منتديات الصقراليماني


 
الرئيسيةقناة الصقر اليمالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
اضحك لوما تقول بـــس مـــع بركتنـــا {محمد المطري}
برنامج قارئ اليمن - جميع الحلقات... 1 - 30 والاخيرة
البوم يانصيبي لمجموعة من المنشدين اليمنيين كاملا
الحرب السادسة على الحوثيين في صعدة برنامج ظلال ساخنة
كتاب لا تحزن pdf من الشيخ عائض القرني كامل
رحلة الى كيرلا بالتفصيل
المسلسل اليمني (( الثـــأر )) حلقات كامله
الكوميديا الساخره (( خلطة مافيهاش غلطة )) الجزء الثالث
مسلسل كشكوش _ الحلقة الاولى
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
السبت أبريل 15, 2023 10:00 am
الجمعة أبريل 07, 2023 6:02 am
الأحد مارس 19, 2023 6:35 am
الثلاثاء يوليو 06, 2021 7:54 am
الجمعة نوفمبر 29, 2019 9:53 pm
السبت ديسمبر 29, 2018 10:17 pm
السبت أبريل 07, 2018 12:20 am
السبت أبريل 07, 2018 12:14 am









بث مباشر

 

 الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زائر
ضيف
avatar


الـجــــــنــــس : انثى
عدد المشاركـات : 9672
الدولة : الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Ymany10
المزاج : الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي 510

الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Empty
مُساهمةموضوع: الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي   الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي I_icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 3:51 am

الوعي والتدريب والتربية، مقدمة التغيير السلمي.. بهذا طوى العلامة القرضاوي حواره معنا؛ حيث يحيل قضية الاحتجاج إلى مستوى الفعل الحضاري الذي تتبارى فيه الأمم على إثبات حيويتها وإيجابيتها، أما بالنسبة للفتوى النضالية -إن صح التعبير- فهي موصولة بأصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. الشيخ القرضاوي أجاز في حواره التظاهرات والإضرابات العامة ولكن بشروط معينة أهمها السلمية الشديدة، ونفي الإضرار والمنكرات.. وبالطبع يرى أن اجتهاد الفقيه وإلمامه بعلوم الحياة ومقتضيات الواقع يلعبان الدور الرئيسي في قدرته على التأصيل الفقهي لمثل هذه المسائل.. وقدم ضيف الحوار رؤيته على الثورات التاريخية من الحسين رضي الله عنه وابن الأشعث وثورة الفقهاء.. وناقش مقولة الفقيه ابن العربي الذي قال: إن الإمام الحسين قُتل بشرع جده.

الحوار بقدر ما حاول الاقتراب والإجابة عن قضايا مهمة تدور في فلك الاحتجاج إلا أنه يدفع بحزم تساؤلية جديدة للوعي الفقهي المعاصر.
* هل استطاع الفقه الإسلامي أن يؤطر آليات محددة لضبط الاحتجاج والاعتراض السياسي والاجتماعي، وإيقاف تضارب الفتاوى السياسية خاصة التي تمس قضايا الاحتجاج والاعتراض من عينة تحريم المظاهرات والإضرابات ومقاطعة الانتخابات وقد يكون الدليل عند المحرم والمحلل واحدا؟
- أرى أن الأمر مرتبط بقضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي قاعدة كبرى أصل في الأشياء كلها، والمسلم مطالب بأن يأمر بالمعرف وينهى عن المنكر.. الفكرة الإسلامية لا تكتفي بصلاح الفرد في ذاته، وإنما تكلفه أمرا آخر يتصل بغيره، فالفكرة الصوفية التي يقوم أساسها على اعتزال الإنسان للناس واهتمامه فقط بتحسين نفسه وإصلاحها من الداخل، ويترك الآخرين، هذه الفكرة مرفوضة إسلاميا وقرآنيا؛ لأن المسلم مطالب بالاهتمام بغيره ولو من باب التواصي بالحق والتواصي بالصبر؛ حيث يقول الله تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
فيجب على الإنسان من هنا ألا يكتفي بالإيمان والعمل الصالح، وإنما عليه أن يبادر إلى جهد آخر فيوصي غيره بالحق ويقبل من غيره الوصية.. يأخذ ويعطي فلا أحد أصغر من أن يوصي ولا أكبر من أن يوصى، وفي آية أخرى يقول الله: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ } [البلد: 17]، والمرحمة هنا تعني المرحمة بالضعفاء.


وأحيانا أخرى يعبر القرآن عنها بالدعوة، وذلك مثل قوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125]، {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً} [فصلت: 33]، وقوله تعالى: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108]، {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} [آل عمران: 104].

وأحيانا تدخل في باب النصيحة، كما في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم».
وأحيانا يعبر القرآن عن الأمر بالعناوين المشهورة التي تنص صراحة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو فريضة على كل مسلم ومسلمة، وفي بعض الأحيان يكون فريضة عينية على الشخص، وأحيانا أخرى يكون فريضة على مجموع الأمة إذا تعلق الأمر بمنكر أو فساد عام، وفي تلك الحالة يقع هذا الأمر على الأمة بالتضامن، فإذا قام به البعض سقط عن البقية، وإن لم يقم به أحد تأثم الأمة {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78-79]، فالتناهي عن المنكر في تلك الحالة واجب، وأكمل لو شئت الآيات تجد الله يقول: {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [المائدة: 63].
مراتب المقاومة والتغيير
نستطيع أن نقول بعد ذلك إن هذا هو التأصيل الأساسي للقضية، ولا يجوز على هذا الأساس للمسلم أن يقف موقف المتفرج، أو أن يكون محايدا من قضايا الشر أو الظلم أو الفسوق أو العدوان، وعليه هنا أن يقاوم هذه المنكرات، والحديث النبوي الشريف جعل هناك مراتب للمقاومة والتغيير، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».


ومسألة الإنكار بالقلب هذه قد يراها البعض موقفا سلبيا، فالحديث يعني بالقلب هنا أن يحمل الإنسان في قلبه شحنة من الغضب والانفعال والاستنكار للفساد والمنكرات، وقد يقول قائل: كيف يغير الإنسان المنكر بالقلب وهو ساكت عنه؟! نقول: لا، فهذه الشحنة ستظل تحركه إلى أن يقوم بعمل إيجابي، وبعض الأحاديث سمته جهادا، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس من وراء ذلك من الإيمان حبة خردل» وذلك مع الحكام الذين يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون.

فهذا هو أصل الاحتجاج، والحديث هنا جعل التغيير باليد لكل ذي سلطان في سلطانه، فهناك الرجل في بيته تكون زوجته وأولاده في ولايته، والمدير أو الرئيس في شركته يجب أن يغير المنكر بيده، ولا يجوز أن يترك الشر يتفاقم، فالشر أشبه بالحريق، إذا تركت الحريق مشتعلا فسينتهي كل شيء مثلما حدث في مجلس الشورى المصري، ولكن الحريق في حالتنا حريق لا يأكل الأحجار والمباني لكنه يأكل القيم والمعاني، فإذا لم يتمكن المسلم من التغيير باليد فبالقول أو اللسان يعني النصح، كما جاء في الحديث: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر»، وجعله النبي أفضل من الجهاد العسكري الذي قد يذهب إليه الإنسان ويرجع سليما بعكس جهاد اللسان عند السلطان الجائر فهذا يعرض رقبته للمخاطر.
يدخل في هذا ما استحدثه عصرنا من ألوان الاحتجاجات التي لم تكن على عهد السابقين فلم يتطرق لها الفقه، وعلى سبيل المثال كان الإمام المودودي ضد الإضراب عن الطعام كوسيلة ضغط، ولكنني أقول إن هذا جائز إذا لم يجد الإنسان المحتج وسيلة غيره للضغط مثل الذي يحدث في جوانتاناموا، ويجوز له لو وجد نفسه مشرفا على الموت أن يفض هذا الإضراب.
الإفتاء النضالي
* تؤيدون الاحتجاج ضد الظلم وتردونه إلى الأصل الكبير الأمر وهو بالمعروف والنهي عن المنكر.. لكن ما يهمنا هو الدخول في تفاصيل المسألة واضطراب المسألة الإفتائية النضالية، والخفة التأصيلية التي تتعرض لها مسائل مهمة مثل الإضرابات العامة كالإضراب عن العمل والتظاهرات!


- القضية هنا تحتاج إلى توازنات بين المصالح والمفاسد، والمنافع والمضار، فأحيانا يكون الإضراب عن العمل فيه مضرة للمجتمع مثل إضراب عمال المخابز فمن شأنه أن يؤثر على الناس مباشرة، وقد يلجأ الإنسان لهذا السلاح للضرورة بعدما أصبح وسيلة مشهورة في مختلف أنحاء العالم، ولكن إذا وجد أن الأمر سيصل إلى درجة الخطورة فيجب عليه أن يفض هذا الإضراب، ويهمنا هنا أن نشدد على ألا تستغل هذه الوسائل لتحقيق مآرب خاصة أو منافع شخصية أو فئوية أو حزبية.

عموما، الوسائل العامة لها حكم المقاصد، فالوسيلة ليست لها حكم في ذاتها ولكن في المقصد منها، فالبندقية ليس لها حكم في ذاتها فإذا كانت في يد اللصوص وقطاع الطرق كانت وسيلة من وسائل الإفساد في الأرض، ولكنها في يد المجاهد وسيلة من وسائل إحقاق الحق وإبطال الباطل، فأنت تخبرني عن الوسيلة فيم تستخدم فأخبرك عن حلها وحرمتها، وتلك هي الأصول الحاكمة لتقييم هذا النهج.
* هل هناك شروط معينة يجب توافرها في الفقيه الذي يتصدى للإفتاء في مثل تلك المسائل؟ وهل يجب عليه أن يكون ملما بمناهج معينة؟
- نعم، هناك شروط عامة للفتوى والاجتهاد، وقد أجملها الفقهاء الأصوليون في كتبهم بالإحاطة بعلمي الكتاب والسنة، وهناك أناس يتصدون للإفتاء في مثل تلك الأمور، بينما إذا جئته بكتاب تفسير أو حديث تجده لا يحسن القراءة فيه، فيجب على المفتي في تلك الأمور أن يكون على علم بالقرآن وعلومه، يعرف الحديث الصحيح، ويكون ملما بعلم الرجال والجرح والتعديل واختلاف الروايات والرواة، ويجب عليه إذا توقف أمام حديث أن ينظر جيدا في قضيته ومراده.
فهناك مثلا حديث يقول: «بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي»، وهو حديث صححه الكثيرون من العلماء مثل الألباني والشيخ أحمد شاكر، ولكنني عندما رجعت إليه بالتحري والبحث وجدت فيه راويا عليه كلام ومختلفا في أهليته، ووجدت كثيرا ممن خرجوه من أتباع مسند الإمام أحمد قد راجعوا بعضهم وضعفوه.
الشاهد أن المفتي الذي يتصدى للفتوى يجب أن تكون لديه معرفة بعلوم الشرع وأصولها وجذورها ومصادرها، ويجب أن يكون ملما بأصول الفقه ومقاصد الشريعة الكلية.
في انتظار الفتوى


* ولكن فضيلة الشيخ، هناك بعض الأمور يراها من يكون في قلب الحدث ولا يحتاج فيها لفتوى، فلنفرض أن هناك مجموعة من العمال يعملون بمصنع وتم هضم حقوقهم ظلما وعدوانا ثم قرروا أن يضربوا عن العمل لحين استرداد حقوقهم، وقرروا أن تلك مصلحة خاصة يرون فيها حلا لمشكلتهم.. فهل يمضون قدما فيما بدءوه أم ينتظرون فتوى من الفقهاء؟

- كل عمل يعمله المسلم يجب أن يطمئن أنه لا يخالف الشرع، ولنفترض أن أحدا جاءك وقال لك إنك معطل للعمل فهذا حرام، فيجب عليك حينها أن تسأل أهل العلم هل هو حرام أم لا؟ إذا لم يكن الأمر به شبهة فلا حرج من فعله دون الرجوع إلى الفقهاء، أما وأن الإضراب عن العمل قد تدخل فيه الشبهات والخلاف فيجب هنا البحث عن العالم المستوفي للشروط القادر على الاجتهاد والاستنباط حتى نأخذ الفتوى منه، ويجب أن نأخذ الاجتهاد من أهله في محلهم، ويشترط فيه كما قلنا أن يكون عارفا بأصول الفقه ومقاصد الشريعة والمتفق عليه والمختلف فيه، وعلى دراية بمستجدات الحياة وتطوراتها.
الإمام أحمد اشترط فيمن يتصدى للإفتاء شرطا أسماه معرفة الناس، وفسره الإمام ابن القيم بقدرة المفتي على معرفة الحياة وواقعها حتى يزاوج بين الواجب والواقع، فلا يعيش فيما يجب أن يكون دون أن يعرف ما هو كائن وما هو واقع؟
أنا بدوري أفسر مقولة الإمام أحمد بأن المفتي يجب أن يكون لديه قدر من الثقافة المعاصرة، فكيف يفتي أحد في مسائل الحياة العامة من دين وسياسة واجتماعيات أو اقتصاد، وهو لا يعرف شيئا عن تلك العلوم؟!.
أذكر أنني كنت قد كتبت مقالا في قطر منذ حوالي أربعين سنة عن موضوع يتعلق بشكل الجنين في بطن أمه وقضية استئجار الأرحام، وفي متن مقالي تحدثت عن بويضة المرأة، فانبرى أحد المشايخ في قطر، وقال: ما الذي يقوله الشيخ القرضاوي.. هل المرأة تلد أم تبيض!! ما عرف الشيخ شيئا عن المصطلحات والعلوم البيولوجية!


ومثل تلك القضية قضية الهلال والتي أثيرت في المجمع الفقهي، حيث كاد المجمع أن يأخذ برأي الشيخ الزرقا رحمه الله في الاستعانة بالحساب الفلكي في النفي وفي الإثبات، غير أنه رفض رأيه، فقلنا إذن نأخذ بالحساب الفلكي في النفي لا في الإثبات، فإذا نفى الحساب الفلكي إمكانية رؤية القمر لسبب أو لآخر أخذنا به، وكاد المجمع أن يأخذ بهذا الرأي، حتى قام أحد الحاضرين قائلا: من الذي قال إن الحسابات الفلكية قطعية؟ -مع الأخذ في الاعتبار أن تلك الحسابات دقيقة جدا وهي التي كانت الأساس في نجاح الإنسان في الصعود إلى القمر في وقت محسوب بالدقيقة والثانية وتم ذلك بنجاح- ثم يأتي هذا الرجل ويقول إن الحساب الفلكي سيفتح مجالا للاختلاف بين مستطلعي الهلال في المطالع المختلفة.

لذلك فأنا أقول إن المفتي أو الفقيه يجب عليه أن يتحلى بقدر كبير من الثقافة العامة وإدراك الواقع، شريطة ألا يؤثر هذا الواقع عليه فيحاول تبريره بما فيه من منكرات.
* التاريخ الإسلامي مليء بالثورات مثل ثورة الإمام الحسين وثورة ابن الأشعث، وعلى إثرها تضاءل الفكر الثوري من أجل العدل وحل مكانه فكرة الأمن، يعني أن أمن الأمة والجماعة مقدم على كل شيء، وشاعت المقولات من عينة "من شدت وطأته وجبت طاعته"، فما رأي فضيلتكم حول كيفية الاستفادة من تلك الثورات القديمة؟ وهل كان هناك فقه يتحرك به هؤلاء الثوار مختلف عما نفعله الآن في ظل الدولة القومية؟
- مقاومة المنكر ومقاومة الحاكم الظالم كانت هي الفكرة الأساسية التي خرج عليها ابن الأشعث، وسانده الفقهاء في الثورة على طغيان الحجاج وتجاوزاته ولكن كانت النتيجة أن هزموا وقتل منهم الكثير.
هذه الوقائع هي التي دفعت البعض بتقديم فكرة الأمن والاستقرار على فكرة طلب العدل، ونشأت من هنا عملية الموازنة بين الجانبين، حتى إن البعض قال عن الحسين إنه قتل بشرع جده، وأقول إن ثورة الحسين إذا تم النظر إليها من جميع النواحي ومنها الناحية العسكرية فسنجد أن الحسين قد اجتهد في المسألة وفي تقديرها وهو موكول إلى اجتهاده.
وعموما في قضية التغيير سنجد أن الفقهاء اشترطوا شروطا يجب أخذها في الاعتبار عند التغيير بالقوة، أولها ألا يترتب على المنكر منكر أكبر منه.. يعني أن كثيرا من الثورات والانقلابات والخروجات المسلحة تجعل كثيرا من العلماء يحذرون من الخروج المسلح في عصرنا الحديث.
ثورة الحسين


* هل ترى فضيلتكم أن ما قاله الإمام ابن العربي في هذا الأمر بأن الحسين قتل بشرع جده كان تعبيرا صحيحا؟ أم هو حالة من حالات الانهزام النفسي عند بعض العلماء؟

- هذا الأمر مرتبط بنوعية أسلوب العلماء وقدرتهم على التعبير عن الواقع، فأنا على سبيل المثال لا أقبل أن أقول إن الحسين قتل بشرع جده، ولكني أقول قتل مظلوما وقدر تقديرا يجري عليه اختلاف البشر بين بعضهم البعض.
هناك مثال آخر قد يعتد به كمسألة مقارنة في هذا الأمر.. موسى وهارون عليهما السلام كانا نبيين ولكن كانت طباعهما مختلفة، فسيدنا موسى كان طبعه شديدا ويدل على ذلك أنه قضى على رجل من وكزة {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} [القصص: 15]، وأيضا عندما عاد من مناجاة ربه ووجد قومه يعبدون العجل ألقى الألواح في الأرض بالرغم من أن فيها كلام الله، وأخذ رأس أخيه ولحيته وكلمه بحدة وغضب، غير أن هارون كان رقيقا لينا وهذا اختلاف، وكذلك الحسن والحسين؛ فالحسن بويع لإمارة المؤمنين ثم تنازل عنها لمعاوية بالرغم من وجود عدد كبير من جنود أبيه معه، ولكنه أعطى الأمر لمعاوية رضي الله عنه حقنا للدماء، أما الحسين فقرر الثورة بنفسه في هذا الأمر، رغم أنه لم يكن معه نصف قوة الحسن، وإن كنا نرى أن الحسين قد ظُلم في هذا الأمر إلا أننا لا نؤيد ما يفعله الشيعة هذه الأيام بتجديد المأساة عبر لطم الخدود وشق الجيوب وإسالة الدماء على الصدور.
* إنه مفهوم القلة والكثرة {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ} [البقرة: 249].
- يجب أن يكون فهمنا لتلك النقطة فهما شاملا؛ فالإسلام طالب أهل الحق بإعداد القوة وحددها بقدرة الاستطاعة، ولكن هذه القوة يمكن لها أن تغير وتستطيع أن تعمل بها، ويجب أن تحاول مواكبة قوى الباطل الكبرى أو الاقتراب منها، ويجب أن تكون على قدر كبير من الإيمان والعقيدة الراسخة والفهم المتكامل لأبعاد الأزمة، وإلا فلم منع الإسلام أبناءه من مواجهة الكفار أثناء العصر المكي في بداية الدعوة؟ لأنه لم يكن للمسلمين بعد قوة يستطيعون بها مقارعة الكافرين، وكان أي فعل من هذا القبيل وقتها يعد انتحارا محققا، وللأسف نجد أن هناك عقولا تحاول أن تفعل ذلك في عصرنا الآن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
ضيف
avatar


الـجــــــنــــس : انثى
عدد المشاركـات : 9672
الدولة : الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Ymany10
المزاج : الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي 510

الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي   الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي I_icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 3:52 am

يتبع

فضيلة الشيخ.. هناك من يقول إننا لم نتدرب على وسائل الاحتجاج في العصر الحديث، فقد تخرج جموع غفيرة من الناس للتظاهر لتحقيق مطالب مشروعة أو لرفع ظلم معين، ويقوم شخص أو مجموعة أشخاص بالاندساس وسط هؤلاء المتظاهرين ثم يقومون بعمليات اعتداء وتخريب، ثم يتحفظ العلماء ويتشدد الحكام.
- هذه من الأمور التي تحتاج إلى تفصيل وتحوي عددا كبيرا من الجزئيات التي تحتاج بدورها إلى قدر من الاجتهاد في كل قضية من تلك القضايا، ولكن دعني أقول إن المهم في هذا المجال هو تربية الناس وتهيئتها لتحمل مسئولية التغيير السلمي، ففي الغرب قد تخرج مظاهرات احتجاجية بمئات الآلاف وربما الملايين كتلك التي خرجت في أوروبا وأمريكا للاحتجاج على غزو العراق، ورغم ذلك لم يقم أحد بأي أعمال تخريبية، إنما نحن نفتقد للتوعية الصحيحة بقواعد وأصول هذا النوع من الاحتجاج، فقد تجد عندنا في مظاهرة من المظاهرات واحدا يخرج عن الإجماع ويمسك بحجر ويقذفه على الأمن أو المنشآت العامة وما يلبث أن يتجاوب معه الجميع بطريقة العقل الجمعي فيفعلون مثله، وقد يقوم آخر بإطلاق هتاف غير مسئول يثير الفتنة بين أطراف المجتمع ويقلب الأمور جحيما، فموضوع التغيير يحتاج إلى عمل فكري وتربوي قبل القيام بالعمل المادي المحسوس


المصدر : موقع القرضاوي

الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Part2 الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Part1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صقرنيويورك
 
 
صقرنيويورك


الـجــــــنــــس : ذكر
عدد المشاركـات : 1091
الدولة : الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Ymany10

الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي   الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي I_icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 5:56 am

شكرا مشاركه مميزه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
ضيف
avatar


الـجــــــنــــس : انثى
عدد المشاركـات : 9672
الدولة : الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Ymany10
المزاج : الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي 510

الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي   الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي I_icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 6:40 am

شكرا لك اخ مجدي علي محمد علي ناشر العشملي
نتمني لك التوفيق والنجاح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صقرنيويورك
 
 
صقرنيويورك


الـجــــــنــــس : ذكر
عدد المشاركـات : 1091
الدولة : الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Ymany10

الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي   الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي I_icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 7:28 am

نتمني لك التوفيق والنجاح اخي عبدالعليم

كيف عرفت اني مجدي

وشكراً على هذه المواضيع ممتازة وروعه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ياسر
نائب المدير العـــام
  نائب المدير العـــام
ابو ياسر


الـجــــــنــــس : ذكر
عدد المشاركـات : 22622
الدولة : الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Ymany10
  : الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي 70

الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي   الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي I_icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 8:03 am

دعاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
ضيف
avatar


الـجــــــنــــس : انثى
عدد المشاركـات : 9672
الدولة : الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Ymany10
المزاج : الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي 510

الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي   الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي I_icon_minitimeالإثنين فبراير 16, 2009 9:05 am

الاخ مجدي وهل يخفي القمر

اشكرا اخي ابو ياسر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صقرنيويورك
 
 
صقرنيويورك


الـجــــــنــــس : ذكر
عدد المشاركـات : 1091
الدولة : الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Ymany10

الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي   الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 17, 2009 7:39 am

والله انا انت القمر
يا قمر المنتداد
وشكراً

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوعي والتربية ضمانة الاحتجاج السلمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصقراليماني :: المنتديات الاسلامية ::  القسم الاسلامي العام-
انتقل الى: