الشعب في خدمة الشعب

الشرطة في خدمة الشعب.. هذا شعار يختزل في حروفه وكلماته مهمة رجل الامن ورسالته تجاه مجتمعه وشعبه.

هذا الشرطي أو الجندي أو رجل الأمن وهو يقوم بواجبه ووظيفته فإنه بذلك يخدم شعبه ومجتمعه بقيامه على أكل وجه بمهامه وعمله، وهو يعلم في الوقت نفسه أن هناك من يقوم بخدمته في المقابل بمكان آخر، فالمعلم والطبيب والعامل والمزارع والصياد والرجل والمرأة، وغيرهم في أي مرفق من المرافق يؤدون أيضاً وظائفهم وأعمالهم لخدمة مجتمعهم وشعبهم، والمحصلة النهائية أن الشعب بمختلف شرائحه الاجتماعية يخدم بعضه بعضاً:

الناس للناس من بدو وحاضرة

بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم

ومن هنا فإن أي إنسان، عامل أو موظف، عسكري أو مدني يسيء في استخدام وظيفته أو يعبث في أداء مهامه فإما إن يكون حالة شاذة، ترجع إلى سلوك هذا الشخص نفسه، أو أنها تعود إلى ثقافة وتربية معوجة تجد من يسوقها وينشرها في المجتمع.

وعوداً على العبارة التي تصدرت المقالة (الشرطة في خدمة الشعب) فإننا نجد للأسف تصرفات مناقضة ومناهضة لهذا الهدف، فما جرى في جامعة صنعاء من اعتداء بالقتل لطالب جامعي من قبل أحد رجال الحراسة الأمنية فإن ذلك بكل المقاييس جريمة بشعة، ولأن مثل هذه التصرفات لم تعد نادرة أو حالات شاذة، بل تعددت وتكررت فعلى سبيل المثال ما جرى للشيخ عبدالسلام المخلافي بتعز في رمضان قبل الماضي من اعتداء عليه بالقتل أو ما جرى للشيخ الصوملي بطور الباحة ورفيقه حافظ أو الاعتداء على أفراد منصة ردفان وغيرها من الوقائع والأفعال كلها تؤشر على أمر خطير وهو أن مثل ذلك التصرف ليس ناتجاً عن تصرفات فردية، ولكن يخشى أن تكون نتيجة ثقافة سيئة تكونت بسبب التحريض الرسمي الذي دائماً ما يقوم بعملية تعبئة سيئة ومقصودة وبصورة مستمرة للمؤسستين الأمنية والعسكرية، وهي طريقة فاشلة وخاطئة لا تعدو عن أن تكون لعباً بالنار، فهذا الإسهال في استخدام النيران ضد المواطنين من بعض أفراد، في الأمن هنا أو هناك إنما هو إحدى ثمار ذلك التحريض الرسمي غير المسؤول والذي يستهدف العلاقة المتينة والتلاحم الشعبي بين كل الشرائح الاجتماعية التي قام عليها التلاحم منذ فجر الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وتعززت في كل مراحل النضال والمقاومة في حرب التحرير وحصار السبعين.. وقامت على أساس الشعب في خدمة الشعب، وهو ما يجب أن يتنبه له الجميع لتفويت الفرصة على من يسعى لنشر ثقافة: فرق تسد.

هذا هو واقعنا
والله يمهل ولا يهمل
بارك الله فيك
اخي عبدالعليم