غياب الدولة

ما زال الشيخ الذي يأخذ البقرة ويذبح الماعز و(يلقط) الدجاج ويسلب (الحرية) موجود في اليمن الجمهوري الوحدوي الديمقراطي بعد أن كنا نعد هذا من أساطير الماضي الذي ولى ولن يعود؟! أهالي قرية الجعاشن علامة واضحة على هذا الغليان والارتداد العابث بالإنسان اليمني؟ لماذا يعبث محمد أحمد منصور برعيته أمام الملأ مع أن لهؤلاء دولة ونظام جمهوري, أو هكذا المفروض؟!

يمضي الشيخ دون رادع يردعه أو نافخ ينفخه من إنس أو جان!

كل ما تستطيع الدولة والحكومة والمحافظ عمله هنا هو الوقوف على الحياد ليثبتوا أنهم دولة عادلة يتحملون إحراج الشيخ ولا يبالون لومة لائم!

الشيخ يمنّ على الحكومة والرئيس بأنه يخدمهم مقابل إطلاق يده! وكان الشيخ شعيب الفاشق وهو منافس رئيس لمنصور في انتهاك حرمات الرعية قد قال في مقابلة صحفية أنه لو خدم الله كما خدم الرئيس لدخل الجنة! وهو قول يدل بوضوح على صفقة غير مكتوبة؟ ترى ماهي الخدمات التي يقدمها هؤلاء للدولة والرئيس حتى تضحي بهيبة الدولة والنظام والناس والسلم الاجتماعي وسمعة اليمن واستقراره؟! إنها الانتخابات وشراء أصوات الناس.

لقد جنت علينا الديمقراطية المغلوبة الكثير من الويلات عندما حولناها إلى مركوب خاص ووسيلة غير نزيهة لتجديد النظام؟ أهل الجعاشن يعتصمون منذ أشهر في صنعاء يناشدون اليمن حكومة وشعباً لإنقاذهم من بطش الشيخ فلم يعرهم أحد اهتماماً.

بل أرسل الشيخ عساكره إلى القرية ليدخلوا البيوت ويفزعوا أبنائهم ونساءهم في انتهاك صارخ، وكانت صورة نساء هؤلاء الغلابه أمام حوش محافظ إب سبة كبرى للدولة ووصمة عار على الجمهورية فلم يزد المحافظ على أن يحيل الشكوى المرة إلى مدير أمن المحافظة وهذا بدوره أحال الورقة إلى المسؤول في المديرية.

الناس تغني مع هذه الورقة الخفيفة ".. والحبوب تشتي مطر والمطر عند ربنا هللوا يا أصحابنا"!!

في ندوة حقوقية أكد النائب شوقي القاضي ليس على وجود سجون خاصة لدى بعض المشائخ فحسب ولكن على وجود غرف خاصة في السجون الحكومية للسجناء الذين يسجنون بنظر المشائخ خلافاً للقانون خارج سلطة القضاء والنيابة بحماية رسمية وهو ما يعكس مدى جدية الدولة في أن لا تكون دولة, وأن تسجل غياباً دائماً وكبيراً على كل المستويات.