ثاني حادثة خلال اسبوعين:طائرات الاستطلاع..سقوط يثير التساؤل!!

ما يعزز تلك التساؤلات والمخاوف في آن واحد غموض الموقف الرسمي إزاء ما ينشر من معلومات حول القاعدة والقواعد الأجنبية والقرصنة وطائرات الإستطلاع التي تسقط تباعاً، وهي قضايا يؤكد الدكتور الزنداني لـ"الصحوة" لا تحتمل إخفاؤها عن الشعب وعن الجيران لما تثيره من حالة قلق تستدعي الشفافية والوضوح ولا تقبل المبررات.

الغموض والتناقض الرسمي إزاء تلك الملفات بالغة الخطورة يمكن قراءته عبر تصريحات المصادر المسئولة المستمرة هذه الأيام في الحديث تارة عن القاعدة وأخرى عن القرصنة والإرهاب والتهريب وغيرها ، على سبيل "التناقض الرسمي" تعلن الأجهزة الأمنية عن حملة ملاحقة - وصفتها بغير المسبوقة- لأعضاء القاعدة في اليمن، وبالتزامن مع تلك التصريحات يجري إطلاق العشرات ممن كانت تتهمهم الأجهزة ذاتها بالإرتباط بالقاعدة ، وبالتزامن معه أيضا تعقد أطراف عليا في السلطة اتفاقات غامضة مع جماعات أخرى مقابل امتيازات ووظائف دفعت بعناصر تنتمي لذات الجماعات لإعلان الفوضى احتجاجاً على تجاهل اتفاق السلطة لها كما شهدته أبين من أعمال تخريب الأسبوع الماضي، التقديرات الأمنية لعناصر القاعدة في اليمن حملت هي الأخرى جملة من التناقضات بدأت بتقديرات عالية قدرتهم بالألاف، وعادوا بالمئات بحسب تقديرات رسمية لاحقة ، لينتهي الأمربنفي أي وجود لتنظيم القاعدة في اليمن بحسب تصريحات نسبتها مصادر صحفية خارجية للوزير المصري ، وهي التصريحات التي سارعت الداخلية لنفيها أيضاً ، وبين تصريحات المصدر الرسمي ونفيه تضيع الحقيقة وتستمر التسريبات ويستمر معها تدهور الأوضاع الأمنية بصورة متصاعدة.

شواهد الغموض والتناقض الرسمي إزاء الملفات الأمنية والعسكرية تظهر ايضاً في نفي أجهزة السلطة المستمر أي بوادر لإقامة قواعد أجنبية على الأراضي اليمنية وتذهب بعيداً في اتهام من يتعامل مع تلك التصريحات والتي تصدر في أحيان كثيرة عن مصادر رسمية أخرها إعلان هيئة الأركان الروسية اعتزام روسيا إقامة قاعدة عسكرية في سقطرى وتأكيدات أخرى عن قاعدة أمريكية مماثلة في الحديدة ففي حين تنفي السلطة ذلك تأتي أنباء السقوط المكترر لطائرات الإستطلاع من دون طيار لتضع صحة النفي الرسمي على المحك وتثير تساؤلات واسعة عن طبيعة تواجد طائرات التجسس داخل الأراضي اليمنية وعن مدى موافقة الحكومة أو حتى علمها بما يقوم بذلك ، وكانت مصادر صحفية كشفت الثلاثاء الماضي عن سقوط طائرة استطلاع من دون طيار في جزيرة سقطرى والتي تعد الطائرة الثانية خلال اسبوعين بعد تأكيد الداخلية اليمنية سقوط طائرة من غير في منطقة الشط رأس العارة في محافظة لحج في الرابع من فبراير الجاري ورجحت ان تكون أمريكية الصنع.وقالت إن الطائرة التي عثر عليها يبلغ طولها مترا و50 سم بينما يبلغ طول جناحها حوالي المترين. وقامت الأجهزة الأمنية بتسليم الطائرة إلى قيادة القاعدة الجوية في العند لفحصها ومعرفة المهمة التي كانت تقوم بها في الأجواء اليمنية.

الأمر الذي اعتبره الدكتور الزنداني في تصريحاته لـ"الصحوة" ينبئ عن تدخلات أجنبية في الشأن اليمني وانتهاك للسيادة، مضيفاً"أعتقد أن الحكومة على علم بما يجري ولديها من القدرات التي تكشف الفضاء والبحر اليمني كما تؤكد ذلك مراراً .

ويضيف النائب الزنداني بإن ما يجري يستدعي الإعتذار إن كان يتم دون موافقة الدولة ، وإن كان يتم بمعرفتها فهي مطالبة بكشفه للشعب وان تكون مثل تلك الإتفاقات معلنة وشفافة وان تخضع الى موافقة المؤسسات الرسمية في البلاد والممثلة بدرجة أولى بمجلس النواب .

ودعا الزنداني السلطة في اليمن الى أن تدلي للشعب بحقيقة مايجري وعدم تركه ضحية للتسريبات حول تلك القضايا التي تتصل بأمن البلاد بأكملها بل وتتعدى لأمن الإقليم والمنطقة.

مؤكداً بإن العلاقات الأمنية والعسكرية بين الدول يجب أن تظل علاقات واضحة المعالم ولا تخضع للدبلوماسية ولا يقبل معها أي تفسيرات.