ماالذي صنعته السلطة بنفسها والشعب والوحدة بعد 19 عاماً من إعلان هذه الوحدة وبعد 15 عاماً من يوم 7/7 يوم انتصار الوحدة وتعزيزها كما يحلو للسلطة تسميتها.
لقد تحول 7/7 يوم الانتصار العظيم للسلطة إلى يوم شؤم للوحدة وشبح يطارد السلطة التي تحاول اليوم التخلص منه بأي ثمن رغم أن الوحدة كانت قد خرجت من 7/7 بأقل الخسائر والتي كان يمكن تلافيها وإزالة أثرها ببساطة.
فما الذي حول هذا اليوم الذهبي للسلطة إلى شبح يحاكم الوحدة ويطارد النظام ككابوس رهيب؟
لاشيء سوى أن الحاكم اعتبر هذا اليوم انتصاراً شخصياً ومنجزاً خاصاً يخوله أن يتصرف بالدولة والثروة والديمقراطية والحكومة والأحزاب السياسية كأشياء مملوكة معتبر هذا اليوم تأسيس مملكة خاصة تحت لافتة الديمقراطية والجمهورية والوحدة وفي لحظة نشوة ظن النظام أنه على حق وقادر على كل شيء وذهب من حوله من القادة والمسؤولين يتصرفون على هذا الأساس وكل همهم هو نهب وجمع ما يستطيعون كحصص غير معلنة لهذا التحول بدلاً من تأسيس دولة المؤسسات والقانون والمواطنة المتساوية.
تعطلت كل المرافق وفي مقدمتها التعليم والصحة ولم يعد للموظف العام أي دور وطني وتنموي وإداري سوى دور واحد هو السيطرة على طريق الانتخابات وتعبئة للصناديق (بالحصان) بالحق أو الباطل وتحولت الدولة والمؤسسات إلى رافعة انتخابية للحاكم ليس إلا، مصحوباً باستعلاء ظاهر بل واحتقار الأحزاب والقوى الوطنية والسياسية وتحول شركاء الوحدة وشركاء الانتصار جميعهم إلى أعداء وانفصاليين وكروت محروقة متبوعاً بسياسة التفتيت والإضعاف لأحزاب المعارضة بسبب الخوف من الديمقراطية والتبادل السلمي. إضافة إلى مسخ الدولة كدولة ومؤسسات وإقصاء الأشخاص من أصحاب الكفاءة والنزاهة داخل الحزب الحاكم نفسه ولم يعد مكان لأي شخص صاحب تجربة واستقلالية وتأثير، صالح عباد الخولاني، وعبدالقادر هلال، وصالح سميح، والعسلي، وعبدالوهاب محمود مثالاً.
ليتقدم المداحون (وطالبو الله) والمحسوبون على الأبناء على طريق التوريث الشامل والذي بدأ عملياً بتوريث أبناء الوزراء والقادة (إياهم) وتسليمهم مناصب ومناقصات لا يستحقونها كل واحد ووزنه.
وفقد بذلك جيل كامل شعوره بالانتماء الوطني نتيجة إحراق أحلامه وشعوره بالغربة داخل الوطن حيث سيطرت معايير المحسوبية والتوريث الوظيفي على كل مفاصل الدولة وفرص المستقبل وفي مقدمتها المنح الدراسية التي لا تعترف إلا بمعيار من هو وابن من؟
ولم يلاحظ الحاكمون أثر تراكمات هذا الظلم وهذه الخطايا على الأفراد والأحزاب والجماعات الوطنية والذين توزعوا اليوم بين ساخط إلى درجة الجنوح وبين متفرج كمن لا يعنيه الأمر.
كيف لا وبعض هؤلاء ينتظرون عشر سنوات في طوابير التوظيف بينما يجري اليوم توظيف سري لأبناء المسئولين الخريجين حديثاً وهكذا دواليك وحواليك ثم تأتي وتقول إن الوطن وطن الجميع.
لقد تحول 7/7 من فرصة ذهبية لتأسيس دولة المؤسسات وترسيخ الوحدة إلى (بعبع) يهدد الجميع والسبب تلك النفسية الحاكمة وذلك المسلك الذي اتبع بعد غروب شمس 7/7 ولعل لوحة (من قبلك عدم ومن بعدك ندم) والتي رفعت إلى جانب صورة الرئيس قد اختزلت مسلك السلطة ونفسية النظام بشكل بليغ وهي اللوحة التي بقت منتصبة لسنوات في بوابة عدن دون حياء لا من الله ولا من الناس ولا حتى من الضيوف الزائرين والتي نزعت قبل أيام بعد إشارة الزميل راجح بادي في «الصحوة» ومع هذا فإن نزع هذه اللوحة على رمزيتها هو أفضل ألف مرة للسلطة والبلاد والوحدة من كل الآلة الإعلامية والأمنية والمالية والحملات العسكرية التي تعمل اليوم خارج الموضوع.
ولو أن السلطة توجهت بجدية إلى نزع الأخطاء والخطايا السياسية والإدارية التي ارتكبت منذ 7/7 من ظلم ونهب للأراضي وتعسفات، وفي مقدمتها قتل الديمقراطية ومسخ الانتخابات وإعاقة التداول السلمي للسلطة، كما نزعت هذه اللوحة لأنقذت نفسها والبلاد والوحدة ولتنفسنا الصعداء جميعاً. . وما زال في الوقت دقيقة أو دقائق.
فهل يفعلها الحاكم وينتصر على نفسه في الوقت بدل الضائع؟!
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
موضوع: 7/7 دروس وعبر 
الأحد يوليو 12, 2009 4:01 am
