اليمن: الاف الفقراء يدشّنون موسم التسلل إلى السعودية

أكدت مصادر محلية في المنافذ الحدودية بين اليمن والسعودية أن حركة التسلل للأراضي السعودية ازدادت خلال الأيام القليلة الماضية من قبل الفقراء اليمنيين الذين يطمحون إلى ممارسة التسوّل خلال شهر رمضان المبارك أيلول (سبتمبر) والذي يعتبر أهم المواسم للتسول في السعودية من قبل هؤلاء الفقراء، الذين يجتازون الحدود البرية بين اليمن والسعودية في غضون ساعات محدودة بعيدا عن أعين رجال حرس الحدود في البلدين الجارين، ثم يتوغلون إلى عمق الأراضي السعودية.
وأوضحت لـ'القدس العربي' أن التباين الكبير في مستوى المعيشة بـــــين اليمـــــن الفقير وجارته الثرية المملكة العربــية السعودية يـــــدفع سنويا بعشـــــرات الآلاف من اليمنيين الفقراء نحو اجتياز الحدود بين البلدين سيرا على الأقدام أو عبر سيارات سماسرة من الجانبين اليمني والسعودي، في محاولة منهم للحصول على أي فرصة عمل أو ممارسة التسول بالنسبة لصغار السن من الأطفال والفتيات وكذا النساء، والتي يحصلون منها على عائدات مادية جيدة تغطي نفقات أسرهم لبقية أشهر العام. وأصبحت هذه الظاهرة اليمنية، التي تعرف بظاهرة التسلل أو (تهريب الأطفال) بالنسبة للسن، في تصاعد مستمر على الرغـــــم من جهــــود السلطات اليمنية للحد منها بمساعدة المنظمات الدولية وفي مقـــــدمتها منظمة (يونيسيف) و كذلك لما يتـــعرض له الكثير منهم من مضايقات وتحرشات جنسية من قبل المهربين وكذا المخاطر التي قد يواجهونها أثناء مطاردة رجال الشرطة السعودية لهم.
ويبقى الكثير من المتسللين اليمنيين حتى موسم الحج للتسول خلاله والفترة التي تفصل بينه وشهر رمضان، ثم يعودون إلى اليمن والاستقرار فيه غالبا حتى الموسم الذي يليه. وكان 18 متسللا يمنيا تعرضوا قبل بضعة أشهر لعملية إحراق جزئي من قبل رجال الشرطة السعودية في منطقة خميس مشيط السعودية أثناء عملية مطاردة لهؤلاء المتسللين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و22 عاما، والذين دخلوا الأراضي السعودية بغرض الحصول على فرص عمل. وتكثر حالات التسلل من قبل اليمنيين الذين يقطنون في المحافظات القريبة من الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية وبالذات في محافظات حجة، المحويت، الحديدة، صعده، وغيرها، حيث تكثر حالات التسلل مشيا على الأقدام بالقرب من منفذ حرض التابع لمحافظة حجة، بينما تشهد المناطق القريبة من منفذ البقع شمال محافظة صعده تسللا عبر سيارات السماسرة الذين ينشطون في تهريب اليمنيين بتسهيلات من قبل حرس الحدود في البلدين.
وقال متسلل يمني لـ'القدس العربي' عاد قبل أيام من السعودية 'تسللت إلى عمق الأراضي السعودية عبر محافظة صعده اليمنية، بواسطة سيارة خاصة تابعة لأحد السماسرة السعوديين مقابل دفع 1500 ريال سعودي، والتي أقلتني ونحو 15 آخرين بسهولة ويسر دون مشقة أو ملاحقات أمنية'.
وأوضح أن 'السمسار السعودي، سائق السيارة، يبدو على علاقة وطيدة مع حرس الحدود السعودي ومع رجال الأمن في الطرقات الرئيسية هناك، نظرا لأنه كان يمر بسيارته ونحن معه بسهولة ويسر، وكان أحيانا يعطي بعض رجال الأمن رشاوى بسيطة'.
وأشار إلى أن تكاليف التسلل من صعده إلى الأراضي السعودية بواسطة إحدى سيارات المهربين أو السماسرة تختلف حسب المدينة السعودية التي يرغب المتسلل الوصول إليها، فمثلا الوصول إلى مدينة جدة يكلف نحو 1000 ريال سعودي والرياض نحو 1500 ريال سعودي والمنطقة الشرقية نحو 2000 ريال سعودي.
وذكر أنه عاد إلى اليمن قبل أيام عبر البوابة الرسمية في منفذ حرض الحدودي، بعد أن تعثّر حظه في الحصول على فرصة عمل جيدة، وضاعت أحلامه التي يطمح إلى تحقيقها عبر هذه الهجرة غير المشروعة.
في غضون ذلك ذكرت السلطات السعودية أن رجال حرس الحدود السعودي يضبطون أكثر من 1000 متسلل يومياً يحاولون الدخول إلى أراضي السعودية لاستغلال شهر رمضان في أعمال التسول.
ونسبت صحيفة 'عكاظ' السعودية أمس إلى مدير جوازات منطقة جازان قوله 'تكثّف دوريات الجوازات أعمالها بهدف القبض على المتسللين والمخالفين لنظام الإقامة والذين تزداد أعدادهم خلال شهري شعبان ورمضان لاستغلال شهر رمضان للتسول'.
وأشارت هذه المصادر إلى أن دوريات الجوازات بمنطقة جازان السعودية الحدودية مع اليمن تمكنت العام الماضي من القبض على 250 ألف متخلف من العمالة غير النظامية ومخالفي نظام الإقامة والعمل داخل منطقة جازان لوحدها، أغلبهم من اليمنيين وألقي القبض عليهم في مثل هذه الأيام من السنة وخلال شهر رمضان.

--------------------------------------------------------------------------------

:تشرفنا: