اتفقوا على هلال رمضان ..فهل يتفقون على هلال العيد؟

د/عبدالعزيز المقالح

لم يكن هذا سؤال الأيام المتبقية من الشهر الفضيل بل كان سؤال الشهر كله، إذ أنه- ولأول مرة في تاريخ العرب- يحدث ما يشبه الإجماع في الاتفاق على رؤية هلال رمضان، وكان لذلك أثره الطيب في النفوس وانعكاساته الإيجابية على الواقع السياسي الذي يفترض الحد الأدنى من التوافق في زمن صارت الفرقة فيه أمراً واقعاً وهدفاً مفروضاً من خارج الذات العربية ومن قبل قوى تعمل ليل نهار على استمرار حالة التمزق والتفتت بين أبناء أمة واحدة اجتمع لها من أسباب التوحد والائتلاف ما لم يتجمع لأمة على الأرض في وحدة اللغة والأرض والتاريخ والعقيدة. والاتفاق على هلال العيد، كما الاتفاق على هلال رمضان رمز روحي يهدف إلى إثبات حقيقة التوحد والألفة بين أبناء أمة كانت واحدة في السراء والضراء وحين البأس، وكان ذلك التوحد سبباً في قوتها ومنعتها وانتصار إرادتها في ميادين الدفاع عن الحق والعدل والسيادة.
إن الاختلاف في مطالع بدء شهر الصوم عربياً لا يعود إلى حقيقة فلكية، فرؤية الهلال في أقصى بلد عربي مشرقي تكون ملزمة لأقصى بلد عربي في المغرب، فمطالع الهلال ليست واسعة شاسعة كما هي الحال في مطالع أوقات الصلوات الخمس، ولم يعد اكتشاف الهلال يتطلب من الجهد والعناء ما كان يتطلبه في الأزمنة القديمة، زمن الرؤية بالعين المجردة، وزمن صعوبة التواصل داخل القطر العربي الواحد، فضلاً عن التواصل مع بقية الأقطار، ومع ذلك فقد كان بدء شهر الصوم كما نهايته يتم بما يشبه الإجماع العربي الإسلامي خلافاً لما يحدث الآن في العصر الحديث، وهو يبعث على الغرابة والأسى العميق، وما يضاعف شعورياً من حالات التفكك والإحساس بتصدع المواقف السياسية والاجتماعية وما ينعكس عنهما من تصدعات روحية.
لقد استشرى الخلاف- في الآونة الأخيرة- بين العرب الأشقاء في التاريخ والمصير كما لم يكن في وقت من الأوقات، واستطاع الأعداء في ظل هذا الاختلاف أن يحققوا من الأهداف ما كان مستحيلاً وغير مقبول، وجاء شهر الصوم ليوحد مشاعرهم وأحاسيسهم، وربما تقود رؤية هلال في السماء إلى رؤية واقعهم وما امتلأ به من هوان واستسلام وإحباط يكاد يصل بهم جميعاً إلى حالة من اليأس الذي دفع بهم إلى الاقتتال فيما بينهم. ويستطيع المراقب العادي للشأن السياسي العربي أن يشهد انحرافاً غير مسبوق في تاريخ هذه الأمة، فالفلسطينيون المهددون بضياع ما تبقى من أرضهم يقتلون بعضهم بعضاً أكثر مما يقتلونه من أعدائهم. والعراقيون يكادون يفوزون بقصب السبق في هذا المضمار. ولا يختلف الحال عنه في الجزائر ولبنان والسودان والصومال وفي أماكن أخرى قريبة أو بعيدة من ديار العرب والإسلام، وهو ما يحتاج إلى صحوة روحية وإلى إعادة النظر في الأسباب التي أدت إلى مثل هذه الحالات المروعة والغريبة على أبناء الوطن الواحد والعقيدة الواحدة.
ولن نتساءل من المسؤول عن هذه الجرائم البشعة التي تتم هنا وهناك ويذهب ضحيتها الأبرياء من أبناء الأمة، ولا ينال العدو من ورائها سوى الشعور بالغبطة لنجاحه في تكريس العداء بين الأهل والأشقاء بدلاً من أن يكون ذلك موجهاً إليه وحده، وذلك هو الخسران المبين الذي تحدث عنه القرآن الكريم وحذرت منه آياته المضيئة الداعية إلى الوحدة والتماسك والاعتصام.
الشاعر محمد صالح المحفلي في ديوانه الأول "الفصول الستة في مراعي الريح":
أجزم أن أول سؤال هذا الديوان إن كان محباً للشعر ومالكاً لذائقة أدبية كافية، هو: كيف استطاع هذا الشاعر الشاب أن يجمع بين المتخيل والواقع في إطار شعري بديع وبصور شعرية غير مألوفة. ومعنى ذلك أننا في انتظار شاعر كبير يولد بعيداً عن الأضواء التي تفقد بعض الموهوبين توازنهم وتجعلهم يتخلون عن الشعر بعد الاندماج معه والإمساك بخيوط ضوئه الأولى. محمد صالح المحفلي شاعر يمكن المراهنة عليه والتنبؤ بمستقبله الواعد بالشعر في أصفى وأنقى تجلياته الإبداعية. وينتظر الشعر منه الكثير الكثير. صدر الديوان عن دار حضرموت وفي سلسلة كتاب الحياة.
تأملات شعرية:
كأن الذين تحدثهم كلماتي
شخوصٌ من الوهم
أو قِطعٌ من حجرْ.
كأن الذين أراهم هنا
وأراهم هناك
صخورٌ تحاصرني
لا بشرْ!
أين أمضي
وقد ملأ الرعبُ نفسي
وأدركَ أمتَنا عاصفٌ
ليس يُبقي ملاذاً بها أو يذرْ؟!







مواضيع للكاتب

اتفقوا على هلال رمضان ..فهل يتفقون على هلال العيد؟

رمضانيات

الشيخ العلامة المقرئ أحمد عبدالرحمن محبوب والمصحف المرتل

رمضان بين الأمس واليوم

في المسألة الرياضية

صنعاء مهددة بالترهل والعطش

وتوقف قلب الشاعر الكبير محمود درويش

هيئة لمحاربة الفقر

في وداع المناضل الأستاذ حسين المقدمي

عندما يبكي العدو بعيون الهزيمة

:دعاء:
:مشكور اخوي:

هههههههههه ومن متى المسلمين متفقين في شي غير عيد الاضحى مجبرين فيه ... رمضان هذا ليبيا تصوم بكيفها رغم المسلمين كلهم صايمين سواء ....

إن شاء الله خير
لكن هنا في ماليزيا العام الماضي تأخر عيد الأضحى يوم واحد وكأن لهم وقوف عرفات خاص
لأنهم يضعون جدول حسب علم الفلك ولا يغيروه مهما كأن الامر
لكم سلامي عموما وعيد مبارك

:تشرفنا: :تشرفنا: :تشرفنا: