- أكد العلامة الشيخ يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – أن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير الأراضي المحتلة، وأن محنة ومعركة غزة كانت امتحانا للأمة، نجحت وانتصرت فيه بدعمها المستمر لأهل غزة منذ اليوم الأول للعدوان، وشدد على أنه في حين تفاوتت درجات هذا النجاح، فإن أشخاصا كثرا رسبوا، ومنهم "بعض الحكام العرب الذين سقطوا سقطة لا وقوف بعدها".
كما شدد على أن الإيمان هو وقودنا في المعركة، وأن الحوار مع إسرائيل لن يحقق السلام المزعوم، ووصف الذين ينادون بالحوار والتفاوض مع الإسرائيليين بأنهم متفلسفون يجهلون سنة الله في خلقه.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها فضيلته الثلاثاء 27 يناير بندوة "غزة ما بعد المحنة"، التي نظمتها وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في قطر برعاية أحمد بن عبد الله المري وزير الأوقاف، في مستهل حملة تنظمها الوزارة لنصرة أهلنا في غزة المرابطة، تحدث فيها عدد من علماء الدين عن دروس محنة غزة ومهمة الأمة في المرحلة المقبلة، ودور المسلم في إعداد جيل النصر والتأسيس لانطلاقة جديدة.
الأمة بخير
وفي كلمته أشار القرضاوي إلى أن محنة ومعركة غزة كانت امتحانا للأمة
الإسلامية ومنها الأمة العربية، التي تشكل جزءا من الأمة الإسلامية، التي شكك البعض في وجودها كأمة واحدة. وأكد أن مجزرة ومحرقة غزة أثبتت وجود الأمة الإسلامية ووحدتها وحيويتها وفعاليتها، وبأنها أمة حقيقية موجودة على المستوى الجماهيري وليست وهما.
وقال إن الأمة الإسلامية من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب أكدت أن هناك تفاعلا وتحركا مع الأحداث ومعايشتها، خاصة عندما يلم بها الجلل والمصائب، وكما تحركت في السابق عندما نشرت بعض الصحف الدانماركية رسوما مستهزئة بالرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، تحركت من أجل غزة وجراحها ودمائها التي سالت.
وأكد القرضاوي – وفق صحيفة الراية القطرية - أن استجابة الأمة للنداء الذي أطلقه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خلال الحرب على غزة لجعل يوم الجمعة في الأسبوع الثاني من الحرب يوم غضب، أثبت أن الأمة الإسلامية بخير .
المستقبل لنا
كما أكد أن إسرائيل انهزمت في هذه المعركة، وأن المقاومة وأهل غزة انتصروا، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تحقق هدفها، ولم تستطع أن تحطّم منصة صواريخ واحدة، كما أنها لم تستطع أن تحرر جنديها الذي تأسره حركة حماس.
وبشر القرضاوي المسلمين بأن الغد والمستقبل لنا وأن المستقبل سينتصر للحق على الباطل وسينتصر لقضيتنا، مشيرا إلى أن مبشرات النصر نص عليها القرآن الكريم والتاريخ، وكذلك الواقع الماثل اليوم، وهنأ فضيلته أهالي غزة على نصرهم وصبرهم على المحنة، متوجها لهم بالقول: انتظروا النصر النهائي .
ولفت إلى أن الكثير من الكتاب في الصحف سقطوا (في الامتحان) عندما لاموا المقاومة الفلسطينية وحملوها سبب العدوان الإسرائيلي، وأنها نقضت التهدئة وجرّت على الأمة ما جرّت، مشيرا إلى أن هؤلاء الكتاب يفكرون برؤوس وعقول غيرهم ويستوردون أفكارهم من خارج المنطقة.
واستغرب دعوة هؤلاء الكتاب لرجال المقاومة لأن يتركوا المجال لأهل المفاوضات للتحاور مع إسرائيل، متسائلا هل يمكن أن تتحقق الحرية بالمفاوضات ؟! كما تساءل عن قيمة المفاوضات التي لا تسندها قوة ودماء تسيل من أجل الحرية، مؤكدا أن استقلال الشعوب لا يأتي غنيمة بل يكون عن طريق التضحية والبذل، وهذه سنة الله في خلقه، مبينا أنه في أي معركة لا بد من شهداء وجرحى، وأن الإسلام لا يعتبر الشهداء خسارة.
وانتقد فضيلته الذين يلومون حركة حماس والمقاومة عندما قالوا أنها أدخلت الدين في المعركة، وقال إنه من الضروري أن يدخل الدين في هذه المعركة فمن الضلالات إخراج الإسلام من المعركة، متسائلا في الوقت نفسه عن الفائدة التي جنيناها من إخراج الدين من هذه المعارك، مستشهدا في ذلك بالهزائم السابقة عندما حارب العرب إسرائيل باسم القومية في وقت حارب فيه الإسرائيليون باسم اليهودية والتوراة.
الإيمان وقودنا
وجدد التأكيد على أن الانتصار في المعركة لا يمكن (أن يتحقق) إلا من خلال خوضها باسم الدين الإسلامي، وهو ما تدل عليه الأحاديث النبوية الشريفة، مشيرا إلى أن هذا الدين هو الذي جعل أهل غزة يصبرون على العدوان وعلى قلة الأكل والماء والدواء، وشدد على أن الإيمان هو وقودنا في المعركة وهو الغذاء والماء والدواء.
وقد أطلقت الهيئة القطرية للأوقاف خلال الندوة مشروع الوقف الخيري "أبشري يا غزة" بتكلفة 35 مليون ريال قطري، ويخصص ريعه بالكامل لصالح أهالي غزة المرابطة، كما شهدت الندوة تدشين موقع غزة على الانترنت، الذي أطلقته إسلام ويب لاستغلال أحدث تقنية المعلومات في نقل قضية غزة إلى العالم.
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
موضوع: القرضاوي: المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير الأراضي المحتلة 
الجمعة أبريل 03, 2009 6:04 am
