هل مرت بك لحظات شعرت بها أنك وحيد على الرغم من اتساع دائرة المعارف من حولك ؟
ترى ما سبب ذلك الشعور ؟
هل كان تصرفا غير متوقع من أحدهم ؟
أم انك وجدت نفسك فجأة في موقف لا تريده ، ولا تدري كيف سارت الاحداث بك اليه ؟
أم انها صدمه ما أودت بك الى حيث لا تحب أن تكون ؟
لعلك صحوت من نومك ذات صباح لتجد ان صدرك منقبض ، وقلبك مثقل بهموم لا تستطيع احصائها ، ومزاجك في أسوأ حالاته على الاطلاق ، وكأنك العفاريت تتقافز أمامك لترسم لك أسوأ لوحاتها !
غريب ! لما تبدو الأمور شاحبه بهذا الشكل ، مع انك عندما سلمت جسدك للنوم قبل ذلك بعدة ساعات ، لم يكن من ذلك شيء !!!
من منا ينكر أن بداخله طفلا صغيرا ، يستيقظ حينا ليقض مضاجعنا ، يبحث عن الدفء والآمان ، يحرك فينا المشاعر والاشجان ،يقلب علينا المواجع ، ويجمع مشاكلنا كلها ليقذفها في وجهنا مره واحده ، يدفعنا ذلك الطفل على ان نبحث حولنا عن من يسمع شكوانا ، ويشعر بنا ، ويستمع لما أهمنا ، يجعلنا نتلفت يمنة ويسره على امل أن نجد قلب دافئا ، ذو آذان صاغيه وبالا طويلا بما يكفي لأن يسمعنا الى ان نفرغ من حديثنا معه ، نبحث عن من يشد على ايدينا ويوجههنا ، عن من يشجعنا ويربت على كتفنا ، عن من يخبرنا اننا لم نحد عن الطريق الصحيح ، ويرشدنا إن حدنا عنه ...
ولكن للأسف ، كثيرا ما ينحسر البصر دونما نتيجه ، فيعود القلب مثقلا بهمومه ، مشبعا بأشجانه ، فنرتدُّ من حيث أتينا ، لنبدأ بالبحث ثانيه ولكن هذه المره ، عن شيئ مختلف ، نبحث عن طريقه تنسينا همومنا تلك ولكن دونما معونة من احد ، نبحث عن أمر يعيننا على تجاهل ذلك الطفل ، نبحث عن مهرب من واقعنا ولو لفتره من الزمن ، فلعلنا إذا عدنا بعد ذلك ، وجدنا ان ذلك الطفل عاد لنومه وأخذ معه ما أثقَلًنَا به وحينها نتمنى أن لا يستيقظ مجددا !
هذه الحالات النفسيه المريره ، تمر على كل البشر ، فترى المؤمن يلجأ الى ربه يطلب منه العون ، واما الانسان الضائع ، فيلجأ الى المخدرات والخمر ، ليغيب بهما عن واقعه .
ويبقى بين الطائع والضائع شريحه كبيره من الناس ، أولئك الذين يرون بأنفسهم تقصيرا دون تقصير ، فهم قليلا ما يلجئون الى ربهم ، ولكنهم يخافونه ويخشونه ويطمعون برحمته ومغفرته، فلا يقتربون مما حرم الله ، تتأرجح بهم الدنيا بهمومها ، وتتقاذفهم النفس وشهواتها . فهم دائما بين صَدٍ ورد ، وسيبقون كذلك ما لم يجدو من يدفعهم الى أحد الطرفين !
إن كنت من هؤلاء ، فأخبرني بالله عليك ، كيف والى اين تهرب من واقعك ؟
__________________
وطني الاسلام لا افدي سواه .......... وبـنـوه ايـن كـانـوا اخوتـي
مصـر والشــام ونجـد وعمــان .......... مــع بغداد جـميعـا امتـي
نحن أنــــــاس لا تـــــوســـط بيننا ...........لنا الصدر دون العالمين أو القبر
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العُلى ..........وأعـز مـن فــوق التراب ولا فخر
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
موضوع: كيف والى اين تهرب من واقعك ؟ ((خاطره )) 
الإثنين مايو 26, 2008 7:31 am
