عُقُد القرية التي سُمي بها الجبل

عُقُد القرية التي سُمي بها الجبل

استطلاع نشرة القرية - العدد السادس - مايو 2006 م

في صباح جميل انطلقنا في رحلة برية، ومع نسائمه العطرة و مع زغردة العصافير توجهنا نحو هدفنا.. الشمس قد لاحت بأشعتها الذهبية تنساب على القمم والسهول لتزيد الطبيعة بهاءً ونظرة.. صعدنا وصعدنا ومع الصعود تشتهي النفس المزيد من الرؤية من أعلى.. في وقتٍ مناسب اعتلينا جبل عُقُـد أحد الجبال الشامخة في مرتفعات جبل سمارة..

- قرية عُقـُد: اتجهنا غرباً لاحت على الأفق القريب قرية عُقُد تلك القرية الرابضة أعلى هضبة يعلوها حصن الرصاص الموضوع على قمة تلك الهضبة؛ لتشكل معه تاجاً من عقد فريد مزخرفاً بمحارٍ ابيض في أعلاه.. وفي الجهة الشمالية الشرقية والغربية للقرية ينبسط الوادي الأخضر المزروع غالباً بأشجار القات وبعض محاصيل الذرة.. ذلك الوادي المكوّن -كما هو معتاد في معظم الجبال اليمنية - من مدرجات زراعية رائعة تتجلى منها عظمة الآباء والأجداد على صنع
ماضيهم العريق وتدل على تغلبهم وقهرهم لظروف الطبيعة القاسية...
وعند وصولنا إلى قرية عُقُد.. القرية التي سمي بها الجبل والوادي؛ بالإضافة إلى
عزلة جبل عُقُد.. هناك رأينا البيوت والمساكن الجميلة والمتواضعة التي تتوزع على القرية بشكل منتظم تقريباً.. والقرية في توسع عمراني مستمر.. في الطرف الشمالي للقرية يقع مسجد معاذ بن جبل الذي بني بجوار المسجد القديم للقرية وذلك في عام 1421هـ - 2000م ..
ويعتمد أهالي القرية في حياتهم المعيشية على الزراعة والرعي والبعض على الوظائف الحكومية وبعض الأعمال الحرة..

- حصن الرصّاص: غادرنا قرية عُقُد متجهين إلى أعلى التل لنصل حينها إلى حصن الرصّاص التأريخي المتربع أعلى قمة في جبل عقد؛ مطل منها على العديد من مناطق مديرية المخادر وما جاورها من مديريات، ليشكل متنزهاً رائعاً بالفعل.. ولأن الحصن يقع في مكان مرتفع فقد استثمرت شركات الاتصالات اللاسلكية للهاتف المحمول ذلك المكان في تثبيت محطات تقوية البث الهاتفي
الخاصة بكل منها. الحصن يتكون من ثلاثة مباني رائعة التصميم مكونة من طابقين إلى ثلاثة طوابق تجمعها بوابة عامة واحدة. والحصن يعود بناؤه إلى فترة طويلة. وشاهدنا أيضاً مسجد يبدو عليه أنه بني حديثاً وبجواره بركة ماء يعود بناؤها إلى شهر محرم 1387هـ. كما يوجد هناك مباني حديثة غاية في الجمال ودقة في التصميم، منها ديوان واسع بطول 24متراً وعرض 8 أمتار
تقريباً بني في عام 1424هـ - 2003م.

- قرية نُعُـب: بعد زيارتنا لحصن الرصاص كان الصباح يعلن سيادته، فاستغلينا بقية وقته لنتجه إلى الجنوب الغربي للجبل‘ وما إن شارفنا على نهايته حتى تبدت لنا الروعة في قرية نُعُب التي يحتضنها الجبل معلناً عن عدم التخلي عنها كونها شرفته التي يتدلل بها.. في نُعُب تحل البيوت والمساكن بين الأشجار الخضراء العالية الكثيفة.. وإلى شمالها وغربها يقع الوادي الفسيح المكسو بخضرة الصيف، والممتلئ بنشاط وحيوية الفلاحين المتعالية أصواتهم بأهازيج شعبية تدلّ على حب العمل من أجل الكسب الحلال.. يعتلي قرية نُعُب هضبة صغيرة تدعى قُدمة نعب.. فيها شاهدنا بعض الآثار التأريخية التي لم يتبقى منها إلا القليل فهناك بركة مغمورة أغلبها بالتراب، وشاهدنا بعض أساسات البيوت التي قد مُحيت أغلبها والله أعلم إلى أي فترة تعود تلك المشاهد. دخلنا قرية نعب وهناك في وسط القرية يتراءى للزائر مسجد الفاروق الذي بُني قبل ثلاثة
أعوام. وفي نفس الساحة توجد مدرسة أبو عبيدة بن الجراح.. المدرسة التي تحكي عزيمة وإصرار أهالي القرية خلال سنوات عديدة حتى تأسست هذه المدرسة التي بدأت بفصل واحد لتحفيظ أبناء القرية القرآن الكريم وها هي الآن مدرسة أسست في سنة 2001م حيث تتكون من ثلاثة فصول بنيت على حساب أهالي القرية وللحقيقة فهي فصول ببناء بسيط لا يلبي متطلبات المدرسة في ذلك فالمدرسة تحتاج إلى فصول حديثة وبعدد مناسب.. وقد ذُكر لي أحد الأهالي أن المجلس المحلي
بالمديرية يعتزم بناء ست فصول دراسية مع مرفقاتها لهذه المدرسة.

-البساتين: في تلك القرى رأينا أغلب المنازل محفوفة ببساتين صغيرة تقع على جوار كل منها ويزرع فيها بعض أشجار الفاكهة والزينة وغيرها.

- المراعي: يوجد على سفوح جبل عُقُد العديد من المراعي التي تزداد عطاء وخضرة في فصل الصيف حيث يعتني بعض الأهالي بتربية بعض الحيوانات اللبونة كالأبقار والأغنام.. فقد شاهدنا العديد من قطعان البقر والأغنام المنتشرة في تلك المراعي.

- المشاريع: تتوفر للثلاث القرى مشاريع المياه المناسبة و كذلك شبكات الهاتف الثابت والطرق الفرعية. وما يخص مشروع الكهرباء العامة فإنه في طريقه إلى التنفيذ.

- طريق العودة: في طريق العودة شاهدنا قرية عروة بنوبتها الجميلة الواقعة أعلى التل المقابل
لقرية عُقد شرقاً.. تمتعنا بما شاهدناه فكانت نِعم الرحلة.

نرجو الإشارة إلى المصدر عند النقل مع التحية..

استطلاع رائع اخي رضوان وفكرة المجلة اروع ،هل مازالت المجلة تصدر منشوراتها ؟

» القرية العمياء في اليمن
» امريكا التي رأيت
» الحاسه التي لاتنام
» تلك الفراغات التي بين اصابعنا
» ما الظاهره التي تحب ان تزيلها