مقتطفات من المؤتمر الصحفي للرئيس أوباما عن الوضع الراهن في مصر

مقتطفات من المؤتمر الصحفي للرئيس أوباما عن الوضع الراهن في مصر


الرئيس أوباما خلال المؤتمر الصحفي.
البيت الأبيض

مكتب السكرتير الصحفي

للنشر الفوري، 4 شباط/براير، 2011

مقتطفات من تصريحات الرئيس أوباما بحضور رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر خلال مؤتمرهما الصحفي.

مقتطفات، الساعة 3:21 من بعد ظهر الجمعة

الرئيس أوباما: أسعدتم مساء جميعا. تفضلوا بالجلوس.

...

أود أن اختتم (مؤتمرنا الصحفي) بقول بضع كلمات عن الوضع في مصر. الوضع كما هو واضح لا يزال متموجا ونحن نقوم برصده عن كثب. لهذا سأدلي بنقاط قليلة.

أولا، لا نزال واضحين كل الوضوح بأننا نعارض استخدام العنف كرد على هذه الأزمة. في الأيام الأخيرة شاهدنا أعمال عنف ومضايقات تندلع في شوارع مصر وتنتهك حقوق الإنسان والقيم العالمية والأعراف الدولية. لهذا إننا نبعث برسالة قوية لا لبس فيها وهي أن الإعتداءات على المراسلين لا يمكن قبولها. والإعتداءات على نشطاء حقوق الإنسان لا يمكن قبولها. والهجمات على متظاهرين سالمين لا يمكن قبولها.

وتقع على عاتق الحكومة المصرية مسؤولية حماية حقوق شعبها. وأولئك الذين يتظاهرون احتجاجا يتحملون مسؤولية عمل ذلك سلميا. لكن على الجميع أن يقروا بحقيقة مجردة وهي أن القضايا التي هي الآن على المحك في مصر لن تسوى من خلال العنف او القمع. وقد أثلج صدرنا ضبط النفس الذي مورس هذا اليوم ونحن نرجو أن يستمر.

ثانيا، إن مستقبل مصر سيقرره شعبها. كما أنه من الواضح أنه يتعين أن تكون هناك عملية انتقال وأن تبدأ الآن. وذلك الإنتقال يجب أن يطلق عنان عملية تحترم الحقوق العالمية للشعب المصري وتكون من مآلاتها انتخابات حرة ونزيهة.

وتفاصيل عملية الإنتقال تلك سيعمل عليها المصريون أنفسهم. وأنا فهمت أن جانبا من المباحثات قد بدأ. لكننا نعكف على التشاور بصورة موسعة داخل مصر ومع الأسرة الدولية لإبلاغ اعتقادنا الراسخ بأن الإنتقال الناجح المنظم يجب أن يكون ملموسا وذا معنى. والمفاوضات يجب ان تشمل تمثيلا عريضا للمعارضة المصرية كما يتعين أن يعالج هذا الإنتقال التظلمات المشروعة لأولئك الساعين لغد أفضل.

ثالثا، إننا نود أن نرى هذه اللحظة من الجيشان تتحول إلى لحظة فرص. فالعالم بأسره يراقب الوضع. وما نرجوه وما سنعمل من أجله هو مستقبل حيث يغتنم كامل المجتمع المصري تلك الفرص. وحاليا فإن حضارة عظيمة وعريقة تمر في فترة من الاعتلاج والتحول. وحتى بوجود تحديات خطيرة وما يكتنف الوضع من التباسات جسيمة، فإنني واثق بأن الشعب المصري قادر على رسم المستقبل الجدير به وبعمله ذلك سيظل محتفظا بصديق وشريك قوي في الولايات المتحدة الأميركية.

...

سؤال: شكرا جزيلا، حضرة الرئيس. هل يبدو من المعقول لك أن تبدأ عملية حقيقية من الإصلاح الديمقراطي في مصر في الوقت الذي يبقى فيه الرئيس مبارك رئيسا لمصر؟ أو هل تعتقد أن تنحيه ضروري حتى لبدء الإصلاح؟

الرئيس أوباما: تحدثت مرتين مع الرئيس مبارك منذ بدأت هذه الأزمة في مصر، وأكّدت في كل مرة حقيقة أن مستقبل مصر مرهون بأيدي المصريين. فلسنا نحن الذين سنقرر ذلك المصير. ولكنني قلت أيضا إن العودة إلى الطرق القديمة لن تنجح في ضوء ما حدث على مدى الأسبوعين الماضيين. فالقمع لن ينجح. والإنخراط في العنف لن ينجح. ومحاولة إغلاق تدفق المعلومات لن ينجح.

ولكي يكون لمصر مستقبل مشرق - - وهو ما أعتقد أنها يمكن أن تحصل عليه - - فإن الأمر الوحيد الذي سوف ينجح هو عملية انتقال منظمة تبدأ الآن تماما وتشمل كل الفئات وتؤدي إلى الممارسات الديمقراطية وإلى انتخابات نزيهة وحرّة وحكومة تمثل الشعب المصري وتستجيب لتظلماته.

والآن، أعتقد أن الرئيس مبارك يحرص على خير بلده. وهو أبي ولكنه وطني أيضا. وما اقترحت عليه ، هو أنه بحاجة إلى أن يستشير من هم حوله في الحكومة. وهو بحاجة إلى أن يستمع إلى ما ينادي به الشعب المصري ثم يصدر حكمه بالنسبة لسبيل منظم إلى الأمام، ولكنه يكون ذا معنى وجديا.

وأنا أعتقد أن - - أنه قال إنه لن يترشح فعلا لإعادة انتخابه. فهو شخص ظل في السلطة فترة طويلة جدا في مصر. أما وقد حقق هذا التبدل النفسي، وهو القرار بأنه لن يترشح من جديد، فأعتقد أن أهم شيء بالنسبة له هو أن يسأل نفسه، وللحكومة المصرية أن تسأل نفسها، وللمعارضة أيضا أن تسأل نفسها، هو كيف نجعل هذا الإنتقال فعالا ودائما وشرعيا.

وكما قلت سابقا، إن هذا ليس قرارا تتخذه الولايات المتحدة أو أي بلد آخر خارج مصر في نهاية المطاف. لكن ما نستطيع أن نفعله هو تأكيد المبادئ الأساسية التي سيشملها ذلك الإنتقال. فإذا كانت الغاية مجرد لفتات مجاملة للمعارضة ولكنها تؤدي إلى مواصلة القمع، فهي لن تنجح. وإذا كانت مجرد إصلاح مظهري ولكنها ليست إصلاحا حقيقيا، فذلك لن يكون فعالا.

وكما قلت من قبل، إن الرئيس عندما يعلن بنفسه أنه لن يترشح مجددا، وبما أن الفترة المتبقية لولايته قصيرة نسبيا، فإن السؤال الهام الذي ينبغي أن يسأله لنفسه هو، كيف أخلف ورائي تركة تتمكن بها مصر من أن تمر بفترة التحول هذه. وأملي هو، هو أنه سيتخذ القرار الصائب في النهاية.

شكرا لكم

نسأل الله أن يوفق أخواننا المصريين إلى كل خير

وفقكم الله