عمت فوضى "الغش" معظم مراكز امتحانات الشهادة الأساسية والثانوية، وشهدت ارتفاعا ملحوظا هذا العام من حيث المخالفات والاعتداءات واقتحام المراكز وإطلاق النار ونقل المراكز من مدرسة إلى أخرى، ومن محافظة إلى محافظة، كما حدث في محافظة صنعاء وأمانة العاصمة.
وقد سجلت في العديد من المحافظات حالات غش بالقوة واقتحام لمسلحين ورشق بالحجارة للجان أمنية، وإطلاق نار على معلمين ، بسبب رفضهم السماح للطلاب بالغش، كما تحولت مراكز الامتحانات في معظم المحافظات إلى مراكز جباية للأموال التي يدفعها الطلاب للجان مقابل السماح لهم بالغش.
اللجنة العليا للامتحانات قالت أنها سجلت 554مخالفة في جميع المراكز الامتحانية بالجمهورية خلال الأيام الأولى الماضية من فترة الامتحانات للمرحلتين الأساسية والثانوية، وهذا الرقم ضئيل مقارنة بما يحدث في المراكز الامتحانية من مخالفات غش يومية، وبصورة سافرة.
اللجنة في سردها للمخالفات قالت أنها سجلت 165مخالفة تجمهر في 165مركزاً امتحانياً في عموم المحافظات فقط كما سجلت 7حالات إطلاق نار و31حالة اعتداء، كما تم تسجيل 23حالة اقتحام للمراكز الامتحانية ، و105انتحال شخصية إضافة إلى تسجيل 4 حالات تمزيق دفتر الإجابة فيما سجلت 5 حالات تدخلات في أعمال الامتحانات كما تم تسجيل 72حالة غش مورست في المراكز الامتحانية.
مشيرة إلى أن 9حالات فوضى وشغب سجلت حتى الأربعاء الفائت و35حالة رفض دخول الامتحانات في الوقت الذي سجلت فيه اللجنة 98حالة هروب بدفاتر الإجابات على مستوى جميع المراكز الامتحانية في جميع المراكز الامتحانية للمرحلتين الأساسية والثانوية حتى مساء الخميس الماضي.
لكن اللجنة لم تسجل المخالفات التي أقدمت عليها لجان الملاحظة، التي فتحت الباب واسعاً أمام الطلاب للغش مقابل خمسمائة ريال يدفعها كل طالب، في كل امتحان، ولم توضح أن هذه المخالفات تتم بالاتفاق مع مدراء التربية في المديريات والمحافظات الذين يؤكدون للطلاب أن « الغش مسموح لكن بطريقة سلمية، وعلى أن يكون مدفوع الثمن».
كما أن اللجنة لم تشر إلى أن مكاتب التربية في المحافظات والمديريات أصبحت خاوية على عروشها، بعد أن شهدت هذه المكاتب حالة من الاستنفار لكافة موظفيها، إذ أن الامتحانات كالانتخابات موسم «فيد وهبر وقشقشة فلوس» ولهذا سعى الموظفون إلى تسجيل أسماؤهم في لجان الملاحظة والمراقبة، ولجان الإشراف والمتابعة، ولجان النزول الميداني ..وهلم جراً من المسميات ذات الهدف الواحد.
هذا الكلام أكده مدير مكتب التربية بتعز الدكتور مهدي عبد السلام بقوله إن آلية الامتحانات الأساسية والثانوية الحالية وآلية محاربة ظاهرة الغش آلية فاشلة، داعياً وزارة التربية والتعليم للتفكير بآليات أخرى لتنفيذ الامتحانات تعمل على الحد من تفشي ظاهرة الغش بشكل جيد.
وأشار في تصريح لـ»الصحوة نت» إلى أن ظاهرة الغش ظاهرة مرضية تفشت في المجتمع اليمني بشكل عام وهي جريمة يشترك فيها المجتمع والطالب والمعلم والوزارة، وأكد بأن هناك عدد من مكاتب التربية لا ترفع تقارير يومية عن المخالفات التي تحصل في المحافظات إلى وزارة التربية والتعليم وتقوم بغض الطرف عن هذه المخالفات.
وتأكيداً بأن الغش الذي تشهده معظم مراكز الامتحانات هو في الحقيقة غش منظم، تورطت فيه الكثير من القيادات التربوية والتعليمية، قال رئيس لجنة الشئون الاجتماعية بمديرية وضرة محافظة حجة إبراهيم القحطاني إن العملية التربوية والتعليمية تتعرض لعمليات غش وصفها بالمنظمة في امتحانات الشهادتين الثانوية والأساسية.
وأضاف « لقد شاهدت خلال زيارتي لعدد من المراكز الامتحانية بالمديرية حلول الامتحانات توزع على الطلبة في اللجان الامتحانية، ووجدت أن الطلاب يتنقلون من كرسي إلى أخر في ظل وجود فوضى, فيما اللجان الأمنية تقف موقف المتفرج ولا تحرك ساكناً «.
وأضاف « لقد تعرضت للسب والشتم من مدير الصحة بالمديرية أثناء تواجده بالمركز الامتحاني بعد اعتراضي على عملية الغش إلى جانب التهديد من قبل الطلاب وبعض أولياء الأمور بالسب والشتم و بالضرب».
ظاهرة (الغش) في امتحانات العامة بمحافظة حجة
وقد سادت عملية امتحانات الإعدادية والثانوية موجة من الاختلالات والتجاوزات وحالة غش وتجمهر حول المراكز الامتحانية وفوضى واشتباكات بالأيدي في عدد من مديريات محافظة حجة، بين المواطنين، وفي أخرى بين الطلاب والأمن وإطلاق نار وانتحال شخصيات ونقل الكثير من المراكز الامتحانية، وأخذ مبالغ مالية من قبل بعض اللجان الامتحانية.
ففي مديرية كشر أدى اشتباك مجاميع قبلية بأحد المراكز الثانوية إثر خلاف على تقديم خدمات الغش إلى نقل المركز الانتخابي من منطقة العبيسة إلى منطقة مغرية قرحش بعد عراك واشتباك بين قبائل بني ريبان وبني الدريني، حيث أشار رئيس المركز الامتحاني (فيصل خريم) بعدم وجود أي لجنة أمنية.
وفي حارة القلعة بمدينة حجة ندد الأهالي بالاجراءات التعسفية التي قام بها عساكر في الأمن بالمدينة من خلال إطلاق الرصاص وترويع النساء والأطفال وأخذ اثنين من الطلبة للسجن وضربهم بشكل مبرح بعد اعتداء لأحد أفراد لجنة الامتحان على أحد الطلبة المتواجدين حول المركز الامتحاني، وطلب وجهاء حارة القلعة إثر تلك الحادثة إدارة أمن المدينة التي تسببت في الإخلال بأمن المركز الامتحاني بشكل خاص والحارة بشكل عام خاصة عندما عاد بعض أفراد الأمن منتصف الليل لإطلاق ما يقارب “ثمانية قرون” لترويع الأهالي وتخويف الكثير من الأطفال والنساء وكبار السن، مؤكدين بأن ما حصل من العساكر ضد الطلاب يؤكد غياب المسؤولية لدى من توكل لديهم المهام الأمنية.
وفي مديرية كحلان الشرف بحجة أدى اشتباك بالأيادي والعصي والسلاح الأبيض (الجنابي) أمام مركز مدرسة الفوز الثانوي إلى إصابة اثنين بجروح بالغة إثر طعنات تلقوها من المتعاركين من بينهم نجل أمين عام محلي الذي تعرض لطعنات في كتفه أسعف على إثرها إلى مدينة الحديدة كما أصيب عبدالله أحمد القطف بطعنات أيضاً أسعف إلى أحد مستشفيات المديرية الخاصة.
وقالت مصادر مطلعة بالمركز بأن العراك بين أبناء المديرية المتجمهرين حول المركز كانت ناتجاً عن احتجاج البعض على تقديم اللجان المراقبة (خدمات الغش) لأبناء الذوات دون غيرهم مما تسبب في إثارتهم ودخولهم في صراع أسفر عن إصابة العديد منهم بإصابات عديدة.
الأمر لا يقتصر على محافظة حجة فقط، فقد أكدت مصادر محلية في كل من محافظة الضالع وعمران وصنعاء اتساع ظاهرة الغش بشكل غير مسبوق، وكذا صمت رسمي غير معقول إزاءها.
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
موضوع: امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية..غش مدفوع الثمن 
الخميس يوليو 02, 2009 3:51 am
