كمصدر للأجيال القادمة، من الضَّروري أن تعتني كل عائلة بالفتيات بشكل أفضل، من الناحية الغذائية على الأقل.
بينما لا تعاني أكثر البلدان المتطورة، من أي مشاكل في التمييز بين البنت والولد خاصة من ناحية الغذاء، نجد أن الفتيات في المناطق الفقيرة والأضعف إقتصادياً يعانين من سوء التغذية. وهذه الحقيقة جاءت عن طريق إحصائيات، ونتيجة لبحوث وكالات مختلفة. وهنا يأتي عامل الثقافة، فمعظم الثقافات الشرقية تركز على الأهتمام بالمولود الصبي من كل النواحي. ونتيجة لهذا التصرف المتطرّف يتم أحيانا التخلص من الجنين الأنثى في الرحمِ أو حتى بعد ولادتها. في المجتمعاتِ الزراعية أساساً، لا أحد يريد أن يتعب في رعاية فرد غير منتجِ في العائلة، ففي هذه الثقافات الزراعية جزئياً، لا أحد يريد أن يكونَ لديه فتاة، لأنها بالنسبة لهم ذات مستوى إجتماعي أقل بكثير من الولد وفي الزواج غالبا ما تدفع العائلة المال لأهل العريس للزواج من أبنتهم، مما يشكل عبأ اقتصاديا على العائلة.
أما النقطة الأهم فهي، حتى في المجتمعات حيث لا يوجد مثل هذه الفروق، لا يوجد تركيز كبير على الرعاية الغذائية أو الصحية للفتيات؟ أنهن أمهات المستقبل ولذلك، فأن تغذيتهن أساسية بل يجب أن يكن بصحة أفضل من الولد أحيانا لأنهن يتحملن أعباء الحمل والولادة التي تستنزف الكثير من أجسامهن. جسم الفتاة مثلا يحتاج للكثير من الكالسيوم، والحديد، حتى تكون قادرة على ولادة أطفال أصحاء شكلا ومضمونا. ولكن هذا ليس كل شيء، حتى لو لم تنجب المرأة فهي ستمر في مرحلة تتغيّر بها كيميائها وشروطها الهورمونيةَ ومالم تحصل على غذاء مفيد خلال طفولتها ومراهقتها، فأن بداية متوسط العمر لديها سيكون مليئا بالتعقيدات الصحية مثل نخرِ العظام، أَو آثار جانبية لسن إنقطاع الدورة الشهرية، أَو الولادة المبكرة أو ولادة أطفال صغيري الحجم.
أول يجب أن يضع الأهل خطة غذائية صحية لأفراد العائلة.
ثانياً، من المهم الحفاظ على وزنَ صحي للفتيات. منذ الطفولة، يجب أن ينتبه الأباء للأوزان الصحية لأبنائهم وإلاَّ فيمكن أن تحدث أشياء خطيرةَ. وهذا هو السبب الرئيس لإصابة الفتيات بأمراض نقص الشهية والانروكسيا، وهو عدم وجود توازن صحي أو وعي من الأهل للأوزان الصحية للأبناء والبنات.
ثالثا، التركيز على تعليم وتثقيف البنات، وأعطائهن كافة الوسائل والأدوات ليكن مدركات حجم المسوؤلية التي يحملنها.
إليكم بعض التعليمات والارشادات حول النظام الصحي للأطفال الذكور وخاصة البنات خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، والشباب.
- يجب غرس هذه التعليمات والقيم في أذهان الأطفال منذ الطفولة. بحيث يصبح روتينا حياتيا. يجب تجنب إتخام الأطفال بالطعام لأن ذلك بمثل سوء التجويع أو الأهمال في التغذية.
- يجب تشجيع الفتاة، ومنحها الثقة بنفسها، وشكلها، وتعزيز إيمانها بقدراتها. فالعقل السليم في الجسم السليم.
بالرغم من أن هذا الجيل تربى على ما تبثه وسائل الأعلام من صور وأنماط حياتية، إلا أنك تستطيع أن تكون مؤثرا مثل التلفاز تماما، عن طريق إختيار النماذج الجيدة ومدحها أمام الطفل بحيث يفهم بأن هذه النماذج هي الجيدة، وبالتالي يكبر ليميز بين الجيد والسيء، المفيد والضار.
- التركيز على القيم الغذائية الجيدة، الأطفال لا يشترون المأكولات الضارة، بل يجدونها في المطبخ، لذا تعودي على شراء المأكولات الصحية، وإعداد الأطباق المغذية واملئ مطبخك بالفواكه والخضار الطازجة حتى يعتاد الطفل على وجودها وأكلها.
القيم الغذائية الضرورية:
على الأقل ثلاثة حصص من الفاكهة
على الأقل أربعة اربعة حصص يوميا من الخضارِ على أن تشمل على الكاروتين.
ستة حصص أو أكثر يوميا من منتجات الحبوب، بضمنها 3 حصص من الحبوب الكاملة.
فقر دم (أَو نقص الحديد في الجسمِ) يعد السبب الأول للوفيّات في بين الإناث في أكثر البلدان الفقيرة. لكن فقر الدم ليس مرض الفقراء فقط. فقد يصيب حتى ابناء العائلات الغنية، خصوصا إذا كان الغذاء فقيرا بالمواد المغذية الضرورية. تفقد الفتاة 20 -40 ملغرام من الحديد خلال الدورة الشهرية. كما أن امتصاص الحديد يتم من خلال مغذيات أخرى أساسية، مقدار جيد من حمض الفوليك، وفيتامين ب 12.
الكالسيوم مغذي أخر مطلوب بكميات كبيرة لنمو عظام البنات، وخصوصا لمقاومة نخر العظام. المراهقون (خصوصاً البنات)، بحاجة على الأقل لكمية 1300 mg من الكالسيومِ في كلّ يومِ. لذا قدمي لأطفالك كوب من الحليب حوالي (450 mg تقريباً 30 %) أو كوب من اللبن يوميا. بالإضافة إلى الخضار الورقية والحبوب والعصائر المدعمة. تذكّر، تبدأ النساء بفقدان الكتلة العظمية في سن 35 عاما.
وأخيرا يجب أن تكون صحة طفلتك اول أولوياتك فهن أمهات ومواطنات المستقبل.
منقول
الإثنين مايو 15, 2023 7:04 am
موضوع: لماذا تحتاج الفتيات لرعاية أكثر؟ 
الأربعاء فبراير 25, 2009 6:08 am
