أخي الحبيب فهد
لا شك أنك الآن وأنت تقبع في زنزانة الظلم الجمهوري في اليمن الجديد تشعر بعظمتك وقوة روحك كيف لا وأنت من تربى على حرية الروح وكرامة النفس وتلك العزة المستمدة من العزيز الجبار المنتقم.
أتحدث إليك وكلمات المصطفى صلى الله عليه وسلم تلوح في أفق شموخك وهو يقول (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) , تكلمت في حين آثر كثيرون الصمت تحت وطأة الخوف والحرص على الحياة رغم قساوتها وحقارة عيشها في ظل استبداد وظلم كبيرين , حياة ساد فيها حكم القوي على الضعيف والحاكم على المحكوم واستعلت سلطة القبيلة والنفوذ على سلطة القانون والدستور .
عزيزي ..
لا أزال أذكرك وأنت في بداية مشوارك النضالي تتغنى بأوجاعنا وتحول جراحنا أغنية تعزفها على قيثارة حسرتنا فيبزغ من بين ظلام الآلام نور الآمال , ولا زلنا نحبك كما كنا ونفتخر بك ونعتز بتواجدك في ساحتنا كشاهد على العصر ومترجم للواقع بأسلوبك الانسيابي الذي تسلل إلى عقول وقلوب الملايين , كثيرون ألئك الذين أبدوا تخوفهم من انطفاء وهج كلماتك حين سافرت إلى الشقيقة مصر للدراسة هناك ولا أعتقد أن سوء الظن كان الدافع الأكبر هنا لكنه الحب الذي سكن في قلوب هؤلاء والأمل الذي غرسته كلماتك في أفكارهم جعلهم يتخوفون عليك لا منك , وعدت من جديد فكنت كما توقع آخرون - كنت أحدهم- قوياً عزيزاً لم تغتر بما وصلت إليه ولم تثنيك المادة عن مواصلة عطاءك الوطني الصارخ في وجه الفساد فخرجت من تلك المنحة كما كنت بل كنت الأقوى , وها أنت وقبل ذلك تعترضك المحن وتقف أمامك العقبات وتصيبك العقوبات ولا زلت على العهد وفياً لمبدئك معتزاً بأفكارك فكنت عملاقاً بمجرد كلمات هزت عرش السلطان و حركة أذيال سطوتها المنتفخة لترميك في غياهب السجن .
أخي فهد
لا عليك فأنت على ذاك الدرب الذي سار عليه البنا وسيد والبيحاني والزبيري وغيرهم ممن يفخر بهم تاريخ أمتنا الحافل بالرجال فنالوا ما نالوا وتجرعوا من الويلات ما تعجز عن وصفه الآهات وتسقط أمامه صغار الهامات فسجلهم التاريخ في أنصع الصفحات ونالوا وسام الشهيد وأسأل الله أن يكونوا كذلك.
أيها الرجل في زمن غابت فيه الرجولة وندر أن تجد رجلاً في كل هذا الكم الهائل من الذكور اعلم أن هذه القيمة التي ترسخت فينا - نحن محبيك – ما كانت لتبلغ هذا المبلغ لولا المبادئ التي تسكن بين أضلاعك ولولا الأفكار التي تشربتها صافية نقية من منهجية تستمد عظمتها من الله ..
فامض على الطريق أيها الفهد الجسور ولا تخش إلا الله ولا تنهزم أمام سلطة القهر واعلم أنك المنتصر ومن كان مع الله كان الله معه ..
أخي الحبيب..
كان الزبيري بشعره ثورة أيقظت العملاق الذي لم يهدأ حتى أسقط الحكم الكهنوتي الظالم , وكأني بك والزبيري على ذاك الدرب إلا أن ثورة فنك سلمية ولكنها لا تزال تبعث الروح في العملاق من جديد ومهما طال ليل الظلم فلابد لشمس العدالة أن تشرق من جديد لكنها سنة الله في التغيير , ولابد من التضحيات وهنيئاً لك أن كنت ممن سجله التاريخ في صفحة بيضاء تستعصي على الشطب.
أخي فهد..
كان أجمل ما في رسالتك إلى فخامة الأخ الرئيس هو الجزء الأخير منها ويعلم الله أن قشعريرة استسلم لها جسدي على وقع تلك الكلمات فواصل فسهام الليل لا تخطيء ولكن لها أمد وللأمد انقضاء ..
مع التحية
صديقك من خلف حدود الوطن
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
موضوع: أيها العملاق مع التحية * مغترب يمني 
الخميس مايو 29, 2008 12:26 am
