ما أجمل الديمقراطية في بلادنا وما أروعها ولذلك يجب ان نحافظ عليها وأن لا نجعل منها معولاً للهدم ولكن للبناء لا معولاً للتحريض, والتخريب فنحن نرفض مطلقا كل معاول الهدم والتخريب من اجل الوصول الى السلطة". "
"البديل سيكون أسوأ مما هو موجود، فإذا كان الكيس الدقيق اليوم بسبعة آلاف ريال فإذا جاءوا هم بديلا ووصلوا إلى السلطة سيوصلوا السعر إلى عشرين الف ريال، لأنهم ليس لديهم معرفة وخبرة بإدارة الدولة ولا يعرفوا إدارة سياسة".."...كثير منهم ما زال متأثرا بمخلفات الاستعمار والإمامة والمدارس المغلقة من مدارس طالبان".
كانت تلك مقتطفات من حديث الرئيس في خطابه في مهرجان الحسينية للفروسية والهجن السنوي السبت الماضي،فعلا ما أجملها من ديمقراطية وما أروعها وأروع الرئيس وهو يهاجم المعارضة و يحرض عليها ويحذر منها ومن البديل القادم الذي سيرفع الكيس القمح إلى 20 ألف ريال.
سر "جمال" الديمقراطية "وروعتها لدى الرئيس في قدرته على التحريض والتحذير من معارضيه من كرسي الحكم وعلى الملأ ومن خلال وسائل الإعلام الرسمية الممولة من أموال الشعب الفقير وان تتهم معارضيك وترميهم بسهامك بمخلفات إمامة وطالبان و استعمار.. لتستنتج بعد ذلك ان من هو في رأس القمة هو المحرض وكأنه يريد العودة بالتعددية إلى ما قبل 90م وماذا أبقى الرئيس للمسئولين الأقل رتبة منه من روعة الديمقراطية ليمارسوها ويقولوها عن الأحزاب؟!
تحدث الرئيس عن ان بناء الأوطان بالمحبة والمودة وغابت مفرداتها ، وحذر من "معول الهدم" ولم يسلم في طريق معول كلامه أحد فماذا ننتظر؟
لا أدري كيف يشعر الرئيس بالنشوة من تهامة بالذات وكيف تمنحه تلك الوجوه السمراء المكدودة بالفقر والبؤس الاطمئنان ليهاجم الجميع كما هو حاله السبت في الحسينية وقبلها مهرجانه الانتخابي في 2006 وتحذيره من التتار وخوفه على البنك المركزي ، وكأن الرئيس يقرأ من تهامة الصابرة اكتمال مهمته في إشباع شعبه وتأمين معيشته وكأن ومن يقفون أمامه ليسوا سوى مجاميع من المترفين جاءوا مهرجان الحسينية للترويح عن نفسهم وللمزيد من الفرحة والسعادة والاستمتاع بمشاهدة مضمار (الخيل) ، وقد التف على كل شيء، التهم تهامة بمزارعها وعدن وحضرموت ولحج وابين بسواحلها واراضيها وتجشأ تهماً وتحريضاً ضد معارضيه وخصومه السياسيين.
الخميس الماضي مجاميع اخترقت ساحة مهرجان المشترك في الضالع وهتفت بشعارات معادية للوحدة اليمنية وللمشترك واستخدمت الحجارة لتفريق المشاركين وتمزيق الشعارات المعدة للمهرجان ومنع إقامة الفعالية، تلك العناصر بدت في تذمرها من المعارضة شبيهة بما قاله الرئيس ، حتى ان ماقالته من شعارات ضد الوطن غاب عن صحف الجمهورية والثورة الرسميتين لتحتفي بما قالت انه الإعتداء على قيادة المعارضة ونسيت الاعتداء على علم البلاد والهتاف ضد وحدتها ، ليبقى في النهاية لامشروع للرئيس أو نظامه ولا حتى لتلك العناصر المسيئة لقضية الجنوب غير المعارضة التي عرفت طريقها في الدفاع عن حقوق المواطنين ومطالبهم المنتهكة على مدى 30 عاماً .
باعتقادي أن مايقوله الرئيس إزاء المشترك هو شهادة بإن المعارضة بدأت تسير في اتجاه صحيح سيفضي الى تصحيح الأوضاع التي تماهى النظام في تجهيل الشعب عن معرفة من هو مصدر فقره وجوعه وبلواه ، وهو طريق نضال طويل ، سيقول خلاله الرئيس ومعاونيه وحتى أولئك الذين تحركهم السلطة بطريقة أو بأخرى سيقولون الكثير ، لكن مسيرة النضال السلمي واعدة بالخلاص والتغيير.
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
موضوع: ديمقراطية ولا أروع 
الإثنين مارس 17, 2008 5:53 am
) 
