الأرض في خطر

قد يُقصد بالعنوان «الكُرة الأرضية»، صحيحٌ أنَّ الكُرة الأرضية في خطر، نتيجةً لما أصابها من استنزافٍ في مواردها وتلوُّثٍ في طبقات غلافها الجوِّي واختلالٍ في توازن طبقاتها العُليا الغازيَّة، وكُلُّ ذلك بسبب تدخُّلات الإنسان الصناعية وعدم اهتمامه بالوضع البيئي وزيادة الرقعة الخضراء، فالأرض المقصودة هي التي نعتمد عليها في حياتنا، هي أرضنا الزراعية التي تتقلَّص يوماً بعد يومٍ وعاماً بعد عام، إمَّا بتوسيع المُدن على حساب هذه الأرض الزراعية، أو بإهمالها من قِبَل أصحابها وهجرانها والانتقال إلى المدينة.
وما نبَّه إليه فخامة الأخ علي عبداللَّه صالح، رئيس الجُمهورية، أثناء زيارته لمُحافظة عمران، الأربعاء الماضي، وتفقُّده لأحوال المُواطنين وما تصير إليه الأُمور بعينٍ فاحصة، لاحظ فخامته ما آلت إليه الأراضي الزراعية في «قاع البُون» من غزوٍ مُدمِّرٍ للأرض الزراعية وإقامة المباني الإسمنتية، كنتيجةٍ لتوسُّع مدينة عمران، وأيضاً لاحتلال شجرة «القات» لهذه الأراضي الزراعية الخصبة، هذه الشجرة التي تُشكِّل آفةً كبيرةً ومُدمِّرةً للأراضي الزراعية وللاقتصاد المحلِّي - أيضاً - وما ارتفاع أسعار القمح عالمياً وتأثُّر أسعاره في بلادنا، إلاَّ نتيجةٌ لانحصار أراضينا الزراعية التي كانت تُنتج القمح والذُّرة والشعير ومُختلف أنواع الحُبوب.
وإذا كانت بلادنا تتميَّز بوجود العديد من القيعان الزراعية الخصبة والمُتواجدة في مُختلف المُحافظات، كـ : «قاع جهران»، «قاع الصيح»، «قاع البُون»، «قاع الحقل» وغيرها من الأراضي والمُدرَّجات الزراعية المُتواجدة على قمم وسُفوح الجبال، فإنَّ هذه الأراضي، جميعها، تُواجه غزواً من شجرة «القات»، التي يعتقد مُزارعوها أنَّها تُحسِّن دُخولهم نتيجةً لطلبها اليومي والمُتزايد من قِبَل المُواطنين، خاصَّةً الشباب منهم، مُتجاهلين بذلك الأضرار الاقتصادية التي تحدث نتيجةً لانخفاض منتوج الحُبوب في بلادنا وما يُسبِّبه من أزماتٍ مُستقبلية.
وما حذَّر منه فخامة الأخ الرئيس ليس من باب النُّصح والتذكير، بل من باب الإلزام للسُّلطات المحلِّيَّة في جميع المُحافظات، بالعمل على حلِّ هذه الإشكالات والحفاظ على البُقعة الزراعية التي تُعتبر مصدراً للغذاء، بل وزيادة هذه المساحات الزراعية بشكلٍ مُنظَّمٍ وبطُرقٍ علميةٍ سليمة.
إنَّ أيَّ توسُّعٍ عمرانيٍّ يُمكن التخطيط له في أماكن غير صالحةٍ للزراعة، خاصَّةً في المُدن الثانوية، التي يعتمد أهلها على الزراعة وتُحيط بها بعض المناطق التي لا تتمّ الزراعة فيها، كما لا بُدَّ من الحدِّ من زراعة «القات» وإيجاد البدائل المُناسبة للمُزارعين وتشجيعهم على زراعة الأنواع الأُخرى من الحُبوب، وهذا لن يتأتَّى إلاَّ بمُشاركة الجميع، سواءٌ المُواطنين أو الجهات التنفيذية، وبتعاون وزارة الزراعة والريّ.
ومن خلال هذه الحُلول، التي لا بُدَّ أن تُؤخذ بعين الاعتبار من قِبَل السُّلطات المحلِّيَّة والتنفيذية في جميع المُديريات والمُحافظات، يُمكننا أن نُواجه الارتفاع المُتصاعد للقمح عالمياً، ولا ننسى أنَّ الأمر إذا ظلَّ على ما هُو عليه، فليس من المُستبعد أن تتضاعف أسعار القمح خلال السنوات القادمة، الأمر الذي سيُهدِّد بكارثةٍ لا يعلم مداها إلاَّ اللَّه سُبحانه وتعالى.

شكرا عبد العليم
وإنطلاقة متميزة
أشكرك من كل قلبي

يتم النقل إلى منتدى البلدة الطيبة كون الموضوع خاص باليمن

:تشرفنا:

:مشكور اخوي:

سلمت

:شكرا: