الرقيه الشرعيه

موضوع: الرقيه الشرعيه الأحد مايو 04, 2008 12:21 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

الرقيه الشرعيه

آخي المريض :

اعلم أن الله- عز وجل – حين ابتلاك بهذا المرض ورضيت بقضاء الله وقدرة. كان ذلك دلاله حب من الله ليطهرك ويمحصك من ذنوبك ومؤشراً لمحاسبة نفسك . وليذكرك بحقيقة الدنيا الفانية فلا تتماد فيها وعليك بالأخذ بالأسباب الشرعية لعلاجك ,عن انس رضي الله عنه – قال : قال رسول الله r - إن عظم الجزاء مع عظم البلاء .

وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) . أخرجه الترمذي في سنته 3298 .

الشيخ /عثمان بن ناصر العثماني

من أسباب دفع البلاء :

1- اليقين وحسن الظن بالله- عز وجل – ألا يقول : أجرب كلام الله بل يتقين بأن فيه الشفاء فهو الأصل في العلاج , قال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)( الإسراء: من الآية82 )

2- معرفة عظمة الخالق والالتجاء إليه والتعليق به والتوبة إليه و دعاؤه فهو الشافي وحده. فإن أصابك بلاء فرقبتك على نفسك - إن استطعت - أفضل من رقبة غيرك عليك .

3- حفظ العبد ربه بامتثال أوامره كالمحافظة على الصلوات جماعة في المسجد. عن جندب بن عبد الله-t – قال : قال رسول الله r : (من صلى الصبح فهو في ذمة الله . فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء . .) رواه مسلم

واجتناب نواهيه كترك النظر المحرم والابتعاد عن الشاشات الهابطة التي أضرت كثيراًً من الأسر وتسببت في شقائها وعدم استماع الأغاني وترك حضور الحفلات المنكرة قال - r (احفظ الله يحفظك ) أخرجه الإمام احمد في مسندة( صحيح الجامع7957).

4- الإكثار من الأوراد و الأذكار المستمدة من القرآن الكريم والسنة المطهرة وذكر الله في كل حال كأذكار ما بعد الصلاة و الورد اليومي من القرآن وأذكار الصباح و المساء و أذكار النوم ولاستيقاظ منه . قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)(طـه:124).

5- المداومة على الأعمال الصالحة التي تقوي الإيمان وقد سئل النبي r : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : ( أدومها وإن قل ) رواة البخاري .

ومن الأعمال الصالحة :

أ‌- المدومة على قراءة و حفظ ما تيسر من القرآن . وتدبر آياته , و المكث في المسجد .

ب‌- المداومة على العبادات التطوعية كالسنن الرواتب وقيام الليل وصلاة الضحى و الوتر .

ج‌- بر الوالدين , وصلة الأرحام حتى وإن قطعوا .

د‌- صيام التطوع , كصيام الأيام البيض والإثنين والخميس , وأيام العشر وعاشوراء , وست من شوال .

هـ- إستغلال الوقت فيما يفيد , كطلب العلم الشرعي , و الأمر بالمعروف

و النهي عن المنكر .

و‌- إختيار الصحبة الصالحة المعينة عن الخير .

ز‌- الإحسان إلى الناس وبذل الصدقة , قال رسول الله r : ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة , ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا و الآخرة من ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ..) رواه مسلم

وعن أبي إمامة - t - : قال رسول الله r : ( داووا مرضاكم بالصدقة ) صحيح الجامع ( 2358 )

العين هي المرض الغالب على الناس :

قال رسول الله r : ( أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله و قدرة بالعين ) صحيح الجامع (477/3)

قال فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين – حفظه الله - : العين يتبعها شيطان من شياطين الجن , فتؤثر في المعين بإذن الله الكوني القدري , لقوله r : ( العين حق , ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ) صحيح الجامع ( 4147 )

أمثلة على العين :

الآلام المتنقلة في الجسم وبعض أمراض السرطان أو الجلطة أو الربو أو الشلل أو العقم أو السكر أو الضغط أو عدم إنتظام الدورة الشهرية للنساء أو بعض الأمراض الباطنية كالقولون أو الأمراض النفسية كالإكتئاب و الوسواس ومرض التوحد .

منهج الرسول r في العلاج :

الجمع بين الأصل الدوائي وهي الرقية الشرعية والسبب الدوائي وهي الأمور المادية الطبية .

قال رسو ل الله r : ( عليكم بالشفائين : القرآن و العسل ) . أخرجة ابن ماجة في السنن (2/1143) بإسناد صحيح

من الأمور المجربة النافعة في الرقية الشرعية :

v القراءة بنية الشفاء لهذا المرض : فالقرآن لو نزل على الجبال لصدعها أفلا يشفي جسماً من لحم و دم . قال ابن القيم رحمة الله : ( فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية و البدنية و أدواء الدنيا و الآخرة ) , حتى ولو طالت المدة , قال تعالى : ( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً)(الطلاق: من الآية7)

v القراء ه بنية الدعوة والهداية للمريض وللمتلبس ( الجان ) : فنجد التأثير العجيب بدون مخاطبه الجان لما للمخاطبة من تأثير سلبي على المريض

v القراءة بنينة الاتهام :إعمالا لحديث الرسول r : (من تتهمون ؟)(صحيح الجامع)(556) .

وقد يتذكر المريض شخصا أو أكثر في حادثه أو موقف معين ارتبط بمرضه . أو رؤيا يراها أو ترى له حتى ولو كثر العائنون مع العلم أن هذه لإادلة ظنية لا يقطع بها , ولكن يستأنس بها مع إحسان الظن بالجميع قال فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين _ حفظه الله : (ليس في الاتهام فتح لباب العداوة و البغضاء كما يظن البعض فإن العين لا يخطر ضررها ببال العائن فالاتهام لإنسان ما ليس جزما ًبأنه العائن إنما هو إعمال للحديث وتكون من أسباب الألفة والمحبة لنفع المسلم وإزالة الضرر عنه فيؤخذ من الأثر المفيد من عرقه أو ريقه أو شيء مما مسه كاليدين ولو بدون علمه ويصب على المعين فإنه يبرأ_ وهو نافع _ بإذن الله تعالى ) والشرب أبلغ كما دلت عليه التجربة في الأمراض الداخلية في الجسم .

v القراءة التصويرية : هي تصور معاني الآيات و التأثيرات لا مجرد القراءة فقط . وانظر طريقة الشيخ الإسلام ابن القيم – رحمة الله – كيف تصور مريض النزيف حيث شبة الأرض بالإنسان و النزيف بالمطر , ( الأرض في بلعها للماء , والإنسان بتوقف النزيف و أن هذا النزيف بلعته تلك الأرض , وأن مصدر النزيف أقلع , وأن النزيف غامض , وأن الأمر إنتهى ) عندما قرأ على المريض : قال تعالى : (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (هود:44) كتاب زاد المعاد – الجزء الرابع – 358

علامة الإنسان المصاب بالعين :

الأعراض إن لم تكن مرضاً عضوياً فإنها تكون غالباً على هيئة (صداع متنقل – صفرة في الوجه – كثرة التعرق والتبول – ضعف الشهية – تنمل أو حرارة أو برودة في للأطرف –خفقان في القلب – الم متنقل أسفل الظهر و الكتفين – حزن وضيق في الصدر – ارق في الليل- انفعالات شديدة من خوف وغضب غير طبيعي - كثرة التجشؤ, والتثاؤب والتنهد – الانعزال وحب الوحدة – الخمول والكسل والميل إلي النوم – مشاكل صحية بلا سبب طبي معروف) وقد توجد هذه العلامات أو بعضها حسب قوة العين وكثرة العائنين .

الآيات و الأوراد التي تقرأ على المريض , وطريقة تطبيقها :

(( القرآن كله شفاء ))

وإليك بعض الآيات : سورة الفاتحة , آية الكرسي , (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة:137) خواتم البقرة , (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّابِاللَّه)(الكهف: من الآية39) , ( فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ 3 ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ 4 )(الملك :الآية3\\\\4 )

(وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ 51 وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ 52 ) (القلم :51\\\\52)

سورة الإخلاص والمعوذتين , ( يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) (الأحقاف :31)

( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) (الإسراء : 82)

( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاء)(فصلت: من الآية44)

(وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (الشعراء :80) , ( وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ)(التوبة : من الآية14)

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (يونس : 57) , (وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الأنعام : 13 )

(وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (هود : 44)

(وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْو (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5) ) (الانشقاق : 3/5)

أولا مرحبا بك أخي الغالي باصهيب
ومن ثم أشكرك وبارك الله فيك على ما قدمت
لك سلامي
ونتمنى أن تواصل العطاء النافع