قد يصبر الإنسان إن حرم من الطعام وقد يتحمل الجوع فترة من الزمن ، بل هو قد يرضى بقليل الطعام يقتات عليه ليعيش
وحينما لا يجد الدواء ليستشفى به فقد يجد بدائل أخرى تغنيه عن الدواء ولربما كان الصبر وطلب الشفاء من الله هو أحد هذه البدائل
قد يتعايش الإنسان مع الحرمان بكل صوره إلا نوعا من الحرمان لا يمكن له أن يتعايش معه وإلا فقد طعم الحياة وباتت حياته بلا قيمة ألا وهو الحرمان من الكرامة
فقد تقبل أن تحرم الطعام والماء والدواء وقد تقبل أن تحرم الهواء ولكن أن تحرم الكرامة فهذا ما لا يقبله حر يعرف قيمة وسبب وجوده
وهكذا هو الحال فى غزة .. شعب صبر على التجويع ونقص الدواء وموت الأبناء والأحباب ، حوصر وقوتل وهدمت منازله وبات لاجئا فوق أرضه وتحت سماء بلاده قابل العدوان بصدور عارية إلا من الإيمان بعدالة قضيته وحقوقه المسلوبة ولكنه أبدا لم يقبل أن تداس كرامته أو يستسلم لعدوه الذى اغتصب الأرض ودنس المقدسات واعتدى على كرامة الأمة قبل أن يعتدى على الأرواح
ولكن أهل غزة الذين قدموا الأرواح رخيصة استطاعوا أن يحفظوا للأمة كرامتها يوم أن قاوموا وثبتوا وصمدوا فى وجه الحصار والدمار
ما زالت المواقف تعلمنا أن الكرامة والعزة لا يقدران بثمن إلا ثمنا واحدا هو الحياة فإما أن تحيا عزيزا كريما أو لا تحيا ...... فتعلموا يا أولى الأبصار
وما زالت غزة تعلمنا فبالأمس دفعت عن الأمة كلها ثمن الكرامة من مقاومتها وثباتها وصمودها واليوم تعرفنا كم هو بالغ ثمن الحرية
دفع أهل غزة ثمن العزة من دمائهم ومن حريتهم فجاءهم من يدفعون عنهم ثمن حريتهم ليذكروا الأمة ويضعونها أما مسؤولياتها تجاه غزة وأهلها المحاصرين
فأن تقاوم من أجل قضيتك فتلك بطولة ، وأن تراق دمائك من أجل حرية وطنك فتلك بسالة أما أن تبذل روحك من أجل قضية إخوانك و أن تراق دماءك من أجل حريتهم فتلك العظمة بكل معانيها
لقد دفع شهداء وجرحى أسطول الحرية ثمن حرية غزة وأهلها من دمائهم وأرواحهم وما أعظمه من ثمن ما بعده ثمن
ألا نتعلم وننهض لندفع من جهودنا ومن أموالنا ما نشارك به فى رفع الحصار عن إخواننا المحاصرين ؟
ألا نرفع أصواتنا عبر وسائل الإعلام منادين برفع الحصار الظالم ؟ ألم يحن الوقت يا أبناء أمتنا أن نتعلم من أهل غزة ومن شهداء وجرحى أسطول الحرية ؟
ألا نستفيق ونتعلم معنى العزة من الشعب التركى فنقف مناصرين للحق مناصرين لإخواننا مدافعين عن الحق الفلسطينى ساعين لكسر الحصار ؟
ألا نتذكر أننا كعرب وكمسلمون لنا على أرض فلسطين أهل يستنصروننا ، وبينهم أطفال يستصرخون فينا روح الإباء لننقذهم من العدوان ؟
أسطول الحرية قد دفع بالأمس ثمن حرية أهلينا وذوينا فى غزة .. فماذا سندفع نحن اليوم لننضم لقافلة الكرامة والعزة ؟
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
موضوع: ثمن ((الحريه)) 
السبت يونيو 05, 2010 8:58 pm
