة ونشر الإسلام ، وإظهار حقائقه للناس "

وأمام هذا التحدي كلي ثقة في أن الأخوة أعضاء وأنصار الإصلاح وكل المتطلعين نحو عمل إعلامي متميز ورائع سيسهموا بشكل حقيقي في إيجاد مثل هذه القناة التي ستكون – بعون الله تعالى – الأمل المشرق الجديد في العمل الإعلامي الحديث التي من شأنها نشر وبث روح المحبة والأخوة و التوعية الصحيحة ونشر الفضيلة والحقائق للمواطن .

فالمواطن يريد إعلاما متميزا يأمن عليه أهله وعياله وهذا هو الإعلام المؤتمن الذي ينشده الإصلاح .
فإلى الأمام نحو التميز والإبداع الإعلامي الحديث يا دعاة الإصلاح والصلاح ...

علي بركه الله

بالتوفيق

متأكد وأبشرك بتميزها لأن هناك فعلا وللأمانة كوادر شابة محبة للخير وتنطلق نحوه

لكن أتمنى أن لا تستخدم في الصراع السياسي

وفق الله الجميع لخير اليمن