رسالة عتــــــاب

إليك أخي...

أهمس بهذه المعاني... و أذكّرك بأيام الدعوة الخوالي و نحن نردد:



الكفوف في الكفوف *** فاشهدوا عهودنا

الثبات في الصفوف *** و المضاء و الفناء



فكما أن الإيمان بالجنة يدفع إلى سباق في الجهاد... فإنه أيضاً يدفع إلى سباق آخر في الطاعة و الحب الأخوي... إنها طاعة مميزة ليست ككل طاعة... يعتبرها الدعاة ركناً في إيمانهم..



قومٌ يرون الحق نصرَ أميرهم *** و يرون طاعة أمره إيماناً



إن هذه الطاعة توجب علينا حق التذكير و نحن منك بمنزلة الدليل... فاحرص على أن تعي بقلبك... المعاني.. فإنه ما كان للدعاة وقد ذاقوا حلاوة الطريق و تشابكت منهم الكفوف... ما كان لهم أن يتخلفوا عن السير نحو أفراح الآخرة... ولا يرغبوا بأنفسهم عن حاجات الدعوة..



ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا غبار في سبيل الله ولا يتكلمون كلمة تغيظ الأحزاب الأرضية ولا ينالون من ملحد نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح، إن الله لا يضيع أجر المحسنين. ولا ينفقون نفقة من التعب صغيرة أو من الهول كبيرة ولا يجوبون مكاناً إلا كتب لهم، ليجزيهم الله أحسن ماكانوا يعملون.



و كيف يتلذذ داعية براحة و هم قد لقنوه من أول يوم ينشد:



في ضميري دائماً صوت النبي

آمراً : جاهد و كابد و اتعبِ

صائحاً : غالب و طالب, و ادأبِ

صارخاً : كن أبداً حراً أبي



و كذلك من حقك أخي علينا... التناصح و التغافر الذي عدّه عمر بن عبدالعزيز من إحسان الصلات الإخوانية و واجباتها في قوله:

" من وصل أخاه بنصيحة له في دينه و نظر له في صلاح دنياه فقد أحسن صلته و أدى واجب حقه ".



فاسمح لي... أخي الكريم... أن أسألك... و أهزّ كتفك هزة إيقاظ:



أين أنت من مناشطنا الدعوية؟



لماذا تفتقدك... وأنت صاحب العزمات؟



بل كيف تأذن لإغراء الدنيويات أن تسامرك؟



بل كيف يعوقك قدم الدنيا عن سرعة الانطلاق؟



راجع أخي رصيد حضورك معنا...



و ثق...



أن الدنيا بعد الدعوة لا تكاد تعدل جناح بعوضة عند اللبيب الذي ذاق لذة التعب و البذل لله..



أما أنت أخي...



يا من تشاطرنا الهمّ بالهمّ... و لحضورنا تلتزم و تهتم...



فإني و الله عرفت بوجهك معنى الإخاء



و من عزماتك أجني الإباء



و أهتف كالنسر: إن الولاء



ولاء الأبيّ لربّ السماء



و إن قصُرت يدي عن مكافأتك فلن يعجز قلبي عن الدعاء لك... و للجميع..



فأنت... تسابق أصحابك لحمل حمل ثقيل من تكاليف الدعوة لتكون يوم الجمع على الأشهاد.. صاحب الميزان الثقيل..

:بارك الله فيك:

شكرا ذكرتني
هذه المقتطفات من كتب الدعوي محمد الراشد
العوائق... الرقائق.. المنطلق
شكرا لك