الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am السبت أبريل 15, 2023 10:00 am الجمعة أبريل 07, 2023 6:02 am الأحد مارس 19, 2023 6:35 am الثلاثاء يوليو 06, 2021 7:54 am الجمعة نوفمبر 29, 2019 9:53 pm السبت ديسمبر 29, 2018 10:17 pm السبت أبريل 07, 2018 12:20 am السبت أبريل 07, 2018 12:14 am
الـجــــــنــــس : عدد المشاركـات : 9306الدولة : المزاج : :
موضوع: سمكة العيد الخميس نوفمبر 26, 2009 2:04 pm
نبيل حيدر
هذه الأيام لا تكاد تقف عند إشارة مرور أو تدخل أو تخرج من محل تجاري إلا وتقافز المتسولون باسم العيد نحوك.. المشهد استثنائي بسبب كثرة هؤلاء مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك وإذا كانت حقيقة التسول تختلط مع الاشتباه بوقوع الاستغلال أو "المسكنة" فذلك لا يلغي حقيقة الفقر والحاجة والعوز التي تلف كثيرين.. والتي تجعل العيد فرصة أمام بعضهم وأمام غيرهم لاستجداء الناس.. وبالمقابل وفي أيام الله مثل التي نعيشها أيام العشر من ذي الحجة نكون في حاجة ملحة للنظر في أحوال العائشين تحت خط الفقر ولكن بطريقة تختلف عن النظرة المألوفة التي تتمثل في إدخال اليد إلى الجيب وإخراجها جوداً بالموجود أو تكلفاً أو إخراجاً على مقاس الهباء المنثور مع الرياح ومع انتهاء فترة الشعور بالضعيف والمسكين والعاجز، حيث يعود وضع هؤلاء إلى ما كان عليه، وبالأحرى يبقى على ما هو عليه.. * وهذه هي صنعة الحلول الآنية التي ترتبط بمناسبة العيد وتكون نتائجها غير مجدية لأن ما أتى سريعاً ذهب سريعاً ويبقى المحتاج محتاجاً والعاجز عاجزاً والفقير فقيراً.. والمعنى والمقصود أن مساعدة المحتاج يجب أن تكون دائمة وعلى مدار العام وكل عام وهذا لن يتحقق إلا بتطبيق النظام المؤسسي الذي يخرج المعوز من عوزه بنظام المطافئ لا بنظام الإسعاف و(المجارحة) المؤقتة. الشكل المؤسسي للعمل الخيري الدائم يتميز بوضع الحلول الدائمة التي تطبق مبدأ "علمني كيف اصطاد بدلاً من أن تعطيني سمكة كل يوم".. فالرعاية الدائمة للأيتام والاهتمام بهم تربوياً وصحياً ينتج أفراداً صالحين في المجتمع ولا ينتج متسولين يبدأون نشاطهم التسولي التوسلي من قبل أيام العيد وبكثافة مشهودة تدور بحثاً عن سمكة العيد.. والاهتمام بالأرامل والأسر ضعيفة الدخل بإيجاد مشاريع دائمة ذات إنتاجية يفعل نفس الشيء ويحفظ كرامة عزيز النفس الذي لا يسأل الناس إلحافاً، ويوجه الذي يمد يده عند تقاطعات الشوارع ومداخل المحلات التجارية والمساجد، والقارعين على أبواب البيوت، وهذه أمور لا تتحقق بالعطف الموسمي وبلحظة أو لحظات معدودة. هذه المهمة بل المهام هي من مسؤولية الدولة والمجتمع على حد سواء.. ومع وجود مؤسسات تنشط في هذا الاتجاه إلا أن المزيد منها ينبغي أن يخرج إلى الميدان، وهو أمر غير عسير فالكثير من التجار ورجال الأعمال والمقتدرين ينفق أموالاً تحت مسمى الصدقة أو المساعدة الآنية ولو اجتمعت هذه الأموال في شكل مؤسسات حقيقية لا جمعيات خيرية – مؤقتة- توصل الشنطة المدرسية والكسوة العيدية ثم تتجمد.. ولا أنكر أن هذه أفعالاً محمودة لكن آنيتها تجعلها قاصرة. * قبل أشهر كان هناك مؤتمر حول دور رجال الأعمال في المجتمع وكان المقصود بالدور المساهمة في تجاوز الفقراء لفقرهم والمحتاجين لحوجهم باستخدام الديمومة والرعاية المؤسسية، وبالطبع هذه أعمال طوعية تماماً ولا يمكن أن تعطي ثمارها إذا أتت بالإجبار أو الإحراج أو للمجاملة.. لهذا كان المؤتمر مهماً لكونه ينبه الغافلين ويحث الذاكرين على جعل النشاط الخيري عملاً استثمارياً متواصلاً تأتي نتيجته في أكثر من وجه ونحو أكثر من اتجاه.. فالنهوض الدائم بأوضاع الفقراء يؤدي إلى تحسن دائم في معيشتهم وبالتالي يجد التاجر مستهلكين أكثر لأصناف تجارته.. ومثل ذلك بالضبط يتحقق على الصعيد الاقتصادي العام وبالتالي تتحسن البيئة الاجتماعية والخدماتية والسياسية أيضاً. جمعينا مطالب بالتفكير في كل ذلك وبالتحرك نحوه لجعل فرحة العيد حقيقية تكتمل بالاستقرار النفسي الذي يبعث مشاعر الفرح ويرسم البسمة بدون انكسار. وعيدكم مبارك.
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
موضوع: سمكة العيد 
الخميس نوفمبر 26, 2009 2:04 pm
