رضوان
ادارة المنتدى
الـجــــــنــــس : 
الـ ـع ــــــمــــــــر : 44
عدد المشاركـات : 9253
الدولة : 
: 
 | |  العقل العربي في العصر الرقمي | |
لقد
حدثت الثورة الصناعية في القرن العشرين الميلادي، وكان لدول وشعوب الغرب قصب السبق
في التفوق الصناعي على مستوى العالم.. بينما كان الوطن العربي حينها يعاني من
ويلات الجهل والفقر والظلم، وكانت نتيجة ذلك حتماً – ما حدث – هو استعماره من قبل
دول الغرب والسيطرة على ثرواته، لذلك فات العقل العربي و الواقع العربي ذلك القطار
دون أن يدخلوا فيه ولا أن يلحقوا به.
ودخل
القرن الواحد والعشرون بثورة جديدة.. إنها الثورة المعلوماتية وأصبح العصر يدعى بالعصر الرقمي..
وإلى الآن مازال الماسك بزمام ريادة تلك الثورة هم الغرب.. أما وطننا العربي
وشعوبه مازالت في غفوتها عاجزة عن القفز على هذه المعادلة الصعبة؛ بسبب عدم اهتمام
قادة الدول العربية بهذا الجانب، وبسبب تكاسل أبناؤها وركونهم على الغير في ذلك
مكرسين في واقعهم – الذي يعتقدون انه واقع الرفاهية والتقدم – ثقافة الاستهلاك؛ ليعيشوا حياة مليئة بالأحلام
الوردية التي تنسيهم ثقافة الإنتاج والتجديد.. وما دروا ولا جاءهم الوعي بأنهم في
طريقهم إلى الهاوية. رغم ما يشاهدون من التلويح والتهديد بقطع المساعدات أحياناً –
والتي هي في الحقيقة ديون – من قبل الغرب؛ وبالتطبيق غالباً...
نتيجة
لما سبق ذكره توجد الآن فجوة رقمية هائلة بيننا وبين الآخر – الغرب – وليس الفجوة
الرقمية كما يعتقد البعض في ما وصل إليه الغرب من تكنولوجيا الكمبيوتر والاتصالات
والطاقة النووية والآلة الحربية فقط؛ مقارنة بما وصلنا إليه في ذلك والذي غالباً
ما هو غير موجود عندنا.. بل أيضاً فارق (فجوة) الأرقام في كل من الاقتصاد، الإنتاج
الصناعي، الإنتاج الإعلامي والثقافي، الكادر التعليمي و الوسائل التعليمية، البحث
العلمي،... وكل ما شابه ذلك.. وليس ذلك اقتصارا على الأرقام فقط بل كماً ونوعاً...
ويمكن
للدول العربية إذا ما صدق حكُامها ومن ثم شعوبها أن تدرك قطار عصر المعلومات بنجاح
وأن تقلص الفجوة الرقمية في كافة المجالات، إذا غيّرت من سياساتها في ذلك ..
فالسياسة رأس الأمر في ذلك.
ولكن
في ظل هذا الوضع يمكن لأي مواطن عربي – وأنت المقصود – أن يخفف من وطأة ذلك..
بإصلاح نفسه أولاً ومن ثم أسرته ومجتمعة وأن يخلص في عمله وأن يزن الموازين بالقسط
في جميع المواقف التي تصادفه، لما فيه خير الوطن خصوصاً والأمة بشكل عام.. وأن
ينظر للمستقبل بنظرة أمل وتفاؤل..
( إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا
بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا
بِأَنْفُسِهِمْ )
والله
المستعان؛؛؛
اليمن - مارس 2006م
| |
|
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
