فشلت الحكومة الحالية فشلاً ذريعاً ومريعاً في نفس الوقت، وقد تجلى ذلك واضحاً في التقرير التي قدمته لمجلس النواب عن إنجازات وهمية حصلت تقريبا في جزر الباهاما أو جزر واق الواق في عام 2008م ، وعندما نتحدث عن فشل الحكومة الحالية للحزب الحاكم فمن الإنصاف أن نعطيها حقها فقط من بعض الانتقادات فليست هذه الحكومة سوى حلقة في سلسلة من الحكومات المؤتمرية الفاشلة التي عم شرها ربوع اليمن من المهرة إلى صعدة منذ عام 1997م وحتى الآن.
إن حكومة مجور بالرغم من أنها آخر العنقود إلا أنها ليست مختلفة سوى في المسميات من حيث توزيع الأدوار فمجور كان وزيراً للكهرباء والطاقة وسلفه في الطاقة النووية الدكتور مصطفى بهران (الذي شرب الحقين بلا براد وطلع النقيل بلا مواحي) وكاد أن ينتج الطاقة النووية في ثلاثة أيام لولا الخوف على مستقبل اليمن وما قد تتعرض له من مؤامرات جراء امتلاكها للنووي، ولو تمعن أي منصف في حال الشعب اليمني في عهد حكومة مجور فإنه ودون جهد سيصل إلى أن حال الشعب اليمني في عهد هذه الحكومة قد تعدى الحضيض فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية وارتفع النفط كذلك واستمر الغلاء والبلاء يدك الشعب اليمني دكاً حتى بعد أن عادت الأسعار العالمية إلى أقل مما كانت عليه ، ولم يستفد اليمني شيئاً من وصول سعر النفط إلى أسعار قياسية (170$) تقريباً بل ذهب ريع ذلك إلى جيوب المتنفذين فقاموا ببناء القصور والفلل في الداخل والخارج وحصل عند متنفذي الحزب الحاكم نمو في البنية التحية حيث تم حفر الآبار الارتوازية في أحواش قصورهم وجلبوا أضخم الديكورات والإكسسوارات واقتنوا أضخم السيارات فحدثت عندهم تنمية حقيقية ومع مرور الأيام ظنوا أن الشعب يعيش في نفس المستوى الذي وصلوا إليه فعمموا هذا النمو على وسائل الإعلام المملوكة لهم وسمعناها ورأيناها تتغني بالبنية التحية والفوقية التي حصلت ، وكلما فتحنا نشرة الأخبار رأينا تصريحات تصور الشعب اليمني وكأنه أول شعب مترف في العالم بل لقد فقنا الشعب السويسري في مستوى الدخل اليومي بس عند المتنفذين الذين لا رقيب ولا حسيب عليهم . وزادت الشروخ التي تهدد الوحدة الوطنية مما جعل المنصفين في العالم ينادون بإصلاحات حقيقية ومعالجات صادقة لكل الأوضاع التي أدت إلى التراجع المريع للنمو والتنمية في اليمن في جميع المجالات.
لقد نادى المخلصون منذ سنوات بملء أفواههم أن تداركوا الوضع وحاسبوا الفاسدين ، طبقوا القوانين على الصغير والكبير والغني والفقير ، فعميت أبصار المستفيدين من اللا دولة واللا قانون، وقالوا للناصحين أنتم تحسدوننا على ما أتانا الله من فضله ، ومع أن المسئولية أمانة وهي يوم القيامة خزي وندامة جعلها الحزب الحاكم مغانم وفيد واستقطاع أراضي بمساحات تفوق بعض الدول فأوغرت الصدور في شمال اليمن وجنوبه وظهرت الطبقية القاتلة وغذيت العصبيات المقيتة ووصل الأقل خبرة إلى مراكز قيادية في الدولة ، وبالتالي ضاع مبدأ الكفاءة والأكفأ وفقدت الوظيفة العامة ما بقي من هيبتها ومكانتها عند العوام والخواص ، حتى علا الباطل وكثر زيده، وأصبح كل نهاب للمال العام والخاص أوعائث في الأرض فسادا ، يشار إليه بالبنان وبأنه سمخ الباري ورجال ، وعلى النقيض غدا كل مطالب للحوار وتطبيق الدستور والقوانين وتصحيح مسار الحكم والنظم الانتخابية صار يشار إليه بالعمالة والخيانة والغلو وقلة الوسطية ، وخرجت افتتاحيات الصحف الرسمية ونشرات أخبار القنوات الفضائية المؤتمرية الرسمية تتحدث عن المرجفون في الأرض الذين يحسدون الناس الوطنيين على نعمة الأمن والاستقرار التي وفرها الحزب الحاكم ، وهنا وبعد أن جوعنا هذا الحزب وجرعنا صنوف الأذى ابتداءاً بالتعليم المتدني الذي يعلمه لأبنائنا وانتهاء بحرماننا من أبسط حقوق المواطنة المتمثلة في توزيع الثروة والمشاريع والخدمات للشعب بالتساوي كل حسب احتياجه تحولت تلك المشاريع – إن وجدت – إلى مكرمة ومنة ومبادلة للوفاء بالوفاء وكأن اليمن تحولت إلى إقطاعيات ، هنا ظهرت الأصوات التي تنادي بفك الارتباط وأخرى تنادي بعودة السلالية وأخرى تنادي بتكميم الأفواه وأخيرة تنادي بالدعاء لأولى الأمر وإن جاروا علينا أو سلخونا وذروا ملح ، ولو كان هناك رشد عند الحزب الحاكم لكان قد تجاوز هذه الخزعبلات لأنها كانت قد تقلصت وأصبحت ركيكة لا تقوى على الظهور ، فمن أعاد الأحقاد ونهب السلطة غصباً عبر تزوير الانتخابات، ومن استغل موارد الدولة كلها لصالحه وكأنه يقول الأرض أرضي والسماء سمائي ، أهم اللقاء المشترك أم حزب البرع والجرع. .
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
موضوع: فشل ذريع بشهادة الجميع 
الأربعاء أغسطس 05, 2009 1:13 am
