شهداء لشاعر أبو جندل الأزدي

قصص تاريخية للمطلوبين
يا فتية قد طلقوا الدنيا
[الكاتب: أبو جندل الأزدي]


شهداء أحسبُ أنكم شهداء ودماؤكم علم لنا وسناء

شهداءُ أبكيكم وحُق ليَ البكا ومثالكم في دينهم غرباء

شهداء تبكيكم ربوع جزيرةٍ قد حط رحلَهمُ بها الأعداء

شهداء يبكيكم قباً تبكيكمُ بدرٌ وطيبةُ والربى الدهناء

شهداء تبكيكم مظلةُ أحمد وبكاؤها من ذا المصابِ دماء

شهداء إن كانوا مضوا بجسومهم عنا فهم بفعالهم أحياء

شهداء قد خلعوا ثياب الذل قد حلوا مكاناً دونه العلياء

شهداء قد صدعوا بحق الله في أمر خشى صدعاً به عُلماء

شهداء قد قُتِلوا وقد قتلتْهُمُ فئةُ الخنا وقُضاتهُا الجهلاء

شهداء قد رفضوا خيانة دينهم دين النبيِّ محجةٌ بيضاءُ

يا فتيةً لله درُّ نفوسهم حُييتمُ لا نامتِ الجبناءُ

يا فتية بذلوا النفوسَ نجابة لله لما غابت النجباء

يا فتية أحيوْا مشاعر أمةٍ تاريخها في التضحيات ضياء

يا فتية قد سطروا بدمائهم ماذا تكون براءة وولاء

يا فتية قد طلقوا الدنيا ولم تفتنهمُ الغيداءُ والحسناء

سنَّيتمُ والله أفضلَ سنةٍ لكم لأجر العاملينَ وراءُ

يا ليتني قد كنت فيكم شعرةً يا أسوةً في الخير يا فضلاء

قد نلتم الفردوس أحسبكم ألا طوبى لكم طوبى أيا سعداء

فسقتكم الرحمات والغفران من ربٍ كريمٍ ديمة هطلاءُ

يا فتية لمَّا رآهم نايفُ والفهدُ تنهش روحه الأدواء

صارت ملامحُهُ من الذعر الذي يسري به وكأنهُ حِرباءُ

لا تفرحوا آل السعود بعرضهم في شاشة التلفاز يا عملاء

فلَيحيينَ بِعَرضهم جيلٌ كما أحْيا الغلامُ الناسَ يا بلهاء

جيلٌ تقلد سيفه لن ينثني حتى تعود الأمة الغراء

حتى تعود القبلتان وأرضنا وتُزاح عنا تلكمُ الظَّلماء

هُبوا ولبوا فتية الإسلام قد آن الأوان لأن يعاد بناء

آن الأوان لأن يراكم ربكم صدق اللقا ولتهنأ الشهداء منقول