الارهابيون الجدد

بما أن الإرهابَ منهجُ نزاعٍ عنيف يرمي الفاعلُ بمقتضاه إلى تغليبِ رأيه السياسي بواسطة الرهبة الناجمة عن العنف. فإن ثُلةَ الإرهابيين في بلادنا قد سلكت طريقاً جديداً أبعدَ من ذلك بكثير، أقل ما يوصف بأنهُ سلاحُ دمارٍ شامل يحاولون من خلاله ضرب الدين والأخلاق والقيم والعادات وتشويهَ صورة العرب والمسلمين أمام العالم بل وتصويرهم على أنهم أشباحٌ تجرّدوا عن كل القيم والمبادئ .
لا أدري كيف أصفُ هؤلاء المجرمين الذين اختطفوا تسعةَ أجانب في محافظة صعدة ، ولم أفقْ ومثلي جميعُ أبناء شعبنا من هول هذه الصدمة والفاجعة التي تؤكّدُ أن وراءَها مخططاً إجرامياً مدروساً بعناية لضرب الاقتصاد الوطني في الصميم وخلق حالة من الفوضى داخل البلاد وخلط الأوراق على الحكومة لتشتيتها وإضعافها داخلياً وخارجياً
أنكرُ تماماً أن يكون هؤلاء المتوحشون قد رضعوا من ألبانِ أمهاتِهم ، وإنما رضعوا من دماء الثعابين ، وأنكرُ أن يكونوا قد ترعرعوا بين ثنايا الدين الكريم وعاشوا في أوساط مجتمعنا الرحيم المتسامح،، وحتى لو عاشوا بين الوحوش والسباع وتشرّبوا شريعة الغاب لما وصلت بهم عدوانيتُهم وإجرامُهم إلى هذا الحد الذي لا يصدقه عاقلٌ ولا يُقرُّه دينٌ أو عرف، الأمر الذي يدفع الجميع إلى التساؤل عن المرجعية التي يحتكمون إليها ويستندون على فتاواها وأهدافها؟؟.
أطباء آمنون ومهندسٌ ومُدرسةٌ وطفلان جاءوا إلى اليمن لخدمة أبنائها، خرجوا للنزهة في يوم الجمعة التي تحوّلت إلى كارثة ، وأيُّة كارثةٍ لم تُصبهم وحدهم وإنما أصابتنا نحن لأننا لم نكن نتوقع أن يكون بيننا ـ ومهما بلغ تعداد سكاننا ـ أناسٌ بهذه النفسيات المريضة التي بلغ بها حدُّ الإجرام إلى المجازفة بالدين والتاريخ والحضارة وضربِ كل ما هو جميلٌ وثابتٌ في هذا الكون .
فاليمنيُ وعلى مدى التاريخ لم يُعرفْ عنه أنه خائنٌ أو قاتلٌ أو غادرٌ أو ماكر، فمن يُمثـِّلُ هؤلاء؟ وإلى أي مُجتمعٍٍ ينتمون ؟؟وما هي مآربُهم التي جعلتهم بهذه الوحشية والهمجية ، وأوصلتهم إلى هذه المرحلة العدوانية؟؟ .
نحن اليوم أمامَ جريمةٍ نكراء بكل المقاييس ، تحتاجُ إلى وقفةٍ جادةٍ وصارمة والتعامل معها بكل حزم وفي أسرع وقت ممكن ، والمطلوب من السلطات الأمنية أن تنزل بمرتكبيها أشدّ العقوبات ليكونوا عبرةً لمن تسولُ له نفسُه المساسَ بديننا وقيمنا وأمننا واستقرارنا ..

لله درك عبدالعليم على النقل الدائم

أنت شعلة في هذا المنتدى

وفقك الله

رضوان