قصة سام مع التهريب

قصتي مع التهريب

بداية المشوار من مدينة تعز الحالمة سوق المركزي حيث أن المهرب الذي يدعى (أحمد البيضاني ) كان هناك بانتظار تجمعنا وللعلم قد دفعنا 300ريال سعودي كجزء من المبلغ المتفق عليه 1300ريال سعودي توكلنا على الله وبدأنا في السفر المزعوم الى العاصمة الرياض وصلنا الى إب وكان هناك من ينتظرنا لكي يذهب معنا وصلنا الى صنعاء وقت اذان المغرب وعددنا يتجاوز 30 شاباً تتراوح اعمارهم من 14 عام الى 28 عام وقد أتفقنا ان كل مصاريف الطريق على المهرب بعدها ثلاثة أيام في صنعاء وكانت الحرب شديدة في طريقنا طريق صعدة وهذا ما أخرنا في صنعاء ثلاثة أيام .

التحرك من صنعاء وتهريب الأطفال في نقطة حجة

مشينا من صنعاء وقت اذان العشاء متجهين الى صعدة ولكن المهرب غير الطريق فتعدينا محافظة عمران ومن ثم حجة وحرض ووصلنا الى أخر نقطة يمنية و نقطة حجة احتجزت الباصات التي كنا فيها بتهمة تهريب الاطفال وطلبوا منا الاعتراف بكل شي وهم عارفين وطلبوا منا احضار المهرب والمهرب لا يمشي معنا بل يمشي قبلنا بكم ساعة اتصلنا على المهرب وكلمه الشرطي وقال له الشرطي بالحرف الواحد ( عاس وخرج من مسب ) ودفعنا مبلغ 200ريال سعودي للنقطة واخذنا من احتجزوهم لصغر سنهم ووصلنا الى الملاحيظ . وظنينا اننا وصلنا ولكن عدنا من هناك مباشرةً الى صعدة (رازح )
صعدة
وصلنا صعدة (رازح ) بعد أكثر من سفر يوم ونصف لم نذق فيها حتى شربة ماء قرب الليل من الدخول ونحن في لوكندا (زريبة حيوانات أفضل منها ) الفراش ملئ بالحشرات المنوعة وليس لنا خيار الا ذلك . الرعب والخوف كان له النصيب الاكبر ونحن في هذه اللوكندا فقد كنا نشاهد ابناء المنطقة ينظرون الينا بنظرة المجرم . وفي اللوكندا شاهدنا كل أنواع الاسلحة خفيفها وثقيلها فقد قلنا في انفسنا أن المهرب باعنا للحوثي سيطر الخوف على قلوبنا وصرنا ندعي الله ان ينجينا من هذا الموقف كل مايمر الليل ونحن في اللوكندا يزداد أعداد المسلحين وكنا نخاف من اشكال المسلحين أكثر من خوفنا من انواع الاسلحة التي يحملونها .
مرت علينا ثلاثة أيام في منطقة رازح مشينا من صعدة متجهين الى الحدود السعودية في سيارتين فقط سيارة (شبح قديم ) وصالون قديم جداً ففي السيارة الواحدة تقريباً 15 شخص لقد شاهدنا الموت في الطريق فو الله اننا كبرنا وشهدنا وظنينا ان الموت يترقبنا في كل منعطف ومنحدر وجبال شاهقة وطريق وعرة لا يمنكم أن تتخيلوها فلم ارى مثل تلك الطريق الجبلية طوال عمري وانا اعيش في محافظة إب وتعز الجبليتين إنها طريق مخصصة لاصحاب المنطقة فقط بل للمهربين على الاصح . لقد تهالكت اجسامنا النحيفة وذابت وتغير لونها من شدة الحر والغبار والطريق المدوية ووصلنا الى أخر نقطة يمنية ....
اخر مركز يمني (حكاية )
وصلنا الى أخر مركز يمني وهنالك حصل مالم يكن في الحسبان المركز يحتجز المهرب وسيارته ونحن رمان اصحاب السيارات فيسائلة جبلية ملئية بالقرود وكل ماتتخيلومن من الرعب ونحن بعد منتصف الليل .
ذهبنا الى المركز لنعرف سبب أحتجاز المذكور فإذا بالعسكر يطردونا من المركز بكل وحشية ويحلفون بالله أن المهرب سوف يعود الى صنعاء للتحقيق معه في قضية جنائية اخلاقية وانه لايمكن اخلاء سبيله مهما حصل
ونحن في هذه السائلة ولم نذق حتى شربة ماء لمدة 18 ساعة وبعد العناء نحن الان في الحدود السعودية امامنا واليمن خلفنا فماذا نعمل لايوجد عندنا مصاريف لكي نتعدى الحدود ولا نعرف الطريق ولا نقدر على الرجوع الى مناطقنا . ضلينا في حيرة كبيرة ومفجعوين من هول الموقف ولم نستوعب ما يحدث أبداً بعض منا كان له مصاريف احتياط ولم نركن على المهرب في صرفته . أجتمعنا وجمعنا مبلغ 500 ريال سعودي منها اليمني والسعودي (25) الف ريال يمني وذهبنا ثلاثة فقط الى المركز والتفاوض واعطائهم المبلغ الذي جمعناه حتى أن بعضنا لم يبق له حتى خمسة ريالات ولكن المركز الشرطة رفضوا المبلغ وادعوّ النزاهة وان هذا واجبهم وطردونا مرة ثانية وقالوا سجلوا فلوسكم الذي اعطيتموها للمهرب واطلبوها من صنعاء . رجع ثلاثتنا وانكسر الامل الباقي وهنا كنت نهايتنا في السائلة حاولنا انا ننام الى الصباح بين الأحجار والأشواك (غابة ) يمر علينا شخص من صعدة ويسألنا لماذا انتم هنا وحكينا لهم الموقف وذهب الى المركز وطردوه وهنا رجع الينا متحدي للشرطة وذهب بنا الى جامع قريب وقال ناوموا وانا ساتابع قضيتكم وانا بوابة اليمن الى السعودية . هذا الشخص الشيخ أحضر ابناءه وسلاحة وتمركز امام مركز الشرطة وهو يتحدى الشرطة بأن تذهب بالمهرب الى صنعاء وبعد شد وجذب بين الشيخ والشرطة وإذ نحن في الجامع يأتي الينا أحد العسكر يطلب الفلوس التي كنا قد جمعنها لهم من قبل ورفضوها اعطيناه الفلوس واخرجوه من السجن ؟؟!!
بعد أن فكوا أسر المهرب ذهبنا الى أخر منطقة قريبة على الحدود ونمنا في دكان على الارض بعد طردنا من كل مكان نذهب اليه من قبل اصحاب هذه المنطقة اليمنيه حتى اليوم الثاني نمنا في الجبل بعد أن طردونا من الدكان الذي لا يوجد فيه شي فهو قيد البناء .
بداية دخول الاراضي السعوديةبعد أذان العشاء تحركنا ثلاث فرق مشياً بالاقدام وهنالك مرشدين للطريق من ابناء المنطقة تجاوزنا المركز السعودي الاول ونحن نمشي بدون احذية وبدون أصوات . المركز الثاني كان لنا بالمرصاد أوقفنا حرس الحدود السعودي ورفعنا ايدينا ونكاد نسقط على الارض من شدة الخوف وقام احد العسكر بتفتيشنا تفتيشاً دقيقاً والاسلحة موجهة الى رؤوسنا لكي لانهرب عليهم (أسرائيل – فلسطين ) جاءت الدورية واخذتنا الى أحد المراكز واحتجزتنا حتى الصباح واخذت اسمائنا وبصماتنا وكل شي عنا .
الصاعقةبعد أخذ اسمائنا والاتصال بالجهات المعنية قالا أن من بيننا ثلاثة أشخاص سيحولون الى الرياض بتهم تهريب ذخيرة طبعاً انا واحد من هؤلاء الثلاثة لقد كدت أن أجن من هول الموقف وان لأول مرة ادخل الحدود والان يقولون أني مهرب ذخيرة ومطلوب كبير لم أستوعب هذا الموقف جمعونا في حجز مفتوح و ضيق تابع للمركز كان يوم شديد البرد ( حصل ما حصل ) وانهينا التهمة وتعاون معنا العسكر السعوديين ورحلونا جميعاً الى صعدة ولكن المهرب كان بانتظارنا وعدنا مرة أخرى لكن هذه المرة في العصر ونجحنا بالدخول وياليتنا لم ننجح .
رحلة العذاب الاكبرلقد ظلينا نمشي حتى تفطرت اقدامنا تخيلوا من بعد اذان العشاء الى اليوم الثاني بعد الظهر لقد مشينا ليلاً وبدون ضوء لقد مشينا جبالاً وصحاري وهضاب وكل انواع التضاريس عرفنها في شفرنا تقطعت احذيتنا ورمينا كل مانحمله من ملابس لكي نستطيع ان نمشي في هذه الجبال والفيافي لا أحد يعرف صاحبه ولا حتى أخيه (نفسي , نفسي ) والله لقد بكيت بكاءً ولقد كانوا يمشوان ومن يتأخر أو يستطع أن يمشي بسرعه فسيدعوه للقرود والحيوانات تأكل منه فهنا ظنيت أني في طريقي الى جهنم وبئس المصير وصلنا قبل الفجر الى أحد المناطق السعودية واستقبلنا احد المهربين الذي ذهب بنا الى احدى زريبة حيوانان سابقة نمنا على الارض واحضر الينا بعض الطعام بعد ان دفعنا من خمسة ريالات صحينا الصباح وامامنا رحلة ثانية لم أكن أتوقعها من الصباح حتى العصر على الاقدام وبين الحر والشمس لم نجد ماء نشرب ولكن وجدنا ماء في خزان حديدي متهالك هذا الماء تابع لاغنام فوا لله أن الاغنام يمكن إذا رأت الماء بهذه الصورة لم تشرب منه لقد أغترفنا منه وشربنا كالنعاج وبعدها وصلنا الى المهرب الذي سيوصلنا الى الرياض وهناك قصة لا داعي لذكرها احضروا لنا سيارتين جيب (بدون كراسي ) لكي تستوعب أكبر كمية مننا خمسة عشر واحد فيها كالأغنام وممنوع رفع رؤوسنا والسيارة الاخرى شبح 2007 أخر موديل خمسة عشر شخص عليها جالسين والطربال فوق روؤسنا مشدودة بكل قوة (تخيلوا ) خمسة عشر شخص جالسين على البودي من مدينة ابها الى مدينة الرياض لقد تداخلت اضلاعنا فوا الله الذي لا اله الا هو اننا كنا اقرب من القريب الى الموت المحقق لقد صحنا بكل اصواتنا انزلونا هنا في الصحراء لقد كنا نصيح لكي تسمعنا احدى الدوريات وترجعنا الى اليمن ولكن دون فائدة .
وصلنا الى الرياض
احدنا لم يأتي احداً لأخذه ودفع للمهرب ماتبقى من المبلغ فانهال عليه المهرب بضرب بالخوزران وسب وشتم لايعلمه الا الله .
واحدهم اتى بعد فترة يبكي وهو في عمر17الى 18 عام الى اقرب اصدقائه في الرياض بكاءاً حتى ظن ان عينه سوف تخرج من شدة البكاء لقد قال أنه وصل الى الرياض ولم يأتي احداً لاخذه من المهرب ودفع الحساب الأمر الذي جعل المهرب يحتجزه لمدة تقريباً عشرة ايام هل تدرون ماذا صنع به ؟؟؟؟؟ هل تعرفون أكبر جريمة في هذا الزمن يقول بألم كبير وحسرة بالغة وحزن شديد وهو لا يستطيع ان ينطقها يقول ( لقد أغتصبني وفعل بي كل شي لقد انتهك كرامتي لقد عذبني ) ليس لمرة واحدة ولكن لمدة عشرة ايام ثم رماه في احد الأحياء بالرياض . فو الله الذي لا اله الا هو وفوق القران الكريم أن هذا الكلام صحيح وانا مسئول عن كلامي هذا يوم القيامة أمام رب العالمين . فهنا العظة والعبرة
القصة كبيرة جداً ولكن انا اعرف اني أطلت عليكم ولكن لمن بقى ويفكر في التهريب فحذاري من التهريب وخذوها نصيحة مني الذي سلمت نفسي للجوازات السعودية لكي ترجعني الى بلدي والحمد لله على كل حال.

شكرا جبران

:تشرفنا:

موضوع مهم
والرائع وضعه في قسم الرعب والجرائم

:تشرفنا: