يؤكد د.عبدالله بامطرف –رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح بمحافظة لحج - أن قيام السلطة عبر أجهزتها الأمنية بإزهاق أرواح المواطنين في ردفان وغيرها يعد أمراً خطيراً يؤسس لثقافة القتل وتنذر بفتنة
كبيرة .. ويتحدث بامطرف في هذا الحوار لـ”الصحوة نت” عن القضية الجنوبية وأزمات البلاد، تالياً نص الحوار.
* شهدت “ردفان” الأسبوع الماضي تجدد اعتداءات الجيش والأمن على المواطنين وقتل وجرح العديد من المواطنين، ما موقفكم إزاء أحداث ردفان الأخيرة؟- لقد كفل الدستور والقانون للمواطن حق التعبير عن رأيه إزاء أي قضية بالوسائل والطرق السلمية المشروعة ولا يحق للدولة والسلطة أن تحرم أي مواطن من ممارسة حقه القانوني تحت أي ذريعة لأن ذلك يعد منافياً للأعراف والممارسة الديمقراطية.
وما قامت به السلطة من إقحام للأمن والقوات المسلحة لتفريق المتظاهرين في “ردفان” يعد عملاً غير قانوني وهو مدان من قبلنا في “الإصلاح” وكل أحزاب اللقاء المشترك.
لأنه يؤسس لإحداث فتنة، ويؤجج مشاعر المواطنين تجاه السلطة الغائبة أساساً عن هموم الناس ومعاناتهم إذ لا رعاية صحية متوفرة، ولا كهرباء، ولا مياه صالحة للشرب ولا تعليم حقيقي، وما حدث للمواطنين من قبل الجهات الأمنية في ردفان يعد في منتهى الهمجية والاستهتار الرسمي بالمواطنين وتقييد لحرياتهم ومصادرة لحقوقهم.
* لكن السلطة وعبر عدد من مسئوليها اعتبروا تظاهر المواطنين في ردفان خروجاً عن القانون وطالبوا بمعاقبة المتظاهرين؟- الذين خرجوا في مظاهرات “ردفان” هم مواطنون يمنيون كانوا يمارسون حقاً كفله لهم الدستور والقانون وهذه مبررات واهية وغير مقبولة من مسئولي السلطة لأن الخارجين عن القانون لا يتم معاقبتهم بسفك دمائهم وبتلك الطريقة الهمجية بل بالطرق القانونية وعبر أجهزة القضاء.
* هناك عدد من المواطنين في “ردفان” و”طور الباحة” سقطوا برصاص الأمن ولم يقدم الجناة للعدالة؟- (لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم) كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما قامت به تلك الأجهزة الأمنية من استباحة لدماء المواطنين والسكوت عن القتلة وعدم تقديم الجناة للعدالة يعد أمراً خطيراً يعمق ثقافة “القتل” والأخذ بالثأر وينذر بفتنة كبيرة قد تعم اليمن كله –لاسمح الله- ونحن نطالب الدولة بحقن دماء المواطنين ومعاقبة كل من يستبيح دماء الناس وردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على أرواح الناس.
* تصنف “لحج” بأنها محافظة “الحراك الجنوبي ومنطلقه” فأين “المشترك” مما يعتمل في المحافظة؟- “المشترك” في محافظة لحج ليس بعيداً عن “الحراك الجنوبي” ويرى أن القضايا التي تطرح بأنها قضايا جدية وهامة وتستحق أن تدرس بعناية وأن توضع لها الحلول الحقيقية بعيداً عن العشوائية والانتقائية أو الحلول الترقيعية المؤقتة التي تلجأ إليها السلطة من حين لآخر..!
* هل صحيح ما يردده البعض من أن اتفاق تأجيل الانتخابات بين المشترك والحزب الحاكم عمل على تجسيد “المشترك” وحوله عن مربع النضال السلمي؟- اتفاق تأجيل الانتخابات بين المشترك والمؤتمر هو اتفاق مرحلي لحل المشاكل العالقة في قضايا عديدة ومنها الانتخابات وخاصة ما يتعلق بقانون الانتخابات واللجنة العليا وتهيئة المناخ لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وآمنة، وهذا لا يلغي أبداً اهتمام المشترك بالقضايا الوطنية الأخرى بالجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والحقوق والحريات، وكذا القضية الجنوبية وقضية حرب صعدة وغيرها وكل هذه القضايا لا زالت تحتل الصدارة فيعمل المشترك والعمل على قدم وساق للإعداد والتحضير لملتقى التشاور الوطني سعياً نحو الوصول إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي سيضم كوكبة من أبناء الشعب اليمني من مختلف فئاته وشرائحه الوطنية، وذلك للخروج برؤية واضحة تسهم في حل المشاكل المتفاقمة في البلاد ومنها القضية الجنوبية وقضية صعدة.
* اعترف “الإصلاح” في مؤتمره العام الرابع بـ”القضية الجنوبية” هل هذا يكفي لحلحلة الأزمة؟ المتفاقمة في الجنوب؟- “القضية الجنوبية” هي نتاج تراكمات لممارسة السلطة في هذه المحافظات بدءاً من عدم معالجة الآثار المترتبة لحرب صيف 1994م معالجة جادة وصحيحة ومن تصرفات وضع تصرفات المتنفذين من عسكريين ومدنيين من نهب للأرض والثروات ومن ممارسة السلطة في إقصاء أبناء المحافظات الجنوبية من وظائفهم ومناصبهم المدنية والعسكرية، وما تقوم به أيضاً من قمع للفعاليات السلمية والاعتداء على المواطنين وجرحهم وإزهاق أرواحهم، إضافة إلى استشراء الفساد في كافة مفاصل الدولة، كل هذه الأساليب السلطوية أدت إلى بروز “القضية الجنوبية” ورؤية “الإصلاح” تتلخص في الاعتراف من قبل السلطة بوجود هذه القضية والعمل في إطار وطني شامل تشترك فيه كل القوى السياسية الفاعلة والحراك الجنوبي في وضع حلول صادقة للمشاكل في المحافظات الجنوبية بعيداً عن الانتقائية والعشوائية.
* تشكلت العديد من الهيئات والحركات في المحافظات الجنوبية وتعالت الأصوات تنادي بـ”الانفصال” فهل يشكل هذا خطراً على الوحدة؟- إذا استمرت السلطة في تعاميها وعدم الالتفاف إلى مشاكل المواطنين في المحافظات الجنوبية وعدم وضع الحلول للقضايا المطروحة والاستمرار في دفن رأسها في الطين، واعتبار القضية الجنوبية ليست أكثر من زوبعة في فنجان كما يصرح بذلك الحزب الحاكم في أكثر من منافسته فإن تلك الأصوات ستقوى وستزداد يوماً بعد يوم وستجد لها آذاناً صاغية في الداخل والخارج ويومئذ ستستعصي على الحل وربما كانت كلفة الحل باهظة جداً!!
* انضم مؤخراً في كل من (أبين) و(لحج) عدد من المشائخ للحراك الجنوبي .. كيف تنظرون لذلك؟- انضمام بعض المشائخ في أبين ولحج إلى الحراك الجنوبي هو مؤشر على عدم ثقة أبناء هذه المحافظات بالسلطة ودليل على عدم جديتها، وعجزها عن معالجة قضايا المواطنين وتوفير أسباب العيش الكريم والمواطنة المتساوية للجميع.
* يطرح البعض نظام “الفيدرالية” كحل لأزمة البلاد هل ستحل كل هذا الأزمة؟- في ظل عدم جدية الدولة في التعامل مع القضية الجنوبية، وعدم طرحها لمعالجات حقيقية للأزمة القائمة فمن البدهي أن يضع البعض تصوراته للحلول التي يراها مناسبة بصيغة أو بأخرى.
- تعيش البلاد أزمات عديدة برأيك ماهو المخرج من هذه الأزمات؟
- المخرج باعتقادي هو اعتراف السلطة والحزب الحاكم بوجود تلك الأزمات ومن ثم إشراك الآخرين في طرح المعالجات والحلول باعتبارهم شركاء في الوطن وعدم الانكفاء على الذات والمكايدة والاستمرار في الحديث عن المنجزات التي تحققت في ظل حكم المؤتمر للبلاد في حين أن الناس يتضورون جوعاً والمؤشرات تدل على التراجع في كل الأصعدة حتى أصبحنا في مؤخرة الركب.
* ماهي أبرز القضايا التي سيقف أمامها المؤتمر المحلي في المحافظة؟هي تقرير المكتب التنفيذي للفترة مابين انعقاد الدورتين، إضافة إلى عدد من قضايا التنظيم وقضايا المحافظة وهموم وتطلعات أبناء المحافظة.
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
موضوع: د.بامطرف: ندين بطش السلطة في ردفان ونطالب بمحاكمة الجناة 
الأحد أبريل 26, 2009 9:41 am
