الفتوحات والغزوات في رمضان

الفتوحات والغزوات في رمضان

شهد شهر رمضان المبارك العديد من الفتوحات والغزوات الاسلامية ،
ومنها غزوة بدر التي وقعت في السنة الثانية من الهجرة .
لقد كانت غزوة بدر الكبرى اول موقعة كبيرة لقي فيها المسلمون اعداءهم
من المشركين فهزموهم تلك الهزيمة الكبيرة .
ولكن المسلمين لم يكونوا قد خرجوا لهذه الغاية ، انما كان خروجهم للاستيلاء على قافلة قريش الذين اخرجوا المهاجرين من ديارهم وأموالهم ، فاراد الله للعصبة المسلمة غير ما ارادت لنفسها من الغنيمة ،
اراد لها ان تنفلت منها القافلة وأن تلقى عدوها من صناديد قريش الذين حاربوا دعوة الاسلام في مكة المكرمة ، ومكروا مكرهم لقتل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعدما بلغوا باصحابه الذين تابعوه على الهدى ،
غاية التعذيب والتنكيل والاذى .
لقد اراد سبحانه ان تكون هذه الغزوة فرقاناً بين الحق والباطل ، وفرقاناً في خط سير التاريخ الاسلامي ، ومن ثم فرقاناً في خط سير التاريخ الانساني .
فهذا الشهر الكريم الذي يوشك ان ينتهي هو ليس عبادة بدنية فقط بل انها صحة وعافية
وصفح ومقابلة للاساءة بالاحسان وتربية للنفوس .
عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :
أعطيت امتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن نبي قبلي ..
الاولى : فانه اذا كان اول ليلة منه نظر الله اليهم ، ومن نظر الله اليه لم يعذبه ابداً
الثانية : فان الملائكة تستغفر لهم كل يوم وليلة .
والثالثة : فان الله يأمر جنته ويقول لها : تزيني لعبادي.
الصائمون يوشك ان يستريحوا من تعب الدنيا الى داري وكرامتي .
الرابعة : فان رائحة افواههم حين يمسون أطيب من رائحة المسك .
الخامسة : فانه اذا كان آخر ليلة منه غفر الله لهم جميعا ، فان العمال يعملون
فاذا فرغوا من اعمالهم وفوا اجورهم . رواه الطبراني .
ووقعت غزوة بدر في نفس ذلك الشهر ، ولا شك ان الله تبارك وتعالى لم يوجب على المؤمنين هذا الصيام للجوع والعطش ، بل شرعه لهم لاعداد قلوبهم للتقوى والخشية من الله ،

والتعود على الصبر ، ولتثقيف نفوسهم ، وتهذيب اخلاقهم .. فان الصائم حين يصوم
عن الاكل والشرب ، فان سمعه وبصره ولسانه وجوارحه تصوم ايضاً عن كل
ما يتنافى مع الصيام من : السب ، والشتم ، والكذب ، والخيانة ، والكبر والرياء ،
والبخل واللؤم ، وايذاء الجيران .
وفي هذا الشهر مطلوب من المسلمين الاقتداء بالنبي الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) وصحابته الكرام ،
وان نساعد المحتاجين والفقراء والمساكين في هذا الشهر الفضيل ، فالصدقة فيه مضاعفة الاجور ،
والله الكريم يحب الكرم من عباده ، جواد يحب اهل الجود ، لان البخل لا يزيد في الرزق ،
لان البخيل بعيد عن الله ، بعيد عن الناس ، بعيد عن الجنة ، قريب من النار ،
والسخي قريب من الله ، قريب من الناس ، قريب من الجنة ، بعيد عن النار .
وكان ابو الدرداء رضي الله عنه يقول :"صلوا في ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور ، وصوموا يوماً
شديد الحر لحر يوم النشور ، وتصدقوا بصدقة السر ليوم عسير ".
واذا كنا عرفنا بركات رمضان والصدقات فيه ، فعلينا ان نسارع الى أداء الصدقات ونكثر فيه من القربات
حتى يضاعف لنا الاجر ونكسب مغفرة من الله ورضوانا .
قال تعالة : ( وَسَارًعُوا إًلَى مَغْفًرَةْ مًنْ رَبًّكُمْ وَجَنَّةْ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعًدَّتْ لًلْمُتَّقًينَ (133) الَّذًينَ يُنْفًقُونَ فًي السَّرَّاءً وَالضَّرَّاءً وَالْكَاظًمًينَ الْغَيْظَ وَالْعَافًينَ عَنً النَّاسً وَاللَّهُ يُحًبُّ الْمُحْسًنًينَ (134) آل عمران .

جزاك الله خيرا

وأجزل الله لك العطاء

وخواتيم مباركة

جزاك الله خيرا

وبارك فيك

شكر