الصحافة البحرينية ( اليمن يلقن البحرين درسا قاسي )

جريدة الوسط البحريني


دفعنا ثمن ضعف الإعداد وغياب الانسجام والحماس في صنعاء


رديف منتخبنا بلا هوية... سقط بثلاثية تاريخية في الأراضي اليمنية





تعرض منتخبنا الوطني لكرة القدم لخسارة تاريخية ثقيلة أمام نظيره اليمني بثلاثة أهداف نظيفة في المباراة المؤجلة التي جمعتهما أمس على استاد المريسي بالعاصمة اليمنية (صنعاء) ضمن تصفيات كأس أمم آسيا 2011 وشهدها حضورا جماهيريا يمنيا كبيرا على رغم عدم أهمية المباراة التي لم تؤثر على تأهل منتخبنا إلى النهائيات الآسيوية منذ الجولة الماضية.
وتعتبر هذه الخسارة الأولى لمنتخبنا في هذه التصفيات بعد 4 انتصارات متتالية ليظل على رصيده بـ 12 نقطة متساويا مع اليابان بالرصيد نفسه وضمنا معا تأهلهما إلى النهائيات وتبقت مباراتهما الأخيرة في التصفيات في الثالث من مارس/ آذار المقبل على صدارة المجموعة.
وخاض منتخبنا مباراة الأمس وسط ظروف استثنائية فرضت تعرضه لهذه الخسارة التي تعتبر الأكبر لمنتخبنا في تاريخ مبارياته أمام اليمن بدءا بغياب العناصر الأساسية من جميع المحترفين والزج بتشكيلة محلية افتقدت الانسجام وغلبت عليها العناصر الشابة والاحتياطية بجانب خبرة محمود جلال وحسين علي «بيليه» فضلا عن عدم الإعداد والتعامل الجيد لهذه المباراة من قبل الجهازين الفني الذي اقتصر على بعض التدريبات المحلية لدرجة أن المنتخب لم يتدرب على ملعب المباراة من أجل التأقلم على أرضيته السيئة والاكتفاء باختيار 18 لاعبا فقط بينهم ثلاثة حراس مرمى وانعدام الحافز والحماس لدى الفريق بعد ضمان التأهل وهو ما لاحظناه في غياب عدد من اللاعبين عن فورمتهم على رغم أننا لا يجب تحميل اللاعبين مسئولية الخسارة الثقيلة لكنهم وقعوا ضحية الأخطاء الإدارية والفنية في تهيئة المنتخب للمباراة!
وأنه على رغم ذلك كان يفترض على منتخبنا الظهور بصورة أفضل وعدم التعرض للخسارة بهذه الطريقة علما أنه كان بإمكان منتخبنا تحقيق نتيجة أفضل من خلال بعض الفرص التي سنحت للاعبيه فيما اعتمد الفريق اليمني على حماس وحيوية لاعبيه واستثمر الأخطاء والثغرات الدفاعية البحرينية وسجل منها أهدافه الثلاثة على مدار الشوطين.
ودخل منتخبنا اللقاء بتشكيلة ضمت الحارس عباس أحمد وفي الدفاع أحمد مطر وصالح عبدالحميد وداوود سعد وفي الوسط محمود جلال وجمال راشد وحسين سلمان وعبدالوهاب علي وأحمد حسان وثنائي الهجوم حسين علي «بيليه» وإسماعيل عبداللطيف، وكان واضحا تأثير عدم الانسجام بين عناصر التشكيلة التي لعبت مع بعضها للمرة الأولى وهو ما انعكس سلبيا على أداء اللاعبين وخصوصا في خطي الوسط والدفاع، إذ كان خماسي خط الوسط ضائعا من دون أن يقوم بدوره في تغطية الدفاع «المهلهل» أو تنظيم وبناء هجمات وإيصال الكرات المناسبة لثنائي الهجوم وظل معتمدا على الاجتهادات الفردية التي يقوم بها حسين سلمان.
وما زاد الأمور سوءا الهدف اليمني المبكر الذي خطفه قائده علي النونو في الدقائق الأولى مستثمرا الكرة العرضية التي وصلته وسط غياب التغطية الدفاعية وهو ما زاد من ارتباك صفوف منتخبنا وخصوصا الخط الدفاعي الذي افتقد إلى الانسجام والتنظيم وكانت هناك ثغرة واضحة في الجهة اليسرى، وكان غريبا اعتماد المدرب ماتشالا على اللعب بثلاثة مدافعين فقط في ظل افتقادهم للانسجام والتنظيم وقلة الخبرة وهو الأمر الذي جاء منه الهدف اليمني الثاني عندما مررت كرة عادية في العمق الدفاعي فتخطت المدافع صالح عبدالحميد بسهولة لينفرد النونو ويسكن الكرة بسهولة في المرمى.
وكان واضحا كثرة أخطاء التمرير وفقدان الكرة بالنسبة إلى لاعبي منتخبنا والبطء سواء في الحركة أو نقل الكرات وهو ما شكل صعوبة أمام سرعة وحماس اليمنيين وحتى محاولات وصول منتخبنا إلى المرمى اليمني لم يكن بالصورة المنظمة الفعالة وأبرز المحاولات كانت الفرصة التي وصلت من كرة عرضية على رأس إسماعيل عبداللطيف لكنه لعبها ضعيفة فذهبت إلى الخارج في الدقيقة 11، وفرصة تهيأت أمام بيليه داخل منطقة الجزاء لكن الدفاع والحارس اليمني تصديا للكرة على دفعتين.


تغييرات دون تغيير



ولم يتغير الوضع الفني لمنتخبنا كثيرا في الشوط الثاني على رغم التبديلات التي أجراها ماتشالا بإشراك عباس عياد بدلا من صالح عبدالحميد ثم دخول المهاجم عبدالله الدخيل بدل جمال راشد وعلي سيدعيسى بدل حسين بيليه، إذ ظل الارتباك سائدا في صفوف منتخبنا في الربع الساعة الأول من الشوط الذي شهد نشاطا يمنيا ملحوظا.
ونشط منتخبنا نسبيا مع منتصف الشوط وحاول شن محاولات هجومية افتقدت إلى التركيز والكثافة العددية اللازمة والتمرير الخاطئ وحتى التسديدات كانت أغلبها طائشة، ومع ذلك لاحت فرصا كانت قابلة لترجمتها إلى أهداف وأبرزها لحسين بيليه عندما ارتدت تسديدة إسماعيل عبداللطيف من الحارس اليمني المتألق سالم سعيد الذي عاد للتصدي لكرة بيليه ببراعة، وكذلك كرة الدخيل التي اصطدمت بيد المدافع اليمني وكان يفترض أن تحتسب ركلة جزاء وكرة أخرى لعبدالوهاب علي الذي وصلته كرة عرضية فمرت بجوار القائم.
واستمرت الثغرات والأخطاء الدفاعية الواضحة لمنتخبنا والتي ساهمت في تسجيل الهدف اليمني الثالث في الدقائق الخمس الأخيرة.
حماس يمني
في المقابل، كان لافتا الحماس والروح العالية التي خاض بها الفريق اليمني المباراة وكأنها مصيرية له فضلا عن المساندة الجماهيرية الكبيرة التي حظي بها على رغم عدم أهمية اللقاء وكان لذلك العامل المعنوي تأثيره الكبير في مجريات اللعب والفوز اليمني الكبير، والتعامل الجاد لمدربه الكرواتي ستريشكو الذي دفع بتشكيلته الأساسية التي وضح انسجامها وجاهزيتها البدنية والفنية من خلال فترة الإعداد والمباريات الودية التي خاضها قبل مواجهة منتخبنا، واستثمر الفريق اليمني الوضع الفني السيئ الذي ظهر به منتخبنا وأخطاءه الدفاعية وترجمها إلى أهداف.


منتخبنا عاد البارحة



عاد وفد منتخبنا الوطني الأول مساء أمس من العاصمة اليمنية (صنعاء) بعد انتهاء المباراة مباشرة وذلك وفق ترتيب رحلة الطيران المعدة مسبقا والتي لم تتجاوز الـ 48 ساعة منذ وصول المنتخب إلى اليمن مساء أمس الأول.