الشعب اليمني المنكوب

إذا فحصنا تاريخ الشعب اليمني سنجد أنه كان منكوباً أعظم من أي بلد عربي، ولن نذهب في الماضي البعيد سنكتفي بالفترة التي تلت دخول الاستعمار -أو الاستدمار على الأصح- عدن. في جنوب اليمن كانت قطعاً متناثرة أو سلطنات ومشيخات كثيرة، وكان أشهرها، سلطنة لحج وسلطنتا حضرموت. وجاء الإنجليز فزادها فرقة ولم يعمل سوى ما يوطد بقاءه في هذا الجزء من الأرض اليمنية، باستثناء بعض الأمور التافهة التي تساعد على حكمه وبقائه وتمكنه من إدارة هذه الأرض أي تدبير شئونه التي تشاهده على إدارة هذه الأرض. وفي الشمال لم يكن الحال بأحسن من الجنوب، كان يوجد من أطلقوا على أنفسهم اسم الأئمة وهؤلاء لم يعملوا شيئاً سوى تحصيل الزكاة من الناس وصرفها لا في مصارفها بل في رفاهيتهم بهموم تلك الفترات. أما أن يقدموا للبلاد شيئاً فهم أبعد عن ذلك بكثير. لقد كان أحد سلاطين لحج وهو بالنسبة لما يطلق عليه اسم الإمام يعد أفضل من هؤلاء الأئمة إذ ذهب إلى الهند وجاء معه ببعض الأشجار وزرعها في لحج وعين موظفاً يختص بالعناية بها، أين هذا من اهتمام الإمام في صنعاء، إن ذلك ما لا يخطر له على بال. وجاء الإمام يحيى وكان أطول هؤلاء الذين سموا أنفسهم أئمة، إذ مكث في الحكم 45 سنة، هذا الإمام ماذا صنع؟ إن بعض كبار السن ممن عرفوا أيام حكمه يقارنون بينه وبين حكام الجمهورية فيئنون، لأنهم محدودو الفكر، لا يعرفون كيف تنشأ الدول، ولا كيف تدار، هم يتحسرون على أيام الإمام لأنه كان يقعد في مكان فتأتيه الشكاوى فيجيب عليها، مع أنه كان من الممكن أن يسند هذه المهمة إلى أصغر موظف. إنهم لايدرون أنه كان يجب عليه أن يفكر في بناء دولة وكيف تقام، وكان الوقت مواتياً، وكانت الأموال كافية لتحقيق ذلك لأن الريال كان آنذاك شيء كبير. ولكنه محدود النظر كان همه أن يلبس عمامة ويسدل لها ذؤابة (عذبة) ويقعد في مكان ليجيب على شكاوى المواطنين، لم يفكر في بناء دولة حتى نأتي بعده وعندنا دولة لا نخاف أحداً ولا نخشى الإعتداء من أحد، ولكنه تركنا في حالة معرضين لأن يدوسنا اليهود أو النصارى. ثم قامت ثورة في شمال الوطن، وأعلنوها جمهورية ولكن نفس الشيء لم يفكر أحد في بناء دولة بل ظللنا نتآمر بعضنا على بعض، وجاءت الوحدة فأعلنت التعددية، فلم نحسن هذه التعددية، الأخ علي عبدالله يريد رئاسة الدولة ويريد رئاسة حزب وهذا من أفدح الخطايا، لأن رئيس الدولة لا يجوز أبداً أن يكون منتمياً إلى حزب لأنه سيسخر إمكانات الدولة لحزب على حساب الأحزاب الأخرى ولا يقال: لماذا الحزبية، لأن المتغيرات تقتضي ذلك والبديل هو الاستبداد. . الاستبداد مرفوض، مرفوض، مرفوض، وإلا فما المبرر لقيام الثورة، ورحم الله أبو الأحرار الشهيد الزبيري الذي قتله الاستبداد ومحاولة التسلط، رحمه الله، حين قال: والحكم بالغصب رجعي نقاومه حتى ولو لبس الحكام ما لبسوا فنحن لم نقاوم الاستبداد لأنه كان يلبس عمامة، أما إذا جاء في ملابس أخرى قبلناه. فاليمن منكوبة لم يحكمها من همه تأسيس دولة تقدر على البقاء في زمن الطواغيث الكبيرة، لم يتيسر لها حكام يفكرون هذا التفكير سواء قبل الثورة أو بعدها. نحن الآن معرضون لسلب حريتنا وفقدان استقلالنا، فحركة القرصنة في البحر العربي وفي البحر الأحمر تستدعي حضور قوات بحرية أجنبية، وهذه القوة لا نستطيع أن نقاومها، فهي قادرة على أن تستولي على ماتشاء من بلادنا. لأن من حكموا اليمن سواء قبل الثورة أو بعدها لم يفكروا تأسيس دولة قوية تستطيع مواجهة الأعاصير. لأن من حكموا اليمن إذا كان فيهم أذكياء فذكاؤه يمكنه من تثبيت عرشه لابما يثبت العرس حقيقة، بل بالفهلوة والتهريج وكم رأينا من مهرجين يملأون الدنيا بتهريجهم وجاء ما ابتلعهم فكأن لم يكونوا.

نرحب بك من جديد عبد العليم
وألف ألف شكرا على هذا الرجوع المتألق
أكتب رأيك
شكرا لك دوما
ونتمنى أن تكون مواضيعك في تنوير الفكر اليمني والكتابة في كل الجوانب بكل حيادية
ما هو سيء يتم كشفه وطرحه بما يمكن أن يستوعبه الجميع
وما هو طيب يتم تشجيعه وعرضه حتى يقتدى به

مرحبا وعلى العيون

لكم تحياتي يا غالي

يعطيك العافية
ماقصرت

تشرفت فيكم جميعا
ابو ياسر
رضوان
شكرا لكم

» الإصلاح يهنئ الشعب اليمني بقرار الإفراج عن الشيخ المؤيد وزايد
» رسالة الى الشعب اليمني
» نداء الى جماهير الشعب اليمني ....
» حوار مع البرلماني اليمني المستقل أحمد سيف حاشد: "البرلمان اليمني مظلة للفساد والمفسدين"
» رئيس الجمهورية يوجة كلمة الى الشعب اليمني بمناسبة الأنتخابات