منتديات الصقراليماني


 
الرئيسيةقناة الصقر اليمالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
اضحك لوما تقول بـــس مـــع بركتنـــا {محمد المطري}
برنامج قارئ اليمن - جميع الحلقات... 1 - 30 والاخيرة
البوم يانصيبي لمجموعة من المنشدين اليمنيين كاملا
الحرب السادسة على الحوثيين في صعدة برنامج ظلال ساخنة
كتاب لا تحزن pdf من الشيخ عائض القرني كامل
رحلة الى كيرلا بالتفصيل
المسلسل اليمني (( الثـــأر )) حلقات كامله
الكوميديا الساخره (( خلطة مافيهاش غلطة )) الجزء الثالث
مسلسل كشكوش _ الحلقة الاولى
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
السبت أبريل 15, 2023 10:00 am
الجمعة أبريل 07, 2023 6:02 am
الأحد مارس 19, 2023 6:35 am
الثلاثاء يوليو 06, 2021 7:54 am
الجمعة نوفمبر 29, 2019 9:53 pm
السبت ديسمبر 29, 2018 10:17 pm
السبت أبريل 07, 2018 12:20 am
السبت أبريل 07, 2018 12:14 am









بث مباشر

 

 لماذا محمد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ياسر
نائب المدير العـــام
  نائب المدير العـــام
ابو ياسر


الـجــــــنــــس : ذكر
عدد المشاركـات : 22622
الدولة : لماذا محمد Ymany10
  : لماذا محمد 70

لماذا محمد Empty
مُساهمةموضوع: لماذا محمد   لماذا محمد I_icon_minitimeالأربعاء مارس 05, 2008 4:15 pm

أسس الاختيار وجهل الناس بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يكلف بها
--------------------------------------------------------------------------------
يتضح مما تقدم أن اختيار الله سبحانه وتعالى لرسله يقوم على أسس موضوعيه لتكون حجة فى مواجهة المرسل إليهم حتى يعينهم ذلك على أداء رسالتهم ، وتلمح من آيات الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم أنه جلا وعلا يقدم الدليل على صلاحية هؤلاء الأنبياء وتوافر شروط النبوة فيهم واستحقاقهم هذه الهبة الإلهية ، فيقول عن بعض أنبيائه على لسان قومهم (قالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا)(1) وقوله (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) (2) وفى سورة مريم يقدم الله سبحانه وتعالى بعض صفات أنبيائه قبل تكليفهم بالنبوة ثم يتبع ذلك التكليف بها فيقول (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً)(3 ويقول (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً) (4) ويقول(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً)(5) ويقول (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً) (6) فقدم الصدق عند إبراهيم عليه السلام قبل الخبر بالنبوة , وقدم إخلاص موسى قبل تكليفه بالنبوة أيضا ، وكذلك إسماعيل قدم له الصدق والوفاء في الوعد قبل أن يقدم صفته كنبي ، بما يعنى أنهم عليهم السلام كانوا متخلقين بهذه الصفات قبل أن يهبهم الله النبوة وأن هذه الصفات هى موجبات بعثتهم ومن ثم لا يتصور تخلقهم بها بعد بعثتهم ، حتى عيسى عليه السلام على الرغم من أنه نطق بالنبوة فى المهد إلا أن الله تعالى قدم الدليل على صلاحيته ، فقال (وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً)(7) كما قدم ذات الدليل بالنسبة ليحيى عليه السلام فقال عنه (وَحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً) (8) وبنفس هذا المنطق كان اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اختيار قائم على أسس ومعايير موضوعية ، وعلى المفاضلة بينه وبين من حوله من البشر ، حتى ثبت أنه الأفضل والأصلح وهذا هو قول عبد الله بن مسعود رضى الله عنه " إن الله عز وجل نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالاته " (9) وهذا الاختيار القائم على أسس موضوعية يقودنا إلى نتيجة حتمية مؤداها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن معـروفا لدى الناس جميـعا بأنه هو النبي المنتظر قبل أن يكلف بالنبوة ولم يكن هو ذاته يعرف ذلك , ولم يكــن يعرف ذلك أيضا من عندهم علم الكتاب ، إلا بما توسم فيه بعض الأحبار والرهبان مــن علامات النبوة ، لذا فوجئت قريش باختياره صلى الله عليه وسلم دون عظيم مــن عظمائهم نبيا , وكان ذلك أهم أسباب عدم دخول أئمة الكفر والجهل منهم الإسلام فقال تعالى : (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) (10) إذ كان محمد بالنسبة لهم واحد من الناس ورجل كسائر الرجال وفردا من العرب وإن اتصف بينهم بصفات حميدة وأخلاق سامية ، وإن عرف بينهم بالصادق الأمين
ومن الأدلة على ذلك وعلى سبيل المثال ما يلي :
-----------------------------------------------------
1-قال الحافظ أبو بكر البيهقي في الدلائل عن محمد بن إسحاق وصولا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ما موجزه : لما نزلت هذه الآية على رسول الله (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (11) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عرفت أني إن بادرت بها قومي رأيت منهم ما أكره فَصَمَتُّ فجاءني جبريل عليه السلام فقال يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك " ، قال علي رضي الله عنه فدعاني فقال " يا علي إن الله تعالى قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فعرفت أني إن بادرتهم بذلك رأيت منهم ما أكره فصمت عن ذلك ، ثم جاءني جبريل فقال يا محمد إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك فاصنع لنا يا عليُّ شاةً على صاعٍ من طعامٍ وأعد لنا عس لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب ففعلتُ ، فاجتمعوا إليه وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب الكافر الخبيث ، … فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال: لهدَّ ما سحركم صاحبكم فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم – روى البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل ذلك في يومين متتاليين - وفي الثالثة قال عليه الصلاة والسلام" يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا" ؟ قال فأحجم القوم عنها جميعا (12) ، وهو ما يستدل معه على عدم علم عشيرته صلى الله عليه وسلم أو قرابته أو قريش أو مكة بأسرها بنبوته قبل أن يكلف بها وإلا ما فوجئوا بما سمعوا
2- في قوله تعالى ( مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ )(13) ما يدل على عدم علمه صلى الله علـيه وسلم بالنبوات والرسل وأسبابهما وكل ما يتعلق بهما ، خاصة وأنه أمي نشأ في أمة أمية , وتفسير الآية " أي لم تكن تعرف الطريق إلى الإيمان ، وظاهر هذا يدل على أنه ما كان قبل الوحي متصفا بالإيمان (14)، بغير أن يمنع ذلك من أنه صلى الله عليه وسلم لم يسجد لصنم ولا أشرك بالله ، وكان على دين لقومه هو دين الحمس ، ولم يحلف باللات أو العزى أو بصنم من أصنامهم ، ولم يكن يعرف الكتب أو الشرائع السماوية السابقة ، ولم يتخلف على أحد عالما كان أو غير عالم يعرف منه ، " ويعضد ذلك ويؤيده قوله تعالى (وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى) (15) " أي غافلا عما يراد بك من أمر النبوة ، فهداك ، وضالا أي لم تكن تدري القرآن والشرائع ، فهداك اللّه إلى القرآن، وشرائع الإسلام؛ (16)
3- روى الطبراني من قول معاوية بن أبي سفيان عن أبيه أن أمية بن أبي الصلت قال له أني أجد في الكتاب صفة نبي يبعث في بلادنا وكنت أظن أني هو ثم ظهر لي أنه من بني عبد مناف فنظرت فلم أجد فيهم من هو منصف بأخلاقه إلا عتبة بن ربيعة إلا أنه جاوز الأربعين ولم يوح له فعرفت أنه غيره قال أبو سفيان فلما بعث محمد قلت لأمية عنه أما إنه حق فاتبعه .. " (17)
4 - وهذه خديجة زوجته عندما جاءه الوحي صلى الله عليه وسلم لم تجزم بعلم عندها خبرت به من أي مصدر أنه نبي الأمة المنتظر ، وإنما طمأنته في بداية الأمر بما لديها من فطرة نقية وإحساس صادق أنه ما كان ليصيبه سوء ، ثم ذهبت به إلى ابن عمتها ورقة بن نوفل بوصفه عالم بالكتب السابقة فما إن سمع منهما وقع الكلام عليه موقع المفاجأة فقال " هذا الناموس الذي أنزل على موسى صلى الله عليه وسلم يا ليتني فيها جذعا يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك " (18) ، وقبل ذلك لم يقل بنبوة محمد وهو أمامه دوما ولم يشيع بين الناس سواء من العرب أو من اليهود والنصارى أن هذا الرجل المسمى محمد بن عبد الله هو النبي الذي بشرت به الكتب بغير أن يمنع ذلك توسمه فيه النبوة باعتبار أن صفاته وأخلاقه صلى الله عليه وسلم كانتا ترشحانه لذلك
5- وروى بن حجر في الإصابة عن المدائني بسند له عن ابن عباس أن نساء أهل مكة اجتمعن في عيد لهن في الجاهلية فتمثل لهن رجلا فنادى بأعلى صوته يا نساء مكة إنه سيكون في بلدكن نبي ، فمن استطاعت منكن أن تكون زوجا له فلتفعل ، فحصبنه جميعا إلا خديجة فإنها عضت على قوله ولم تعرض له بما يكشف عن جهل مكة ونساءها بخروج نبي آخر الزمان من بين ظهرانيهم (19)
6- وهذا عمرو بن نفيل يحكي عنه عامر بن وهب قوله : أنا أنتظر نبياً من ولد إسماعيل من بني عبد المطلب ولا أراني أدركه وأنا أؤمن به وأصدقه وأشهد أنه نبي فإن طالت بك مدة فرأيته فاقرأه مني السلام وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك ،قال هو رجل ليس بالقصير ولا بالطويل ، ولا بكثير الشعر ولا بقليله وليس يفارق عينيه حمرة وخاتم النبوة بين كتفيه ، واسمه أحمد ، وهذا البلد مولده ثم يخرجه قومه منها ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر إلى يثرب .. "(20) ثم رآه ابنه زيد ورغم ذلك لم يعرفه ، فعن سالم بن عبد الله أنه سمع ابن عمر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدخ (مكان)، وذلك قبل أن ينزل على رسول الله الوحي، فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منه وقال" إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ، ولا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه." (21)
7- قال النضر بن الحارس لقريش قد كان محمد فيكم غلاماً حدثا أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثا وأعظمكم أمانة ، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر فلا والله ما هو بساحر ... (22) وهو ما يبين منه بجلاء أن محمدا كان مرضيا عندهم مقبولا لأخلاقه السامية التي تميز بها واشتهر بينهم بها ، حتى إذا قال بالنبوة صعقوا وألجمتهم المفاجأة فقالوا ما قالوا فيه .
8- ومن المعلوم أيضا أن بعض العرب سموا أولادهم باسم محمد عندما عرفوا من بعض الكهنة بمبعث نبي في الحجاز اسمه محمد ، فنذر كل منهم إن ولد له ولد ذكر أن يسميه محمد وهم : محمد بن أحيحة بن الجلاح الأوسي ، و محمد بن مسلمة الأنصاري ، و محمد بن براء البكري ، و محمد بن سفيان بن مجاشع ، ومحمد بن حمران الجعفي ، و محمد بن خراعي السلمي ،محمد الجشمي من بني سواءة ومحمد الأسيدي ومحمد الفقيمي (23) وبرر بن سعد ذلك بقوله : سموهم طمعا في النبوة ، كما برر عبد المطلب تسمية محمدا بهذا الاسم بالتيمن به أو لرؤية رآها. ما يعني عدم التيقن من نبوة محمد بن عبد الله بذاته وشخصه قبل أن يبعث .
9-وفي حوار هرقل مع أبو سفيان ، والنجاشي مع بعض مهاجري الحبشة ، وكتاب المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ، ما يتضح بجلاء جهلهم جمعيا وأساقفتهم وعلمائهم بأن هذا العربي المسمى محمدا هو النبي المنتظر - وإن علموا بخروج النبوة من حرة بين لبتين هي مكة المتوسطة الجزيرة العربية - حيث ثبت لدى هؤلاء الملوك من خلال الصفات التي سألوا عنها وعرفوها ممن سألوهم إياها ، أن هذا النبي صادق غير مدعى ، وأنه هو النبي الذي أخبرت به كتبهم . ولم يعرفوا ذلك من خلال علم مسبق لديهم بأن الفتى العربي ساكن مكة والمسمى محمد بن عبد الله هو النبي المنتظر . فهذا هرقل يعقب على إجابة أبو سفيان لأسئلته فيقول له بعد أن أخبره أبو سفيان عن بعض صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن يكن ما تقول فيه حقا فإنه نبي وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظن أنه منكم " (24) وبعد أن يستمع النجاشي لمهاجري الحبشة الأول ، يقول أشهد أنه رسول الله وأنه الذي نجد في الإنجيل وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم (25) ، وهذا كتاب المقوقس إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول له فيه " قد علمت أن نبيا قد بقي وكنت أظن أنه يخرج بالشام " (26) وهو ما يفهم منه أن هؤلاء الملوك ما علموا بنبوة محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام إلا من خلال رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ، وبما أخبروهم به من صفاته وأخلاقه ، وقبل ذلك لم يصل إلى علمهم ولم يخبرهم مخبر أو ينبئهم منبئ ، أن الفتى العربي المسمى محمد بن عبد الله هو هذا النبي ،


10- كما أن الصفات الموجودة في الكتب والتي تبشر به فكانت كلها تتعلق بالصفات الخُلقية التي من الممكن أن تتوافر في أي شخص , إلا أنها لم تتوافر إلا في شخص واحد فقط ، استحق بموجبها شرف الرسالة هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، كما تشير هذه الكتب إلى المكان والزمان المقدرين سلفا بعلم الله ومشيئته واللذين من المنتظر بعثة النبي فيهما ، ولم يرد بهذه الكتب صفات خَلقية محددة تحديدا قاطعا يدل على ذات محمد بن عبد الله أو شخصه ، فعن عطاء بن يسار قال : لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقلت أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة . قال أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن ، يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً و مبشراً و نذيراً و حرزاً للأميين ، أنت عبدي و رسولي ، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، و لا يدفع السيئة بالسيئة ، و لكن يعفو و يغفر ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ، يفتح بها أعيناً عمياً ، وآذاناً صماً ، و قلوباً غلفاً " . (27)
11-وعن تفسير قوله تعالى ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فريقا منهم ليكتمون الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (28) فيقول بن كثير " أن العلماء من أهل الكتاب يعرفون صحة ما جاءهم به الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعرف أحدهم ولده ، والعرب كانت تضرب هذا المثل في صحة الشيء ، ثم أخبر تعالى أنهم مع هذا التحقق والإتقان العلمي يكتمون الناس صفته "وروى القرطبي عن عمر أنه قال لعبد الله بن سلام "أتعرف محمدا كما تعرف ولدك قال نعم وأكثر نزل الأمين من السماء على الأمين في الأرض بنعته فعرفته"(29) ومعنى عرفته أي طابقت الصفة التي جاء بها الأمين من السماء على الصفات الموجودة بالتوراة والنجيل فتطابقت فعرفته فآمنت به ، بما يعني أن معرفتهم به صلى الله عليه وسلم كمعرفتهم أبنائهم إنما ذلك بعد قوله بالنبوة لا قبلها . والسؤال الذي لا بد أن يطرح نفسه الآن ، هو ما الفائدة أن لا يعرف رسول الله عن نفسه أو لا يعرف عنه غيره أنه هو النبي التي نبئت به الكتب بشخصه وبهيئته قبل أن يبعث ؟، والإجابة لها شقين : الأول ما يخص محمدا نفسه ، والثاني ما يخص غيره ، أما فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم فيفيدنا ذلك في معرفة أنه لم يكن يتحنث في غار حراء منتظرا الوحي ، ولم يكن يحجم عن عبادة آلهة قومه لعلمه المسبق بإنه نبي ، ولم يكن يخوض مع الخائضين أو يسفه مع السافهين لذات السبب . إنما كانت تنبع تصرفاته بتلقائية لا تحكمها ثمة معلومات مسبقة ، ولا تحكمها ثمة مقدمات أو إعدادات متقنة ، وإلا لكان لجأ إلى معلم يعلمه أو راهب يعده ويؤهله للنبوة . أما فيما يخص الناس دونه صلى الله عليه وسلم فما كانوا يتعاملون معه على هذا الأساس وما كانوا ينظرون إليه نظرة النبي المنتظر ، وما كانوا ينتظرون الوحي لاختياره وإلا أعدوا لذلك العدة ، ومهدوا لذلك تمهيدا ، ولما كان اختياره صلى الله عليه وسلم مفاجأة لأكثرهم , وعندئذ نعرف أنهم كانوا يتعاملون معه كواحد من سائر الناس له ما لهم وعليه ما عليهم ، وأن كان يتميز عليهم بسمت الأنبياء -----------------------------------------------------------------------

--------------------------------------------------------------------------------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ياسر
نائب المدير العـــام
  نائب المدير العـــام
ابو ياسر


الـجــــــنــــس : ذكر
عدد المشاركـات : 22622
الدولة : لماذا محمد Ymany10
  : لماذا محمد 70

لماذا محمد Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا محمد   لماذا محمد I_icon_minitimeالأربعاء مارس 05, 2008 4:16 pm


علامات النبوة قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم
----------------------------------
ولكن هل معنى ذلك إنكار علامات النبوة ومقدماتها التي مهدت لها ودلت على زمانها ؟ كلا ولا يقول ذلك مسلم عاقل عارف ببعض دينه ، بل إن هذه العلامات هي من بعض فضائله صلى الله عليه وسلم التي فضله الله تعالى بها على سائر الأنبياء والرسل ، فلم يجعل لنبي غيره مثل هذه المقدمات والإرهاصات ، وهي كثيرة ولا تناقض العقل أو تناهضه ، ولكن ينبغي التفرقة بين القول بالعلم بنبوة هذا الشخص المسمى محمد بن عبد الله قبل أن يكلف بالنبوة خاصة في مرحلة الطفولة , وبين هذه العلامات التي مهد الله تعالى بها للنبوة ، خاصة في مرحلة الطفولة أيضا ، إذ الأخيرة على ضربين : - الأولى : علامات عامة , والثانية : علامات خاصة : وأقصد بالعامة أن تأتي العلامة على سبيل العموم دون أن تكون دالة على محمد رسول الله صلى الله عيه وسلم بذاته ، مثل بزوغ نجمه صلى الله عليه وسلم عند مولده ، فهو نجم النبوة وإشراق نورها " فعن حسان بن ثابت قال إني والله لغلام يفعة بن سبع سنين أو ثمان سنين أعقل كل ما سمعت إذ سمعت يهوديا يصرخ على أطم يثرب يا معشر زفر إذ اجتمعوا إليه ، قالوا ويلك ما لك قال طلع نجم أحمد الذي يبعث به الليلة "(1) والمقصود بنجم أحمد نجم النبي الخاتم المسمى والموصوف في الكتب بالحمد ، ومثال العلامات الخاصة ما روته حليمة السعدية عن رضاعه صلى الله عليه وسلم والبركة التي حلت عليها وعلى زوجها وولدها بسبب ذلك (2)
فهذه العلامات بهذين الضربين تدل على حدث جلي مهد الله تعالى له بها , ولكنه تجلت قدرته لم يرد بهذه العلامات إلا صرف أذهان الناس وهمتهم إلى محمد بن عبد الله طفلا وشابا ورجلا , لكونه المحتفى به بهذه العلامات والمقصود بها ، حتى إذا بعثه الله كان عليهم تقبله وعونه وتأييده ، ولكن دون أن تشير هذه العلامات على وجه صريح جلي بأن محمد بن عبد الله هو النبي المنتظر ، ففهم ذوي العلم والفراسة من هذه العلامات مراد الله تعالى بها فتوسموا في محمد النبوة ، وظل العامة وعتاة الكفر على جهلهم بهذه العلامات ومراد الله تعالى بها ، فلم يستوعبوا المفاجأة فسقوط في هوة الكفر والشرك السحيقة فكان جزاءهم ما أعده الله تعالى لهم .
------------------------------------
بحيرا الراهب
---------------
أشهر المصادر التي تكلمت في قصة بحيرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هي السيرة النبوية لابن هشام وسنن الترمذي في المناقب ، ويبدو أن عنهما أخذت جميع المصادر ، وقال الحاكم في المستدرك صحيح على شرط الشيخين، وذكرها ابن أبي شيبة في المصنف والماوردي في أعلام النبوة وأبو نعيم في دلائل النبوة والطبري في تاريخه ، وقال ابن حجر في الإصابة رجاله ثقات ، بينما أخرجه الذهبي في السيرة النبوية وقال أظنه موضوعاً وبعضه باطل وقال الشيخ الألباني اسناده جيد لا بأس به ..
وفي الأول قال ابن إسحاق ما موجزه " ثم إن أبا طالب خرج في ركب تاجرا إلى الشام فلما تهيأ للرحيل وأجمع المسير صب به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يزعمون فرق لـه( أبو طالب ) .. فخرج به معه فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام ، وبها راهب يقال له بحيرى في صومعة له وكان إليه علم أهل النصرانية ... فلما نزلوا به قريبا من صومعته ... وذلك فيما يزعمون عن شيء رآه وهو في صومعته يزعمون أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في صومعته في الركب حين أقبلوا ، وغمامة تظله من بين القوم . قال ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة ، فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة ، وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها فلما رأى ذلك بحيرى نزل من صومعته ثم أرسل إليهم ..فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( له ) لا تسألني باللاتي والعزى ، فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما … فجعل بحيرى يسأله عن أشياء من حاله في نومه وهيئته وأموره ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده "
وبرواية أخرى قال ابن إسحاق ما موجزه : أن خديجة بنت خويلد عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا … مع غلام لها يقال له ميسرة فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها … فخرج حتى قدم الشام فنزل رسول الله في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال له من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة ؟ قال له ميسرة هذا رجل من قريش من أهل الحرم ; فقال له الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي … "(3)
بينما روى الترمذي قريب من هذا في مصنفه وقال في نهايته : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ا (4)
وبداية أشير إلى أنه لا مانع من صحة بعض القصة ما بين سفر القوم وفيهم محمدا إلى الشام ، وما بين لقائهم بالراهب ، ولا مانع كذلك من توسم بحيرا في رسول الله صلى الله عليه وسلم النبوة بما وجد فيه من سمات الأنبياء ووقارهم وصفاتهم الحميدة .. وعندئذ يكون الأقرب إلى الصحة هو جزء من الرواية التي قال بها بن اسحاق برؤية الراهـب له صلى الله عليه وسلم عندما خرج تاجرا مع ميسرة في تجارة خديجة بن خويلد حيث أنها الأقرب إلى العقل , وفيها توسم بحيرا في محمد سمات النبي المنتظر بعد أن بلغ من سن الشباب والرجولة - الخامسة والعشرين - بما عنده من علم بصفات هذا النبي .. ولكن المانع هو ما داخل القصة من كلام يبين منه علم بحيرا اليقيني بأن محمد الشخص الذي رآه في هذا الوقت وقبل نزول الوحي عليه بما يقرب من خمسة عشر عاما هو بذاته النبي المنتظر بما رآه من علامات ومعجزات كالغمامة أو سجود الحجر والأشياء له ، ومن هذا المنطلق نبدي الملاحظات الآتية :
1- البين من روايتي ابن إسحاق أن التباعد الزمني بينهما واضح ، إذ قيل في الأولى أنه خرج صلى الله عليه وسلم مع عمه وهو ابن تسع سنين أو اثنى عشر عاما ، وفي الثانية يكون خروجه مع ميسره وسنه خمس وعشرون عاما لأنه العام الذي تلاه زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها .، والبين ثانية أن ابن إسحاق نفسه يشك في الرواية التي ينقلها بترديده بين كل فقرة وأخرى كلمه يزعمون ، وتكراره لها أكثر من مرة ، وهو يستخدم هذه الكلمة غالبا في الروايات التي لا سند لها ولا مصدر ،
2- من المعلوم بيقين أن هيئة أو كيفية سجود الأشياء كالحجر والشجر لله تعالى من العلوم التي استأثر بها سبحانه وتعالى ولم يطلع عليها أحد من خلقه إلا من ارتضى من رسول ، فقال سبحانه (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً)(5) ، فإذا كان الإنسان لا يفقه تسبيح المخلوقات الأخرى فأولى ألا يفقه سجودها ، ولم أجد في أمهات كتب السلف الأولى ما يدل على أهلية بحيرا أو خصوصيته التي تؤهله لرؤية سجود الأشياء وكيفيتها إلا ما جاء في المعارف لابن قتيبة قوله " أنه سمع قبل الإسلام بقليل هاتف يهتف ألا إن خير أهل الأرض ثلاثة بحيرى ، ورباب بن البراء الشني والثالث المنتظر " وهو قول لا يكفي وحده كدليل على هذه الخصوصية ، باعتبار أن وحدانية المصدر في الدليل قاصرة على القرآن والسنة فقط
3-يقول بن تيميه وهو يرد بعض أقوال من نسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم معجزات لم تنقل عن ثقات من أهل العلم "ولكن أظلته الغمامة عندما رآه بحيرا الراهب وعلى الرغم من ذلك لا يُجزم بصحته" (6)أي يقول بقصة بحيرا ولكنه لا يجزم بصحة القصة
4 - أنشد أبو طالب في هذا القصة شعرا قال السهيلي فيه " إن في شعر أبو طالب دلالة على أنه كان يعرف نبوة النبي قبل أن يبعث لما أخبره به بحيرا أو غيره وهذا فيه نظر لما تقدم عن ابن اسحاق أن إنشاء أبي طالب لهذا الشعر كان بعد المبعث ، ومعرفة أبي طالب بنبوة رسول الله جاءت في كثير من الأخبار وتمسك بها الشيعة في أنه كان مسلما وأنه مات على الإسلام (7)
5- في تهذيب التهذيب لابن حجر ذكر أن رسول الله غير اسم رجلا أسلم كان اسمه بحيرا وسماه عبد الله وهو عبد الله بن أبي ربيعة ، سافر مع عمرو بن العاص إلى الحبشة من قبل الملأ من قريش ليرد الفئة التي هاجرت الهجرة الأولى إلى الحبشة ، وهو ما يدعو للتساؤل أليس من العجيب أن يغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم رجل هو أول من علم أن محمد بن عبد الله بذاته وشخصــه وهيئته هو النبي المذكور في التوراة والإنجيل وعلمه بذلك كان قبل أن يبعث صلى الله عليــه وسلم بفترة زمنية كبيرة , علما بأن هناك أسماء لم يغيرها رسول الله صلى الله عليه سلم على الرغم من أنها يهودية أو نصرانية مثل ميمون بن مهران وكعب الأحبار ، وأليس من العجيب أيضا ألا يذكره رسول الله في قولة واحدة وهـو المعروف بوفائه صلى الله عليه وسلم لكل من رآه أو تعامل معه ولو قبل بعثته ومن الذين ذكرهم صلى الله عليه وسلم ممن التقى بهم قبل النبوة أو عرف عنهم خبرا قيس بن ساعدة الأيادي وعمرو بن نوفيل . كما ذكر ورقة بن نوفل في قوله صلى الله عليه وسلم الذي أورده بن حجر ، " لقد رأيت القس في الجنة عليه ثياب الحرير لأنه آمن بي وصدقني " (8) وقال بن حجر أخرجه البيهقي في الدلائل من هذا الوجه يعضده ما أخرجه الزبير عن عروة أنه – أي ورقة – مر على بلال وكانوا يعذبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء كي يشرك وهو يقول أحد أحد فيقول له والله لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ياسر
نائب المدير العـــام
  نائب المدير العـــام
ابو ياسر


الـجــــــنــــس : ذكر
عدد المشاركـات : 22622
الدولة : لماذا محمد Ymany10
  : لماذا محمد 70

لماذا محمد Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا محمد   لماذا محمد I_icon_minitimeالأربعاء مارس 05, 2008 4:18 pm

- قال السيوطي " القول بأن أبو بكر آمن برسول الله في زمن بحيرا الراهب يخالف الإجماع الذي عليه أهل العلم والحديث من أن أبو بكر آمن برسول الله أول ما آمن به عندما أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزول الوحي عليه وأنه نبي هذه الأمة ، كما قال صاحب عيون الأثر في الجزء الأول بعدمـا روى القصة عن ابن اسحاق "ومع ذلك ففي متنه نكارة و هي إرسال أبي بكر مع النبي صلى الله عليه و سلم بلالا . وكيف وأبو بكر حينئذ لم يبلغ العشر سنين فإن النبي صلى الله عليه و سلم أسن من أبي بكر بأزيد من عامين ، وكانت للنبي صلى الله عليه و سلم تسعة أعوام على ما قاله أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وغيره ، أو اثنا عشر على ما قاله آخرون ، وأيضاً فإن بلالاً لم ينتقل لأبي بكر إلا بعد ذلك بكثير
7- ضعف الحافظ الذهبي الرواية وقال تحت عنوان سفره مع عمه حديث منكر جدا للسبب السابق (9)
8– اختلف الرواة في اسم الراهب أصلا ما بين بحيرا عند بن اسحاق ، وسرخيس في سير الزهري ودون اسم في سنن الترمذي ، وذكره بن سعد في طبقاته باسم نسطور ، بل إن ابن خلدون في تاريخه جعلهما اثنين الأول هو بحيرا والتقى به رسول الله وهو ابن تسع أو اثني عشر سنة , والثاني هو نسطور والتقى به رسول الله في تجارة لخديجة ومعه ميسرة وهو شاب وقال صاحب علامات النبوة بالقصتين معا
9 – المعلوم أيضا أن عم النبي عليه الصلاة والسلام أبو طالب لم يسلم , ولم يكتب التاريخ كلمة خرجت من شفتيه يواجه بها أهل مكة الذين ناصبوه العداء بسبب محمد صلى الله عليه وسلم بعلمه بنبوة ابن أخيه عليه الصلاة والسلام قبل أن يبعث بعشرات السنين عن طريق بحيرا . ولو كان الخبر صحيحا على النحو الوارد لكان هو أول من أسلم لكونه أول من سمع ولاحتج بعلمه هذا عليهم
10-والبين كذلك أن الروايات جميعها لم تشر من قريب أو بعيد إلى إسلام بحيرا أو إعلان إيمانه بمحمد كنبي منتظر مثلما فعل ورقة بن نوفل لما علم بنزول الوحي على رسول الله فقال " لئن أدركت هذا اليوم لأنصرن الله نصرا يعلمه " ولم أجد ذلك إلا في مصدر واحد لم يقدم الدليل على صحة ما قاله على الرغم من أنه لم يصنفه ضمن الصحابة لشكه في لإسلامه وهو المنقول عن ابن حجر في باب تراجم الرجال بالإصابة ، وهو تناقض يضعف من التصور الذي جاءت به الرواية إذ كيف يمكن قبول علم الراهب اليقيني بالعلامات والدلائل بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وعدم الإيمان به .
11- استغل المستشرقون في العصر الحديث هذه الرواية ونقلوا عن كاتب مسيحي في القرنين الحادي أو الثاني عشر يدعى اشوعيب قوله بتلقين سرجيوس محمدا صلى الله عليه وسلم عقيدته وشرائعه وأجزاء من القرآن وذلك بقصد أن يجعل العرب يدينون لليهود بعلمهم بإله واحد (10)
هذا وإن كانت هذه الملاحظات قائمة على اجتهاد قد يكون غير صائب ، فضلا عن عدم تملكي مكنات أو قدرات النقد العلمي القائم على التخصص للأحاديث سواء من ناحية الرواة أو المتن أو غير ذلك ، فأني أنقل هنا بعض ملاحظات هؤلاء الذين تتوافر لديهم هذه والقدرات ، فيقول أحدهم" روى الترمذي عن الفضل ابن سهل - عن عبد الرحمن ابن غزوان- عن يونس أبي اسحق - عن أبي بكر ابن أبي موسى عن أبيه [أبي موسى الأشعري] أنه قال " ذهب أبو طالب إلى بلاد الشام....الخ :
أما – عبد الرحمن ابن غزوان – فمع أنه حصل على اعتراف من نُقاد علم أسماء الرجال علم مصداقية رواة الأحاديث لكن آخرين قد وجهوا له التهم ، ومنهم العلامة الذهبي حيث يقول "أن عبد الرحمن يروي الأحاديث الضعيفة وأكثر تلك الأحاديث الغير مقبولة هو الحديث المتعلق بحادثة بحيرا
وقال ابن حبان " لقد ارتكب أخطاء ً" . أما الإمام أحمد فقد صنف روايته بشكل عام على أنها غير موثوقة ولا قيمة لها ، مما جعل ابن سعد يصنف حديثه على أنه ضعيف. وبذلك فإن بالإمكان تصنيف الحديث على أنه منقطع سلسلة الرواة . وأبي موسى الأشعري الذي كان أحد صحابة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وجمع عنه الحافظ شمس الدين محمد ابن أحمد ابن أسامة الذهبي معلومات مفصلة عنه ، فقال بعد أن ذكر جميع الروايات عن تاريخ وفاته ما بين عام 42هـ ، 52هـ لا يمكن بحال من الأحوال اعتبار أبي موسى الأشعري شاهد عيان للحادثة التي حدثت قبل ميلاده بمدة 20 إلى 34 عاماً ومن 30 إلى 40 عاماً قبل بلوغه ، حيث أن درجة فهمه وتذكره لمثل تلك الحادثة تكون ضعيف ، وحتى ولو لم يكن أبي موسى شاهد عيان فإن من الممكن قبول روايته لو أنه قال منذ البداية أنه سمع الحادثة من النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ، أو من أحد من صحابته ، وعن أبو بكر بن أبي موسى رفض الإمام أحمد ابن حنبل رفضاً قاطعاً إمكانية قبول روايته .ويعتبره ابن سعد كاذباً ولا يؤخذ بقوله ، ويقول الحافظ يوسف المزني ضعيف ولا يُعتمد عليه ومهمل بل وحتى ملفق ، يقول أبو حكيم إنه غالباً ما يشعر بالحيرة والإحساس بالهذيان إزاء روايته ، رغم أن بعض النقاد أيدوا وقبلوا روايته إلا أن معظمهم يعتبرونه غير موثوق به ، وقالوا عن يونس ابن إسحق " كان الإهمال وعدم الاهتمام صفة متأصلة فيه ، ويتبقى فقط الفضل ابن سهل ابن إبراهيم الأعرج .وقيل أنه كان راوياً قوياً ، ولكن هناك تحفظات بالنسبة له فيقول الخطيب البغدادي نقلا عن آخرين كان شخصاً ماكراً كالثعالب ومراوغاً ومخادعا
---------------------------
فيما قال آخرون
----------------
1-كان الدخول في التعاملات التجارية والذهاب بها ضمن قوافل تجارية محصوراً على الأشخاص الأثرياء ولم يحلم أبو طالب أن يكون منهم ، لأنه لم يكن ثرياً أبداً بل إن ثروته كانت ضئيلة لدرجة عدم تمكنه من الإنفاق على أولاده ، مما جعل بعض أقاربه يتعاطفون معه ويأخذون على عاتقهم مسئولية تربية بعض أبنائه ، إن قصة الحديث مختلقة ولا يوجد دليل على أن أبا طالب كان له رحلات تجارية إلى أي مكان فقد كان بائع عطور بسيط ، وقد رُوي أنه كان أعرجاً وبذلك يفقد الأهلية للقيام برحلة كهذه
2- بما أن بحيرا فقط هو الذي أدرك سجود الأشياء والغمامة .فإن من المفترض أن علامة النبوة المذكورة تكون موجودة في الإنجيل ، لكن الأمر ليس كذلك مما يجعل الحادثة مختلقة وغير موثوقة ولو كان قوله أن الأشجار والحجارة ركعت للنبي صلى الله عليه وسلم ، فإن ذلك لن ينحصر في تلك الحادثة فقط ، ويكون مئات الآلاف من الأشخاص قد شاهدوا ذلك في مكة وسواها ، لكننا لا نجد حديثاً صحيحاً واحداً يؤيد حدوث ذلك مما يؤكد أن ذلك الحديث موضوع لا أصل له
3- ومما يجدر ذكره أن الإسلام قد حرّم الركوع لأحد سوى الله . فيقول تعـالى ( لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (11) وقد منع الرســــول صلى الله عليه وسلم الركوع أمام أحد سوى الله ، كما مُنع ذلك في الإنجيل " لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض ، لا تسجد لهن ولا تعبدهن ، لأني أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع ، وبذلك يتضح عدم جواز الركوع لغير الله في أية حال
4- يقول بعض المستشرقين المحايدين مثل جون ب. نوس ، وديفيد س. نوس في كتابهما الشهير" أديان الرجل" .. إن من الواجب إدراج الحديث الشريف الذي يقول إن محمداً صلى الله عـليه وسلم تعلم اليهوديـــة والنصرانية خلال رحلاته مع القافلة التجارية المتجهة للشام ، وكانـت الأولى بصحبة عمه أبي طالب عندما كان في سن الثانية عشرة ، والثانية عندما كان عمره 25 عــاماً كموظف لخديجة التي تزوجها فيما بعد على أنه حديث غير مقبول
ويقول توماس كارلايل : حديث الراهب النسطوري مبالغ فيه بشكل كبير (12)---------------------------------
(1) ذكره بن حجر في تهذيب التهذيب رواية عن الشيخين وغيرهما 450
(2) الرواية بتمامها عند بن حبان تحت رقم 6335 (3) السيرة الهشامية لابن اسحاق (4) الحديث الغريب هو ما انفرد واحد بروايته وينقسم إلى غريب صحيح كالأفراد المخرجة في الصحيح وهو الغالب على الغرائب ولذلك جاء عن أحمد بن حنبل لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب فإنها مناكير وعامتها عن الضعفاء " ( المنهل الروي لمحمد بن ابراهيم بن جماعة )
(5) الإسراء من الآية 44 (6) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح
(7) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر
(8) قال بن حجر في الإصابة أخرجه البيهقي في الدلائل من هذا الوجه وعضده برواية أخرى
(9) تاريخ الإسلام للذهبي
(10) دائرة المعارف الإسلامية مترجمة طبعة الشعب ج7 نقلا عن مجلة الوعي الإسلامي 419/2000
(11) فصلت 37 (12) نفس المصدر السابق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لماذا محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خاتم الأنبياء والمرسلين
» لماذا محمد ( الباب الثاني : الأخلاق )
» لماذا..........؟
»  كتاب لماذا تزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم عائشة وهي صغيرة
» فضيلة الشيخ / محمد بن محمد المهدي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصقراليماني :: المنتديات الاسلامية ::  القسم الاسلامي العام-
انتقل الى: