سبق إعلان الوحدة منتخب اليمن الموحد .. افتتاحية لابتهاجية كب

سبق إعلان الوحدة
منتخب اليمن الموحد .. افتتاحية لابتهاجية كبرى.

* لعب الرياضيون الدور البارز والهام في وضع الخطوات الأولى نحو تحقيق وحدة اليمن .. وكانت الرياضة منذ وقت مبكر تعمل على إذابة الفوارق.. وتقرب المسافات المتباعدة بين أبناء الوطن .. ونسجت خيوط الترابط والتلاحم واخترقت حواجز التشطير - البغيض .. ولمت شمل الأسرة اليمنية الواحدة ووضعت الخطوات الأولى لتحقيق هذا المنجز العظيم .
* الوحدة اليمنية كانت حلم كل أبناء الوطن اليمني بدون استثناء .. وكانت تطلعات وأماني صادقة ونبيلة يختزنها كل إنسان يمني (رجلا وامرأة وطفلا وكهلا وشابا) .. يتطلعون جميعاً إلى اللحظات التاريخية التي يتوحد فيها شعبنا اليمني أرضاً وإنسانا .
* الرياضيون والشباب وقياداتهم آنذاك لم تكن الوحدة اليمنية بالنسبة لهم مجرد حلم فقط .. بل ترجموا هذا الطموح بالعمل على أرض الواقع .. وكانوا السباقين لوضع اللبنات الأساسية والجادة نحو تنفيذ مشروعهم الوطني العظيم .. واوجدوا قنوات التواصل في ما بينهم من خلال إقامة الفعاليات الرياضية والمسابقات الموحدة على مناسبات مختلفة .. وكانت البداية عامي 1971م و 1972م حين نظمت أول بطولة كروية على كأس 26 سبتمبر وشارك فيها منتخبا اليمن وفريق من الجماهيرية الليبية .. ثم واصلوا مساعيهم نحو هذا الهدف العظيم واستمر التواصل والزيارات بين عدن وصنعاء وفي عام 1980م تمخضت أول اتفاقية عمل مشتركة تهدف إلى تعزيز العلاقات الشبابية والرياضية بين أبناء الوطن الواحد .. وعمدت القيادات الشبابية إلى تنفيذ البرنامج المشترك وأطلق المشروع عام 1981م بتنظيم مسابقات وبطولات للفرق أبطال الدوري في مختلف الألعاب التي تمارس وسميت البطولات باسم كأس اليمن الموحد وأقيمت هذه المسابقات لأبطال الدوري في صنعاء وعدن وشاركت فرق التلال وشمسان والوحدة من عدن والشعب والوحدة من صنعاء, بالإضافة إلى منتخبات صنعاء والحديدة ولحج وحضرموت وأقيمت بعد ذلك بطولة كأس الاستقلال الوطني التقى فيها فرق التلال من عدن والأهلي من صنعاء.
* واستمرت عملية التواصل بين أبناء الوطن من خلال المشاركات بالدورات التدريبية الموحدة للإداريين والحكام والمدربين وإقامة المعسكرات الرياضية المتبادلة والمباريات الودية للأندية والمشاركات أيضاً بالمخيمات الشبابية السنوية في صنعاء وفي عامي 1988م-1989م تم تكوين أول منتخب يمني موحد لكرة القدم لخوض لقاءات ودية مع منتخبي السودان في صنعاء وأثيوبيا في محافظة أبين .. وكانت هذه أهم الخطوات الجادة التي تقدم عليها القيادات الشبابية والرياضية بتشكيل منتخب وطني موحد يلعب تحت اسم اليمن .. وبهذا المنتخب استطاع الرياضيون الاقتراب بخطواتهم نحو هدفهم العظيم .. وقضيتهم الوطنية المتمثلة في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية .. حلم كل أبناء الوطن .. وكان شرف عظيم لهؤلاء النجوم الكرويين الذين تم اختيارهم لتمثيل منتخب الوطن الموحد .. ويعيشون في واحد من أبرز الشواهد التاريخية الرياضية التي جسدت الوحدة اليمنية قبل إعلانها .. ليظل التاريخ يتذكرهم .. وتظل الأجيال المتعاقبة تتحدث عنهم وعن نضالهم الوطني العظيم الشريف وإخلاصهم لقضيتهم التي ظلوا يناضلون من أجلها دون كلل أو ملل حتى نالوا مبتغاهم في تحقيق وحدة الوطن المباركة في 22 مايو 1990م .
* منتخب اليمن الموحد
* قائمة الشرف لنجوم منتخب الوطن الموحد عامي 1988م و 1989م تتكون من الجهاز التدريبي : الدكتور عزام خليفة الذي اختير مدرباً للمنتخب والكابتن /سالم عبدالرحمن الذي اختير مساعداً له .. وجهاز طبي مكون من الدكتور/عبدالرحمن الشرجبي طبيب وعلي عمر العطار مدلكاً .. وقاسم أحمد علي . ومحمد شرف أحمد
واللاعبون هم:
- الكابتن أبوبكر الماس/كابتن المنتخب - التلال عدن
- جمال حمدي - المجد صنعاء
- ناصر الرويس - شباب الجيل
- شرف محفوظ - التلال
- أمين السنيني - الزهرة سابقاً
- أنور عديني - الأهلي الحديدة
- فياض بغدادي - شعب صنعاء
- وجدان شاذلي - وحدة عدن
- خالد العرشي - وحدة صنعاء
- على موس - الشعلة عدن
- أحمد الأحمدي - وحدة عدن
- يحيى جعرة - أهلي صنعاء
- كامل صلاح - التلال عدن
- جلال زحيري - التلال عدن
- إبراهيم الصباحي - شعب إب
- ياسين محمود - الوحدة عدن
- عادل الأشول - أهلي صنعاء
- حسن صالح - الشعلة عدن
- عبدالجبار عباس - الميناء عدن
- محمد حسن أبو علاء - الشعلة عدن
- رامي عبدالرزاق - أهلي الحديدة
- بالاضافة إلى الكابتن عبدالله باعامر الذي اعتزل في لقاء المنتخبين اليمني والسوداني في أبين.
د/عزام: اعتزازي كبير لقيادة أول منتخب يمني موحد
* الدكتور عزام خليفة مدرب المنتخب الوطني الموحد لكرة القدم عام 1988م قال : كانت سعادتي لا توصف عندما كلفت بتدريب أول منتخب يمني موحد وكانت ثقة كبيرة نلتها من الأخوين الدكتور محمد أحمد الكباب وزير الشباب والرياضة في صنعاء ومحمد غالب احمد رئيس المجلس الأعلى للرياضة في عدن .. وكان ذلك عقب عودتي مباشرة من الدراسة في الخارج.
* وأضاف: كان اعتزازي كبير كوني احد العناصر التي أسهمت في تشكيل أول منتخب يمني موحد والتي تعد الخطوة الأولى نحو لم شمل الأسرة اليمنية الواحدة وتحقيق الهدف الأسمى والحلم الكبير والعظيم المتمثل في إعادة توحيد الوطن .
* منوهاً إلى أن تشكيل المنتخب الموحد هو جزء بسيط مما قدمه الرياضيون لتحقيق الوحدة اليمنية ليؤكدوا أنهم سباقون دائماً في تعزيز وتعميق الروابط الوطنية على مستوى الوطن , وقال في نهاية حديثة .. المشاعر كانت لا توصف وأنا أقف على رأس هرم الجهاز التدريبي لهذا المنتخب الذي يعتبر حدثاً تاريخياً يبعث الاعتزاز والفخر لكل من شاركوا فيه.. والذي عمل في تحويل التاريخ والتفاف الجماهير الرياضية مع المنتخب في المباريات التي أقيمت بمناسبة أعياد سبتمبر وأكتوبر عام 1988م .. وتمنياتنا القلبية لكل من شارك في مثل هذا الحد ث بالصحة والسعادة .. وللشعب اليمني التقدم والازدهار.

الماس قائد المنتخب: حلمنا تحقق.. والمنتخب سطر تاريخاً ستتناقله الأجيال
* الكابتن/ ابوبكر الماس قائد المنتخب اليمني الموحد .. قال: جاءت فكرة تشكيل المنتخب اليمني الموحد للمشاركة في المناسبات الوطنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر في صنعاء وعدن واللعب ضد منتخبات أثيوبيا في أبين والسودان في صنعاء .
وأضاف .. بالنسبة لي كان حلماً أن ألعب ضمن صفوف منتخب اليمن الموحد .. وكنت كلاعب فخوراً بأن أكون قائد أول لهذا المنتخب الذي سطر تاريخ وستظل الأجيال تتذكره على مر العصور .. وكان جميع اللاعبين يعيشون لحظات تاريخية لا توصف وهم يشكلون الوحدة قبل إعلانها ويلعبون تحت اسم اليمن الموحد .
ونوه الماس إلى أن تحقيق الوحدة اليمنية كان حلماً يراود كل يمني في جنوب الوطن وشماله .. وبعد أن شعر برغبة الناس في تحقيق الحلم عندما كان يلعب ضمن المنتخب الجنوبي خارج الوطن يجد المغتربون هناك يجمعون علمي الدولتين ببعضهما ويرفعوا صور الرئيسين وكان يحلم أن يتحقق ذلك الحلم العظيم وأن يكون ضمن منتخب يمني موحد ويشارك في المحافل الدولية العربية والقارية .
مشيراً إلى أن جميع اللاعبين كانوا سعداء بلقاء بعضهم وكان لقاء الأخوة والأحبة وكان الجميع يتوقون إلى أن معايشة يوم إعلان الوحدة رغم أنهم كانوا يشعرون أن الوحدة بالنسبة لهم كشباب قد تحققت منذ وقت بعيد من خلال مشاركاتهم في العديد من البطولات الكروية التي شاركت فيها أندية من العاصمتين صنعاء وعدن .
وفي ختام حديثه قال الماس: كنا قائدي المنتخب أنا والكابتن جمال حمدي قد تلقينا دعوة خاصة من الشيخ المرحوم فهد الأحمد الجابر الصباح رحمه الله عندما كان رئيس اتحاد الكرة الكويتي رئيس اللجنة الاولمبية لحضور كأس الخليج عام 1990م وكانت الدعوة خاصة لنا كقائدي أول منتخب يمني موحد .. وعند حضورنا بطولة كأس الخليج قدم الشيخ فهد الأحمد دعوة لاستضافة أول منتخب يمني موحد لإقامة معسكر إعداد في دولة الكويت لأنه كان يحب اليمن وأهل اليمن ويحلم بتحقيق وحدته.
شرف: عشنا عظمة الوحدة قبل أن تعلن.. وتلك الأيام لا تنسى

*الكابتن /شرف محفوظ صاحب أول هدف سجل باسم منتخب اليمن الموحد في مرمى المنتخب الإثيوبي.. تحدث وقال: الرياضيون دائماً هم السباقون قبل السياسيين في تحقيق الوحدة المباركة .
وأضاف .. لقد كان للرياضيين دور بارز في تحقيق هذا الحلم العظيم وعملوا على تعميد وحدة الوطن رياضياً وجماهيرياً.
منوهاَ إلى أنهم لاعبو منتخب اليمن الموحد حظوا جميعاًَ بهذا الشرف العظيم .. والذي يعتبر تاريخاً لا يمكن أن ينسى وسيظل علامة بارزة يتذكرها الأجيال على مدار التاريخ.
وأشار .. لقد شعرنا من أول يوم التقينا فيه ببعضنا ونحن من محافظات مختلفة تحت اسم اليمن الموحد .. بالفخر والاعتزاز .. وشعرنا أننا نتميز عن بقية الناس لأننا حظينا بهذا الشرف العظيم .
وواصل حديثه بالقول: كانت تغمرنا فرحة اللقاء ببعضنا وكانت تسود لقاءاتنا روح المحبة والألفة والارتياح .. ولم نكن نشعر بفوارق أو امتيازات أو حدود تفرقنا عن بعضنا..
ورغم أننا في حينها لم نعرف متى ستتحقق الوحدة إلا أن الشعور في الأعماق كان راسخاً بأننا نعيش الوحدة اليمنية على اعتبار أن هذا الوضع هو الذي يجب أن يعيشه اليمن.
وقال شرف في ختام حديثه: كانت لحظات عشناها عند استدعائنا للعب تحت اسم اليمن الموحد ولا استطيع أن أصفها أو أعبر عنها .. وكان اختيار المنتخب اليمني الموحد عام 1988م للمشاركة في أعياد ثورتي سبتمبر وأكتوبر, فقد لعبنا مباراتين في محافظة أبين على ملعب الشهداء أمام المنتخب الإثيوبي وتعادلنا بالمباراتين بنتيجة (1/1) وقد سجلنا هدف التعادل في المباراة الأولى كان ذلك بالعيد الوطني لثورة 14 أكتوبر ولعبنا مباراة واحدة في صنعاء أمام المنتخب السوداني بمناسبة العيد الوطني لثورة 26 سبتمبر.

الرويس: فخورون بتمثيل اليمن الواحد عام 88م واليوم العظيم صنعه القائد الحكيم
* أما الكابتن/ ناصر الرويس صاحباً ثاني هدف لمنتخب اليمن الموحد في مرمى المنتخب الأثيوبي .. قال: كنا نشعر بالفخر والاعتزاز أننا اخترنا لتمثيل اليمن الموحد قبل وحدة الوطن .
وأضاف .. كنا نحلم بهذا اليوم العظيم الذي تذوب فيه حدود التشطير ويصبح اليمن موحداً .. فكيف ونحن نحظى بهذا الفخر الكبير والشرف في أن نكون أول لاعبين نمثل اليمن الموحد قبل الوحدة .. كان شعورنا جميعاً لا يوصف وكنا محظوظون وتحقيق الوحدة نعمة .. لأن التاريخ سيظل يتذكرها وتتذكرها كل الأجيال .
ونوه قائلاً : عندما التقينا اللاعبين ببعضنا كانت لحظات رائعة شعرنا بأننا التقينا بأهلنا وبإخواننا وبأسرنا .. وأن الحواجز والحدود تلاشت ولم يعد شيء يفرقنا .
وواصل حديثه بالقول: من خلال لقاءاتنا بالقيادات السياسية والرياضية العليا كنا نشعر بحماسهم وحرصهم على تحقيق الوحدة اليمنية وأن ذلك سيتحقق قريباً بالإعلان الرسمي لتحقيقها وبالفعل تحقق اليوم العظيم على يد صانع الوحدة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.
وقال في ختام حديثه: لقد شكل المنتخب اليمني الموحد للمشاركة في أعياد الثورتين سبتمبر وأكتوبر .. وقد لعبنا مباراتين أمام المنتخب الأثيوبي في محافظة أبين باحتفالات العيد الوطني لثورة 14 أكتوبر و تعادلنا في المباراتين (1/1) وسجلت أنا هدف التعادل في المباراة الثانية .. ولعبنا مباراة في صنعاء أمام المنتخب السوداني بعيد ثورة 26 سبتمبر واعتقد اللقاء انتهى بفوز منتخب السودان (2/1).

فياض: وحدة الوطن قوة.. وعزة ونمو وترابط بين الإنسان والأرض

أما الكابتن/ فياض علي بغدادي فقد قال: كان شعوري طيباً عندما اُستدعيت إلى تشكيلة أول منتخب وطني موحد لكرة القدم عام 1989م , وكان شعوراً لا يوصف , خصوصاً تجاه اللجنة الرياضية التي قامت باختيار الكوادر الرياضية المتميزة إلى صفوف المنتخب الوطني الموحد للشطرين الشمالي والجنوبي .
وقد أعطتني هذه الدفعة القوية الفرصة للالتقاء بإخواني اللاعبين المميزين فيما كان يسمى بالشطرين الشمالي والجنوبي سابقاً حول كل ما من شأنه تعزيز القدرات الرياضية في الدخول إلى المباريات العربية والإقليمية والدولية لرفع راية الرياضة اليمنية الموحدة عالياً في ظل الظروف والمتغيرات العربية والإقليمية والدولية التي كانت تمر في غاية التعقيد , كما أن قناعاتي الشخصية في ارتياد الرياضة لليمن الموحد ودخولها إلى آفاق متقدمة في النجاح والاستمرارية المتجددة المبنية على القناعة المشتركة , جاءت بمردوداتها على التخاطب مع الآخرين وامتلاك المكانة الريادية التي تتناسب مع ما تمثله هذه الأمة من ثقل ورقم جغرافي وحضاري في التاريخ الإنساني .
فقد كنت أشعر بالأسى والحزن العميق , خصوصاً عندما كنت أستمع لإذاعتي ما كان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطي الشعبية سابقاً , وكنت حينها أتخيل أن تشطير الوطن إلى شطرين يعني تعميق الفرقة والجفاء بين الأسرة الواحدة ذات الأصل الواحد وإيجاد الفوارق التي لا تخدم سوى أعداء الوطن والحاقدين على تقدمه وتطوره ليبقى هزيلاً في ظل التشطير , وعندما لعبنا تحت راية الوطن الواحد كنت أشعر بسعادة وامتنان كبيرين , حيث أن جرح اليمن المجزأ التأم والى الأبد, وكانت إرادة الله تعالى وإرادة الشرفاء في توحيد يمن الثاني والعشرين من مايو 1990م أقوى , كما أنني كنت مسروراً , حيث ذهبت وزملائي الرياضيين ((المنتخب الموحد)) في وسط الميادين الرياضية الخارجية تحت راية واحدة وقلب وهدف واحد, رغم أننا لم يسبق لنا الالتقاء من قبل إلاٍّ أن حبنا لوحدة الوطن التي كانت بالنسبة للجميع في الشطرين الشمالي والجنوبي سابقاً , حلماً ومطلباً استراتيجياً وحيوياً هاماً, لأنها تعني لي ولجميع أبناء الشعب اليمني العزة والقوة والنمو والترابط بين الإنسان في الأرض

:شكرا: :دعاء: