دارت اشتباكات عنيفة بين مجاميع من أنصار الحوثي هاجمت مواقع تابعة لمعسكر المدفعية، واشتباكات مماثلة دارت بالقرب من القصر الجمهوري بالمحافظة امتدت من مناطق العند والخفجي التي تشهد هي الأخرى مواجهات ضارية على مدى الأيام القليلة الفائتة، فيما الجيش يقول بتحقيقه انتصارات استهدفت مواقع الحوثيين ومخازن أسلحتهم وتطهير العديد من المناطق في الصفراء والمهاذر، وانضمام أعداد من المطوعين القبليين للتصدي لجماعة الحوثي، وصفت من قبل الأخير بالمضحكة في رده الذي قال فيه إنهم لم يبدأوا من جانبهم المواجهات وأن خططهم القتالية لا زالت تحت الطاولة، وأصحبت بقلق أمن حيال تواجد كميات من الأسلحة ومسلحين تابعين للحوثي في منزل داخل مدينة صعدة.
هذا وقد قام رئيس الجمهورية بزيارة مفاجئة لمعسكر الجبل الأسود حرف سفيان بمحافظة عمران الثلاثاء الماضي للإطلاع على سير المواجهات والحرب الدائرة بشدة بين الجيش وأتباع الحوثي التي انطلقت شرارتها قبل أسبوع.
وقالت مصادر مطلعة إن الزيارة المفاجئة للرئيس ومعه عدد من القيادات الحكومية والمشائخ على متن طارئة رئاسية خاصة اكتفت بالإطلاع على الأوضاع في المعسكر الذي يقوده اللواء فيصل رجب وتتبع المنطقة الشمالية الغربية، ورافق الرئيس النائب عزيز صغير في هذه الزيارة.
من جانب آخر شهدت مدينة الحرف المركز الإداري لمديرية حرف سفيان جولة عنيفة من جولات الحرب ابتدأت بقصف شديد ومركز من قبل القوات الحكومية ما أدى إلى مغادرة سكان المدينة ونزوجهم بالكامل ولم يبق فيها إلا الحوثيون، وحسب معلومات «الصحوة» فإن الاشتباك العنيف الذي شهدته المنطقة منذ نهاية الأسبوع الماضي أحرز الجيش من خلاله تقدماً ميدانياً سعى فيها لحصار المدينة من ثلاث جهات الجنوب والشرق والغرب ما أدى إلى خروج عناصر أتباع الحوثي من جهة الشمال وانتشارهم في القرى والمناطق المحيطة بالمدينة في بلاد سفيان وبعض مناطق العصيمات حاشد التي تتبع إدارياً مديرية حرف سفيان، وهو ما يعني توسع رقعة الحرب إلا أن الجيش لم يدخل المدينة حتى كتابة هذا الخبر رغم معلومات عن خلوها من الحوثيين خشية أن تكون قد زرعت بالألغام.
وقالت مصادر محلية بمحافظة صعدة إن مناطق قريبة من المدينة شهدت اشتباكات عنيفة مستمرة من مساء الأحد في منطقة الحمزات التي شن منها الحوثيون هجوما على مواقع لواء المدفعية، فيما سقط مالا يقل عن تسعه حوثيين في اشتباكات بمنطقة العند امتدت لتصل قريبا من القصر الجمهوري بالمحافظة، واشتباكات في الخفجي والطلح والمهاذر والملاحيظ، في الوقت الذي استأنفت الطائرات القتالية طلعاتها على مواقع الحوثيين صباح الثلاثاء.
وصدت القوات الحكومية هجوما للحوثيين على موقع عسكري في منطقة الطلح وفجرت مخزنا للذخائر للحيلولة دون وصول عناصر الحوثي إليه والاستيلاء على محتوياته، فيما مصادر محلية قالت بانسحاب أفراد الجيش من موقع غمان المطل على منطقة الطلح واستيلاء الحوثيين على الموقع.
وتدور مواجهات ضارية بمنطقة آل الصيفي القريبة من منطقة الطلح المعقل الأول للحوثي، وذكرت مصادر قبلية أن الجيش حقق فيها تقدما على الرغم من صعوبة تضاريسها مشيرة إلى وصول الجيش إلى منزل الحوثي في المنطقة التي حقق فيها تقدما ملحوظا.
وتساور السلطات الأمنية بصعدة مخاوف من تواجد كميات من الأسلحة تم تخزينها في العديد من منازل صعدة إضافة إلى أعداد من المسلحين التابعين لجماعة الحوثي، الأمر الذي دفع بها إلى اتخاذ تدابير أمنية حيال قلقها من الأمر.
وحسب مصادر أمنية قالت بتقدم الجيش في عدة منطق بصعوبة وأن خسائر بشرية كبيرة وقعت في صفوف الحوثيين جراء القصف الجوي والمدفعي، فيما ذكرت وزارة الدفاع أنها استعادت السيطرة على مديرية الصفراء وأفشلت هجوما للحوثيين في المنطقة، كما تقدم الجيش في حرف سفيان بقيادة اللواء فيصل رجب واستولى على مديرية سفيان ومجمعها الحكومي وقتل قائد الحوثيين محسن كزمان وفرار أعداد من الحوثيين إلى مناطق أخرى.
جاء ذلك في الوقت الذي نفى فيه المكتب الإعلامي لعبدالملك الحوثي تلك المعلومات، واصفا إياها بالمضحكة.
وقال بيان صادر عن مكتب الحوثي أن ما ذكر عن تقدم للجيش في مديرية حرف سفيان وفي مديرية الصفراء، كلام يدعو للضحك كوننا لم نواجه بعد أي مواجهات من تلك البطولات الوهمية حسب تعبير البيان.
مضيفا أن أنصاره تمكنوا من السيطرة على موقع جبل الضرائب في منطقة الملاحيط، ويحاصرون مواقع المجرم ولحمان وجزاع أسفل منطقة مران، مشيرا إلى أنه تم السيطرة على موقع جبل المجرف العسكري المطل على الملاحيط وأصبحت المنطقة بالكامل تحت الحصار بما فيها المواقع العسكرية.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية أن وزارة الداخلية رفعت تأهب الوحدات المسلحة في العاصمة استعدادا لسحق المتمردين في حين نفت في بيان عنها قصف مناطق صعدة بقنابل فوسفورية كان الحوثيون اتهموا الجيش بإلقائها على مدينة ضحيان.
ونقل مسؤول أمن أن منطقة مطرة التي تعد معقل قيادات الحوثيين استهدفت بشكل مكثف عبر الطيران الحربي منذ بدء العمليات العسكرية ضد الحوثيين ما أسفر عن تدمير كل التحصينات الخاصة بالحوثيين إضافة إلى مخازن كبيرة للسلاح والمؤن وتم تدميرها بناء على معلومات استخبارية دقيقة.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر بصعدة إغلاق مخيم النازحين بالعند الذي يضم عشرات الأسر، بعد اقتحام الحوثيين للمخيم والاستيلاء على مواد الإغاثة ونهب ممتلكات مكتب الزراعة حسب تصريحات رسمية، وأشارت إلى إطلاق الحوثيين لعمال الهلال المحتجزين منذ أيام.
وكانت اللجنة الدولية لشئون اللاجئين في اليمن أعربت عن قلقها حيال مصير النازحين التي تدور المواجهات قريباً منهم، ودعت الأطراف إلى اتخاذ التدابير لحمايتهم، ووقف المواجهات ليومين حتى يتسنى نقل الآلاف منهم إلى منطقة آمنة.
ونقل موقع وزارة الدفاع 26 سبتمبر عن مصادر قبلية أن أعداداً من أبناء القبائل من مناطق ومحافظات مختلفة توجهت إلى صعدة بشكل طوعي لمواجهة عناصر الحوثي، في هبة شعبية وطنية امتداداً لهبة أبناء محافظة صعدة وانتفاضتهم للتصدي لتلك العناصر على مخططاتها التآمرية والتخريبية وتخليص المحافظة من شرورها، حسب موقع الدفاع.
وفي سياق متصل التقى الدكتور أبوبكر القربي وزير الخارجية الإثنين السفير الإيراني بصنعاء محمود حسن زاده، ويأتي هذا اللقاء في حين تشهد صعدة معارك ضاربة بين الجيش وأتباع الحوثي الذين تعتقد السلطات أن لهم صلة بالمد الشيعي الإيراني.
وتتهم اليمن بحسب القربي مؤسسات شيعية في إيران وخارجها بتقديم الدعم المالي للحوثي عبر دول عربية، وقال القربي إن المتمردين يتحملون المسئولية عن أحداث جديدة من القتال مع القوات الحكومية.
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
موضوع: مواجهات على مشارف صعدة والجيش يسيطر على حرف سفيان والحوثي يتوعد 
الخميس أغسطس 20, 2009 5:59 am
