جمال حمدي اسم لا يحتاج لتعريف أو مقدمات، فهو نجم بكل ما تعينه الكلمة، تربع على قلوب عشاق كرة القدم لمدة قاربت العقدين. قال عنه الناقد الرياضي المعروف عبد الله الصعفاني إن له كاريزما خاصة جعلت منه برنس لاعبي كرة القدم، وجعلت جماهير ملعب الظرافي تلتف حوله قبل وبعد أي مباراة لناديه أو المنتخب، إعجابا بالمستويات التي كان يقدمها.
حاليا ابتعد عن الرياضة بسبب الأجواء التي قال إنها موجودة حاليا، لكنه مازال يقترن بها من خلال ممارسته للرياضة في النادي الأهلي. رياضة "السياسية" أخرجته عن صمته وسألته عن رأيه فيما حدث في مباراة تحديد بطل الدوري بين الأهلي والهلال وأوضاع الرياضة عموما، وخرجت بهذه المحصلة.
(السياسية ) – حوار: بشير الحارثي
الرياضة اليمنية تعاني من قصور في الجانب الإداري والتنظيمي و العلمي.
- حصلت على 16 صوتا في الانتخابات السابقة في حين ان شخصا ليس له علاقة بالرياضة حصل على 300.
- قناة "السعيدة" بترت حديثي لها.
- مندوبو الأندية في انتخابات الاتحاد بياعون وغير أمناء.
- كنت أتمنى ان يتوج بطل الدوري من خلال 90 دقيقة.
* جمال حمدي، أين اختفى عن الشارع الرياضي، سواء في الجانب الفني أم الإداري؟
- أنا مازلت موجودا في الساحة، لكن متحفظا؛ لأن الوضع لا يشجع في الجانب الرياضي، كذلك التزاماتي الأسرية الخاصة والتزاماتي العملية الخاصة بي لا تسمح لي بالتفرغ، لكن مازلت أقدم بعض دور إيجابي في جانب الرياضة على مستوى النادي الأهلي ومازلت أساهم معهم بمساهمة غير مباشرة في دعم بعض الأنشطة الموجودة في النادي ولدينا بعض البرامج الخاصة بالرياضيين الكبار والقدامى من خلال الالتقاء بهم يومي الأحد والثلاثاء من كل أسبوع، نقوم ببعض الأنشطة والتقسيمات مع نجوم الأمس في النادي الأهلي. وأتابع الرياضة من وقت لآخر، نظرا لانشغالاتي الخاصة، ولم يطلب مني أحد أن أقدم أي شيء في الجانب الرياضي.
* ما تعليقك حول ما حدث بمباراة تحديد بطل الدوري بين الأهلي والهلال؟
- بصراحة هذا سؤال محرج وحساس، وقد قلت هذا الكلام عبر قناة "السعيدة"، التي لم تظهر المقابلة كاملة، وأنا كنت أتمنى يومها أن أوصل رسالتي إلى الساحة الرياضية وأخص بالذكر القائمين على الرياضة والناس العقلاء. وأنا أقول وأكرر عبر صحيفة "السياسية" إن المباراة كانت حساسة بالنسبة للفريقين، لأنها تحدد بطل الدوري ولا توجد أي فرصة أمام أي فريق للعودة أو التعويض، لأنها مباراة تحديد، إما بطل وإما وصيف. الجانب الثاني: لا أريد أن أتطرق إلى الجانب التنظيمي وجانب اللوائح والأنظمة والقوانين، لأن هذا جانب لا يحق لي التدخل أو الإفتاء فيه، ومن حق اللجنة أن تطبق الأنظمة والقوانين؛ لكن هذه القوانين ليست تشريعا إلهيا، هي أنظمة بشرية، ولنا القدرة على أن تحكم فيها ونسيرها بحيث نكيفها لمصالحنا واهتمامنا لخدمة مصالحنا. وأقول: المباراة كانت حساسة ونهاية الدوري اليمني، وعندما ينتهي بهذا الشكل تكون بطولة غير مشجعة للفريقين، إذا كنت مع الهلال ما هي نكهة البطولة عندك كبطل وكيف يمكن أن تكون بطلا في 38 دقيقة؟! لا ترضاها لنفسك كبطل للدوري. وإذا كنت مع الأهلي فأنت تشعر بالظلم والغبن لأنهم أخذوا منك البطولة في 38 دقيقة ولم تتح لك الفرصة لكي تبرهن وتثبت أنه خلال 90 دقيقة خسرت أو فزت، صحيح أن جمهور الأهلي نزل، لكن قبلها الأهلي التزم بقرار الحكم وطبقت ضربة الجزاء، بغض النظر عن أنها صحيحة أم لا، ودخل هدف وإنهاء المباراة في 38 دقيقة فيه ظلم على الفريق. لكني أرى أن الجانب الأهم من هذا كله هو الدوري اليمني، وكنا نتمنى أن تكون خاتمته خاتمة مشجعة للفريقين وتشرف الكرة اليمنية، لأن هدفنا ليس المسابقة المحلية، سواء كان البطل الهلال أم الأهلي، لأنهم أبناء الوطن الواحد، بعيدا عن التعصب الأعمى وبعيدا عن المناطقية. وكما قلت كان من المفروض لوجود الإخوة في الاتحاد ورئيس الاتحاد والعقلاء في الناديين أن يتم معالجة هذه المسألة في إطار المصلحة الوطنية العليا، وعدم إيجاد الحساسيات بين الأندية، وجعل الشباب والرياضة والفوز والمسميات ثانوية بالنسبة لنا كأبناء الوطن الواحد، هذا كان رأيي، وخلاصة ما كنت أريد توضيحه. وكنت أتمنى أن نرى البطل الذي نريده أن يكون بطلا بـ90 دقيقة
* جمهور الأهلي هو من تسبب في جعل المباراة تنتهي بـ38 دقيقة؟
- أنا قلت إن لجنة المسابقات اتخذت قرارات، وما يخص القرارات هذا شيء لهم الحق في التصرف؛ لكن كان من المفروض أن تعالج بما يخدم مصلحة الكرة اليمنية، لأن بعض التشريعات تكون "أنا الذي شرعتها لنفسي، ويمكن لي أن أكيفها بما يخدم مصلحتي". وأنا أرى أن النادي الأهلي تعرض لظلم كبير، لأن اللاعبين لهم سنة كاملة في تدريبات وتعبوا وقدموا أداء مميزا، لكن للأسف عملهم راح نتيجة نزوة مشجعين في المدرجات، وهذا ليس سببا كافيا لأن يذهب جهد هؤلاء اللاعبين لنزوة بعض الجمهور المتهور، لأن اللاعبين قبلوا بضربة الجزاء وقبلوا بالوضع، لكن الشغب من قبل الجماهير هو الذي أثار المشكلة، حتى أن الشغب وصل إلى مستوى المنصة الرئيسية، التي فيها كبار الشخصيات، فكان المفروض أن تحدث التدخلات من قبل الناس العقلاء ومن لديهم حكمة ومعرفة وحريصين على خدمة الرياضة اليمنية بعيدا عن ألوان التعصب ومصلحة اليمن والكرة اليمنية هي الهدف الأساسي بالنسبة لنا.
* كيف تقيم رياضة الأمس ورياضة اليوم؟
- كل فترة زمنية لها نكهتها. الرياضة التي كانت بالزمن الماضي كانت لها نكهة خاصة، كما تسميها الصحف "رياضة الزمن الجميل"، وكانت رياضة الماضي لها مسببات وعوامل مختلفة من الناحية النفسية والمادية والاجتماعية. أما الآن أصبحنا في عصر السرعة، عصر الماديات، عصر التقليد الأعمى؛ كل لاعب يريد أن يقلد اللاعبين الذين يظفرون بملايين الدولارات، ولا ينظر إلى كون مستوى دخل بلده وناديه بسيط وموارده وإمكاناته شحيحة، ولا تقارن بالنوادي الأخرى على المستوى الدولي أو القاري أو العالمي. فكل فترة لها مميزاتها، لكن الذي كان في رياضة الماضي كان هناك نوع من الحب للرياضة، كما كنت أرى في زماني وجيلي الرياضي للمنتخب الوطني الموحد الذي كوناه قبل الوحدة في 88، كنا نلعب لهدف وحب وليس للمادة أو للمظهر أو الشهرة، وكانت الدوافع هي إشباع رغبة في نفوس اللاعبين كهواية وطموح تريد أن تحققه. واليمن غني بشبابه وأبنائه وباستطاعته أن يخرج عشرين منتخبا وطنيا من أقوى المنتخبات الوطنية على مستوى الوطن العربي.
* ما سبب هذا القصور في الرياضية اليمنية؟
- هناك قصور في الجانب الإداري والجانب التنظيمي والجانب العلمي وجانب البرامج والأنظمة والخطط، لأنه لو وجدت أنظمة ومخططات ودراسة وفرز لكل هذه النقاط فسوف توجد الرياضة وتظهر بالشكل المطلوب والصحيح وستكون أفضل بكثير مما هي عليه الآن، إذا تم الاهتمام بها من الجوانب التي ذكرناها، لأنها تعاني من العشوائية في الأندية وعلى مستوى الاتحاد.
* هل ستترشح لانتخابات الاتحاد القادمة؟
- بالنسبة لي قد أعطيت فرصة للكرة اليمنية وقدمت ما لدي كلاعب كرة قدم على مدى 20 سنة، وقدت المنتخبات الوطنية فترة طويلة جدا, ورشحت نفسي في واحدة من انتخابات اتحاد كرة القدم، وكانت تجربة سيئة النتيجة، ولا أدري ما هو السبب، هل هو عدم وعي أو فهم للأندية الرياضية لأنها لم يتوفر لديها الإحساس والوعي الكامل بمسؤولية الاتحاد ومسؤولية القائمين على الاتحاد في طريقة اختيارهم. وقد قلت في إحدى المقابلات في الصحف الرياضية وأقولها الآن وأكررها، إن مندوبي الأندية في الانتخابات بياعون وغير أمناء، لأنك عندما تأتي من النادي الفلاني لترشيح فلان يجب عليك أن تقرأ تاريخه ومستواه وماذا سيقدم، لكن الحاصل أنهم يأتون وقد برمجوا أنفسهم وتم البيع والشراء بين ناديه وعضو اتحاد كرة القدم بدون أي مسؤولية وإنما عبارة عن آلة قد حددت لصالح من تصوت وهذه ليست مسؤولية وليست أمانة، ولهذا مستحيل أن تتطور الرياضة أو تتقدم وأنت تختار أناسا ليسوا على قدر المسؤولية، وهذا ما وصلوا إليه نتيجة أخطائهم، وعليهم أن يتحملوها وعلى رأسهم أهلي صنعاء. لكن أنا واحد من ضمن أبناء هذا والوطن وأنا أحب أن أعطي إذا طلب مني وأقدم ما أستطيع أن أقدمه، لأن الإنسان إذا بدأ مشواره من داخل ملاعب كرة القدم يظل داخله الشوق والحنين ليعطي ويقدم ما يستطيع، وإذا لم تعط خبرتك ومعرفتك وحياتك التي تعلمتها وتنقلها إلى الجيل الذي بعدك تبقى أنانيا، وأنا لست أنانيا، لكن الظروف تفرض عليك أن تعمل ما لا تحب, لأنه أنت كابتن منتخب وطني ولاعب اليمن الأول على مدى 17 سنة وأتيت ترشح نفسك وحصلت على 16 صوتا، ويأتي واحد ليس له أي علاقة بالرياضية من قريب ولا بعيد ويأخذ 300 صوت، وهنا تكمن المشكلة ويجب معالجتها، وأنا عالجتها بهذه الطريقة، والسبب أنه لا توجد أمانة بمندوبي الأندية، وإنما عبارة عن بيع وشراء، وإذا أرادوا أن يكون هناك تطور وتقدم بالرياضة اليمنية يجب دراسة الأسماء التي ترشح لاتحاد كرة القدم ومن سوف يخدم اللعبة ومن الذي سيساعد على تقدمها وإظهار الكرة اليمنية بالشكل المطلوب وهذه مسؤولية الأندية والقائمين عليها.
* ما هو الحل لخروج الكرة اليمنية من مأزقها الحالي؟
- يجب أن نجرد أنفسنا من الأنانية ونتجرد من حب الذات والاحتفاظ بالنفس، أنه لولا وجودي لما صلح اتحاد كرة، لأن الاتحاد والساحة الرياضية وقائدي المنتخبات كلهم يتغيرون، خلال 10 سنوات تجد أن هناك أسماء رحلت وظهرت أسماء جديدة واختفت أجيال وظهرت أجيال، لكن يظل المحك: من الذي طرح بصمته، ومن الذي ترك شيئا يذكر في تاريخه، وهذا هو الأهم. لذا يجب أن نراجع مستوى كرة القدم ومستوى الرياضيين على مستوى الأندية وعلى مستوى المنتخب الوطني، كعمل مؤتمرات لمناقشة مشاكل الكرة اليمنية واستضافة خبراء على مستوى الوطن العربي والعالم لحل المشاكل التي تعاني منها الكرة اليمنية والاستفادة من تجاربهم السابقة سواء في اللعب أم التحكيم والتدريب وإيجاد المعالجات والحلول ويتم مناقشتها من أجل الوصول إلى توصيات ونتائج يتم على ضوئها حل كل المشاكل وعمل برنامج لمدة خمس أو عشر سنوات المهم أن نخرج بنتيجة حتى لو نبدأ بالاهتمام بالناشئين ونخرج منتخبا يشرف ويرفع الكرة اليمنية عن طريق تدريبهم في دول لها تاريخ طويل بكرة القدم مثل البرازيل، لماذا لا نعسكر هناك لمدة 6 أشهر أو سنة من أجل بناء قاعدة رياضية مبنية على علم وفهم وتحضر، لأن المنتخبات الوطنية لكرة القدم ثروة قومية ترفع سمعة البلد وهي التي تحدد مدى تقدم البلدان وتحضرها، وخير دليل البرازيل التي اكتسحت سمعتها العالم بواسطة كرة القدم وما تنتجه من لاعبين على مستوى العالم، وفي المقابل هناك دول عظمى تنتج كميات كبيرة من النفط ولا أحد يعيرها اهتماما أو يسمع عنها، ولاعب كرة القدم أصبح مثلا يحتذى به على الإعلامي والشخصي والسياسي. ولهذا يجب على المؤسسات الرياضية العليا ممثلة بوزارة الشباب إنشاء الأندية والملاعب وطرح البرامج وتشجيع الشباب في مختلف أنواع الرياضة، وأن تكون الحكومة بداية من رئيس الوزراء هم القدوة للشباب لاستدراجهم لأهمية الرياضة كعمل يوم رياضي واستغلال الإجازات الصيفية وغيرها.
* كلمة أخيرة؟
- أتمنى للرياضة اليمنية التقدم والتطور وأن يصل صوتنا إلى الإخوة المعنيين وأن تكون رسالتنا رسالة خير تستفيد منها الرياضة اليمنية وشكرا.
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
موضوع: جمال حمدي كابتن منتخب اهلي صنعاء والمنتخب الوطني السابق لـ'السياسية' 
الخميس يوليو 16, 2009 6:50 pm
